عقدت مؤسسة ايت الجيد بنعيسى للحياة و مناهضة العنف اجتماعا استثنائيا لمكتبها الادراي يوم الخميس 1 يونيو الجاري ، و الذي خصص اساسا للتطورات الخطيرة و المؤسفة التي شهدتها مدينة الحسيمة و نواحيها ، حيث تستمر الدولة المغربية في حملتها المنافية للأعراف والمواثيق الدولية، بتجييش ترسانة رهيبة من مختلف الاجهزة الامنية و التي تدخلت في حق الجماهير الشعبية الصامدة والمناضلة بمدينة الحسيمة ومجموعة من المناطق المحيطة بها على إثر المعركة التي تخوضها منذ مقتل محسن فكري طحنا بحاوية القمامة على أرضية مطالب عادلة ومشروعة في ظل التهميش والتفقير والتجهيل الممنهج في حقها، وقد ردت الجماهير الشعبية إلى جانب مناضليها بمجموعة من الأشكال الحضارية والسلمية عبرت من خلالها عن صمود منقطع النظير، وتشبت قوي بمطالبها العادلة والمشروعة ، و ارتباطا بهذه التطورات عرفت مجموعة من المدن أشكال تضامنية بطولية مع ساكنة حراك الريف ( طنجة، تطوان، الرباطالدارالبيضاء، فاس، مكناس، وجدة، اكادير،...الخ) جابهتها الدولة بالمنع و الاستخدام المفرط و الهمجي للقوة العمومية و استغلال البلطجية و ذوي السوابق الاجرامية في استهداف النشطاء و المدافعين عن حقوق الانسان (طنجة و تطوان ، مرتيل ، فاستاونات ، مراكش ....) بل امتدت إلى الاعتقال التعسفي لبعض النشطاء . و بعد نقاش مستفيض ، استعرض فيه أعضاء المكتب الادراي الابعاد الخطيرة لهذه التطورات ، تقرر في ختام أشغاله بأن يبلغ للرأي العام ما يلي : * إن مؤسسة ايت الجيد بنعيسى للحياة و مناهضة العنف و هي توثق الملاحم الحضارية التي جسدها الحراك الشعبي السلمي بمنطقة الريف ، فهي تؤكد على دعمها اللامشروط لكل الحركات الاحتجاجية السلمية بكل مناطق المغرب المطالبة بإقرار الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان ، و نؤكد في هذا الصدد عن قناعتنا الراسخة بأن نجاح الانتقال الديمقراطي ببلدنا الحبيب لن يتأتى إلا باقرار حقيقي و احترام حقوق الانسان . * نحيي عاليا المناضلات والمناضلين الشرفاء بالريف على صمودهم واستمرارهم في النضال على أرضية مطالبهم العادلة والمشروعة في التنمية و التوزيع العادل للثروة الوطنية ورفع التهميش و الحكرة عن المنطقة و ساكنتها ، و نطالب في نفس الان باطلاق السراح الفوري و اللامشروط لجميع المعتقلين المتابعين ، و باحترام كافة حقوقهم الدستورية ، كما ندين العنف المفرط و الغير المقبول و الهجوم و اقتحام منازل نشطاء الحراك و كسر أبوابها و اتلاف محتوياتها وزرع الرعب في الصغار و الامهات و الاهالي من طرف القوات العمومية . * نثمن مبادرة مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة في عقد مناضرة وطنية حول الاحتجاجات التي تعرفها منطقة الريف ، و ندعو في هذا الصدد جميع المتدخلين و في مقدمتهم مؤسسة رئاسة الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها كاملة من أجل بلورة استراتيجية تنموية مندمجة و متكاملة لتاهيل الجهة وتنميتها و لإقرار مصالحة حقيقية مع ساكنتها . رئيس المؤسسة :