بقلم : فرتوتي عبدالسلام لقد جد في السير ، و واصل الطريق...كان يحس قلة اليد ، و نظرات اللؤم التي تلاحقه...كان يصر على ان يواصل الى النهاية ...و الطريق البعيد ...و حداثة السن و قلة التجربة ...اجتمع الجميع في وقت واحد ...هل عليه ان يبيع ماضيه للشيطان؟ هل عليه ان يسلك طريقا لا يعلم نهايتها...هكذا...سارت به الدروب و الايام ...في كل لحظة كان يحس بالضياع ...و انتفاء المفهوم و المدلول ...و الى اين تؤدي كثرة النظريات ...اسرع الخطى ...و لكن الى اين المسير ...كان عليه ان يستكين ...و القضية ...هي اذن القضية ...شاغلة الناس و العالم ...هل نختصرها في الضفة الغربية و القطاع...و الاف المشردين ابناء الارض المقدسة ...ممن نحس بمعاناتهم ...ماذا قدمنا لهم ؟ ...و تلك الدماء التي سالت على تلك الارض ...كل ذلك لم يجد...مؤتمراتهم ...بدءا من مدريد الى اسلو ... وانهيار العرين السوفياتي ...و نهاية الحرب الباردة ...و صدام الحضارات وبروز الحركات الارهابية ...وعمل المخابرات الدولية في الشرق الاوسط ...ماذا كان عليه ان يفعل ...؟ لا لقد نسي هنا زحف الصحراء ...و عليه ان يهتم بالتشجير و بحركات الخضر و بمعاناة المخيمات وبالقضية الوطنية الاولى... غلبه النوم في الاخير ، و خاف من ان يضيف وصية جديدة ، يضيع معها ما تبقى من امل في ان تنفتح ورود جديدة ، تشع بالامل و تحمل المشعل ...ذاك كان امله ...و نام على ذلك الامل ...في انتظار مبسم جديد ...ليوم جديد...