حملت كلمة رئيس الجماعة الحضرية لتطوان ” محمد إدعمار ” على هامش الدورة الاستثنائية التي عقدت أمس للمصادقة على مشروع ” مركز طمر وتثمين النفايات ” رسائل قوية ومباشرة موجهة للسلطات المحلية بعمالة تطوان، وعلى رأسها والي الجهة ” محمد يعقوبي “. ” إدعمار ” اعتبر أن تدخل سلطات عمالة تطوان في الشأن الداخلي للمجلس الجماعي لتطوان، هو بمثابة مس خطير بالديمقراطية وتعدي سافر على مقتضيات دستور 2011، وذلك في إشارة للاجتماع الذي عقده الكاتب العام للعمالة مع بعض ممثلي الأحزاب المشكلة للمجلس الجماعي بمن فيهم أحد نواب الرئيس لحثهم على المصادقة على المشروع بالصيغة والطريقة التي تريدها السلطات المحلية، بل ومحاولتها حتى اختراق صف الأغلبية. وأكد ” إدعمار ” في كلمته التي اعتبرت الأقوى منذ توليه رئاسة حضرية تطوان لولايتين متتاليتين، بمثابة إنذار موجه للوالي ” يعقوبي ” حيث قال : “ لن نقبل بأن تكون تطوان هي المدخل لخرق القانون التنظيمي للجماعات الترابية، ولن نسمح بأن يتم التداول في صلاحيات المجلس داخل المكاتب الرسمية وخارج دورات المجلس الجماعي وخارج اجتماع المكتب المسير لجماعة تطوان “. ورأى بعض المتتبعين للشأن المحلي بتطوان في كلمة ” إدعمار ” أنها تحمل دلالات قوية برفض السلطوية والتحكم التي ما فتئ يمارسها والي الجهة، فيما يخص جميع المشاريع التنموية الكبرى التي سيتم إنجازها بمدينة تطوان في إطار مشروع التأهيل الحضري، حتى لو وصل الأمر إلى التعدي على صلاحيات الجهات المنتخبة، أو عدم إشراكها في صياغة وإعداد تلك المشاريع أو حتى تنفيذها، في حين يبقى دورها الأساسي في عملية التمويل. وكان خلاف طفى على السطح بين رئاسة الجماعة الحضرية وسلطات عمالة تطوان، بشأن الصيغة الأولى الخاصة بمركز طمر وتثمين النفايات المزمع إنشاؤه بجماعة صدينة والمقدمة للمجلس الجماعي من أجل المصادقة عليه، الأمر الذي اعتبره المكتب المسير لحضرية تطوان بمثابة حيف في حقه، دفعه إلى تأجيل المصادقة عليه في الدورة الأولى.