بقلم : عبدالنبي التليدي إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58 النساء.) صدق الله العظيم. قبل خطاب الملك وبعده ، انه من أجل الوطن وانقاد المستقبل ، رجوت ، ان يتم التصالح بين الدولة والمعتقلين على أثر الحراك الاجتماعي بالريف وفي غيره من أرض الوطن ...لان هؤلاء رأوا الفساد وشاهدوا المفسدين والملك عرفهم تعريفا وأشار اليهم بالبيان وبالبنان ... اذن المرض موجود والتشخيص مشاهد ومعروف والحل ظاهر للعيان وواضح وضوح الشمس في كبد السماء والشهود إحياء، ، هو ان يضع الملك يده في يد المخلصين من أبناء الوطن من هؤلاء الشباب الذين لم يفسدوا في الارض او خانوا العهد ، ولانهم ملكوا الشجاعة في التصريح بالحق ولو كان مرا او قاسيا أحيانا لان السيل وصل الزبى إلى حد أن عبروا عن استعدادهم للتضحية بأرواحهم من أجل قول الحق وفضح الفساد والمفسدين ، في سبيل الوطن ، لان الفساد والمفسدين خربوا الوطن اقتصاديا ودمروا قيمه المجتمعية وصاروا يهددون مستقبله واستقراره ، بل استطاعوا فيه ان يخرجوا الفاسد المحكوم عليه قضائيا من السجن ، وان يتهربوا من المحاسبة الإدارية والقضائية رغم تقارير المجلس الأعلى للحسابات التي بقيت حبرا على ورق ، وأن يفرضوا على رئيس حكومة اخلف وعده مع التاريخ ومع الوطن العفو عنهم بمقولته التي لا حق له في التصريح بها او ان يقرر على أساسها " عفا الله عما سلف" فصار بهذا وبغيرهذا من المشاكل الحادة مسؤولا تستوجب مساءلته... مما جعل الدولة قاب قوسين أو أدنى من الإفلاس ان لم تكن قد إفلست فعلا ، كما عبر عن هذا من خلال التقارير المدعومة بالدلائل والبرهان السيد ادريس جطو الذي يعتبر بدوره وان كان اقل تأثيرا من غيره ، مسؤولا عما إلت اليه أوضاع البلاد والعباد في شتى المجالات والقطاعات من تعليم دمرت اسسه واستبيحت قيمه واهين رجاله ونساؤه وأطفاله وانتهكت خصوصياته المغربية الأصيلة بعد إسناد المسؤوليات فيه لمن لا يستحق يضر فيه ولا ينفع ، لان السياسة التي يتبعونها فيه مملات عليهم من طرف مراكز القرار التي تاتمر بأوامر المؤسسات الدولية والرأسمالية العالمية وباصحاب المصالح الخاصة في السلطة والمال داخل المغرب وخارجه هناك حيث امهم فرنسا التي لا تريد إلا شرا بنا ، ولأن امكانياته المالية تهدر بالملايير على أيديهم لصالح حسابات أسيادهم وأولي نعمهم من دون ضمير او حياء. وكذلك الحال في باقي القطاعات الاجتماعية الأساسية من صحة وخدمات وشغل وغيرها التي أضحت أوضاعها كارثية بحكم الفساد الذي استشرى فيها والمفسدين الذين عاثوا فسادا فيها لغاية واحدة ووحيدة هي القضاء عليها ورفع يد الدولة عنها وتحويلها إلى القطاع الخاص بابخس الأثمان، بعد ان صرفت عليها ميزانيات لا تقدر بثمن تم نهبها ثم سلمت للناهبين على أطباق من ذهب وفضة جزاء لهم ولغيرهم ممن أحسنوا تمثيل الأدوار ونفذوا سياسات التدمير الهيكلي بكل إخلاص وتفان . ناهيك عن الجانب الآخر الذي تنهل من معينه القطاعات السابقة التي دمرت اعتمادا عليها وكانت السبب الاول الرئيسي في التدمير الهيكلي لكل أركان الوطن إلى حد السكتة الدماغية الان كما يتراءى للجميع من دون مبالغة او افتراء...لم يعد معه الحال مقتصرا على السكتة القلبية للراحل الحسن الثاني رغم سياساته الصارمة وقوة شخصيته في المكان والزمان وفي الداخل والخارج، ورغم ذكائه الثاقب واطلاعه الواسع وحذره الكبير لان من حزمه كان سوء الظن ، ورغم تجاربه الغنية التي نهل منها دروسا لمراحله الصعبة في الحكم إلى حد ، نظرا لأهمية التجارب في حياة الرجال ، جعله يتمنى لخلفه من بعده وارث عرشه محمد السادس "مرحلة صعبة في الحكم " ليحصل نظامه على شرعية جديدة كالنهر الرقراق الذي تتجدد مياهه. انه جانب السياسة التي على أساسها يسود الملك الوارث محمد السادس ويحكم من خلال ملكية تنفيذية رغم الدستور الجديد الذي اراده المغاربة ، عقب قبوله عندما عرضه عليهم الملك للاستفتاء قبل صدوره في الجريدة الرسمية ان يكون جديدا فعلا في التنزيل والتنفيذ ، لكن تجربته على أرض الواقع منذ يوليوز 2011 أظهرت للعيان وللجميع ان السلطات ما زالت ممركزة بيد الملك باعتباره رئيس الدولة وحامي حمى الملة والدين والساهر على حماية البلاد والعباد والحكم الأسمى بين المؤسسات ، وهو الذي يعين اعضاء الحكومة ويعفيهم ويعين السفراء الذين يمثلونه عند الدول والمنظمات الدولية ، ويحدد السياسة الرسمية للدولة في الداخل والخارج ، ويرأس المجلس الوزاري . وباعتباره ايضا أميرا للمؤمنين كما نصت على هذا وعلى غيره كثير من فصول الدستور المذكور . وأظهرت من دون شك او جدال ومن خلال الممارسات اليومية والمشاهدات في الساحات والتلفاز ، ومن خلال الاعترافات الرسمية والشخصية للحكومة وللنواب والمستشارين في البرلمان ولزعماء الأحزاب السياسية الذين صاروا زعماء من ورق ، ان الكل صوري ولا يمكن لأحد أن يحرك ساكنا إلا بأوامر صادرة او ناهية إلى حد الصرامة. وهي السياسة التي كانت من نتائجها الأوضاع المؤسفة الاجتماعية والاقتصادية والثقاية والمالية التي باتت تهدد الوطن في أمنه واستقراره وفي مستقبل أبنائه...وقد كان خطاب الملك وازنا للكلام فيه و واضحا في تشخيصه للفساد عأرفا المفسدين في السياسة وللوطن وفاهما لاساليبهم الانتهازية ، لذلك أنهى خطابه بأية من سورة في القرآن ذات حمولة قوية ومقصد واضح.، فهل من عاقل لها وملتزم بها ؟ ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ) (58 النساء.) صدق الله العظيم