أصدرت مجموعة من الجمعيات الأمازيغية بكل من الناظور والعروي وأيت سعيد بيانا حول الحراك الشعبي بالريف، وقد جاء فيه ما يالي" نحن الجمعيات الأمازيغية الموقعة أسفله، وبعد طول تتبعنا لمجريات الحراك الشعبي بالريف منذ مقتل الشهيد "محسن فكري"، وكذا المطالب الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية المعبر عنها، كمطالب عادلة ومشروعة ستحقق الحد الأدنى من العيش الكريم والعدالة الاجتماعية، وبعد تتبعنا لتطور مجرى الأحداث التي أعقبت هذا الحادث الأليم، لاسيما الاحتجاجات السلمية والحضارية التي بصمت عليها ساكنة الريف بمختلف المناطق والبلدات، في مقابل السياسة المخزنية التي تم التعامل بها مع الأصوات الحرة، كان آخرها ما حدث ليلة الأحد الأسود ليوم 26 مارس 2017، وكذا التدخلات القمعية التي أسفرت على عدد من الجرحى والمعتقلين على خلفية هذه الأحداث التي جرت في سياق احتجاجات مشروعة وسلمية لساكنة الريف نتيجة سياسة الحيف والظلم المنتهجة من طرف الدولة المخزنية، وأمام استمرار سياسة القمع واللامبالاة التي تنهجها هذه الدوائر المتحكمة في زمام الأمور تجاه المطالب والاحتجاجات المشروعة لأحرار الريف في ظل ظرفية حساسة ووضعية مزرية يتداخل فيها البعد الأمني بالسياسي والحقوقي، والمتسمة بمزيد من الاحتقان والعسكرة ونهج السياسة المخزنية المرادفة للقمع والاعتقالات وتأجيج الأوضاع والترهيب، وأمام تعامل الدولة المخزنية مع مطالب الحراك الشعبي بمختلف أوجه التماطل والتسويف، فإننا نحن الجمعيات الأمازيغية نعلن ما يلي: 1- تضامننا المطلق واللامشروط مع نضالات الحراك الشعبي بالريف، ودعمنا لمعارك الأصوات الحرة التي يخوضها أحرار الريف بالداخل والخارج : (الحسيمة، امزورن، تماسينت، شبذان، ايت بوعياش، الدريوش، ازغنغان، بوكيدان، ماري واري، تروكوت، ايت سعيد، أولاد أمغار...) وكذا بدول المهجر: (اسبانيا، ألمانيا، هولندا، بلجيكا...) 2- مطالبتنا بالاطلاق الفوري لسراح كل المعتقلين السياسيين بالريف: البشير بنشعيب؛ معتقلي الأحد الأسود... كما نهنئ المناضل الحقوقي والنقابي محمد جلول لاستعادته حريته، كما نشيد بصمود وتضحيات عائلته. 3- دعوتنا للافراج عن نتائج التحقيق في قضية مقتل الشهيد محسن فكري، وكذا الكشف عن تطورات هذا الملف، ومحاسبة كل من ثبت فيه حقه الضلوع في هذه الواقعة الأليمة تبعا لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة. 4- إعادة النظر في ما يسمى ب "التقسيم الجهوي" المخزني والأمني الحالي، بشكل يجعل أقاليم الريف مجتمعة في جهة واحدة تتحقق فيها عناصر التكامل الاقتصادي والثقافي والمجالي والتاريخي في إطار دولة "أوطونوميات الجهات". 5- إقرار مصالحة تاريخية حقيقية في جميع أبعادها الحقوقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية تبعا لمرتكزات كشف الحقيقة والمحاسبة ومعايير العدالة الانتقالية، خاصة في ظل فشل المقاربة السابقة التي حاولت افراغ التجربة من مضمونها الحقيقي والالتفاف حول الحقوق المترتبة عن تبعات سنوات الرصاص والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان 6- تنديدنا بكل الممارسات القمعية والبلطجية والعناصر المسخرة لأغراض دنيئة تخدم أجندة وتوجيهات أجهزة التحكم، وبالحملة الاعلامية الممنهجة التي تقوم بها الأقلام المأجورة من أجل تحوير وتشويه حقيقة الحراك الشعبي بالريف 7- رفع الحصار والعسكرة عن منطقة الريف وسحب "الظهير المشؤوم" والإستجابة الفورية للمطالب العادلة التي يطالب بها الحراك بشكل سلمي وحضاري، مع ضرورة سن سياسة اقتصادية واجتماعية فعالة واستراتيجية تؤسس لتنمية حقيقية للريف تبعا لموقعه الجغرافي، ومؤهلاته البشرية والاقتصادية، وخصوصيته التاريخية، وحساسيته السياسية. 8- ادانتنا لكل أساليب القمع والحصار التي تطال الحراك الشعبي بالريف وتحميلنا المسؤولية الكاملة فيما وقع للدولة لعدم تقديمها لحلول واقعية للاحتقان الاجتماعي في ظل فشل المقاربات الأمنية والاستخباراتية المتبعة من طرف المخزن القائمة على التهميش والعزلة والظلم والحكَرة. 9- تضامننا مع عائلة الطفلة "إيديا" بتنغير الذي راحت ضحية سياسة الاهمال والتهميش والعبث بكرامة المواطن، ومع الحركات الاحتجاجية الصامدة والمناضلة بمختلف مناطق المغرب العميق وفي الأخير تؤكد الجمعيات السبعة الموقعة على البيان عن دعمها للحراك الشعبي الريف ونضالات لجن الدعم بمختلف الدول، وهو موقف نابع من قناعة نضالية وواجب أخلاقي وسياسي نستمده من روح مرجعية حركة التحرر الريفية ورموزها التاريخية. كما نؤكد على ان هذا الحراك هو استمرارية موضوعية لانتفاضات الحرية والكرامة التي وشمت التاريخ الحديث للريف الشامخ.