بقلم محمد عزلي هذا المسجد عمره أزيد من 300 سنة, أمر ببنائه السلطان الفاتح مولاي إسماعيل العلوي بعد تحريره لثغر العرائش سنة 1689م من يد الاحتلال الإسباني, و قد شيد على أرض كانت مقبرة للمسيحيين. لكن الإسبان عادوا مجددا لاحتلال المدينة سنة 1911م, فأمر الحاكم العام الإسباني بهدم المسجد سنة 1937 لتصبح ساحة وضع فيها نصب الجندي المجهول.
نصب الجندي المجهول
و يحكي لنا الأستاذ الباحث محمد شكيب الفليلاح الأنجري أن عملية الهدم هذه نفدها بنائين مسلمين من مدينة العرائش لم يحبد ذكر إسميهما و إسمي عائلتيهما تفاديا للإحراج الذي قد يسببه ذلك لذويهما, و نقلا عن نفس المصدر فإن منبر مسجد الأنوار نقل إلى مسجد الزاوية المصباحية حيث لا يزال متواجدا إلى يومنا هذا و بالتالي فهو يعتبر أقدم منبر بمدينة العرائش. و بعيد استقلال المغرب, تحديدا سنة 1957 أمر الملك محمد الخامس طيب الله ثراه, بإعادة تشييد جامع الأنوار ليتخد شكله الجديد كما نعرفه حاليا, و قد قام جلالته رحمه الله بافتتاحه شخصيا. مول مشروع إعادة بناء مسجد الأنوار من طرف دولة الكويت, و هذا ما يفسر تسميته بمسجد الكويت في مرحلة لاحقة من قبل الملك الراحل الحسن الثاني, و قد تميز نمطه العمراني بالمدرسة الشرقية الإسلامية مع إدخال اللمسة التقليدية المغربية, و هذا ما يبدو واضحا في الصومعة ذات الأضلاع شبه الدائرية, و كذلك المنبر الذي هو عبارة عن شرفة فوق المحراب و هو الأمر المعتاد في مساجد المشرق العربي و الخليج العربي تحديدا.
و بالعودة إلى المسجد الأصلي يخبرنا نفس المصدر, أي الباحث محمد شكيب الفليلاح الأنجري, أن الجامع كان يستند على دار باشا المدينة و التي كانت تحتل فضاء ساحة دار المخزن, و أن المشور المحادي له يشبه في عمارته أروقة السوق الصغير و هو ما يرجح في تقديره تأريخ مشور الأقواس في النصف الثاني من القرن 18م أي زمن حكم سيدي محمد بن عبد الله العلوي, و قد استخدم المكان كمحكمة عمومية يبث فيها القاضي علانية في شكاوى و قضايا البلاد و العباد.