يلعب ريال مدريد ورقته الأخيرة أملا في اللحاق بغريمه التاريخي برشلونة، عندما يحل عليه ضيفا السبت 2 إبريل/نيسان في قمة المرحلة الحادية والثلاثين من الدوري الإسباني لكرة القدم. لن تشبه مواجهة “السوبر كلاسيكو” مثيلاتها في العقد الأخير، لأن ريال مدريد يخوضها جريحا جراء ابتعاده عن برشلونة حامل اللقب بفارق 10 نقاط قبل 8 مراحل على انتهاء الليغا. وستكون المواجهة المحلية الأخيرة بين العملاقين هذا الموسم، علما بأن تصادمهما في دوري ابطال أوروبا لا يزال واردا. ولم يخسر برشلونة سوى مرة يتيمة في آخر سبع مباريات على أرضه أمام ريال كانت 2-1 في ابريل/نيسان 2012 ففاز خمس مرات. وبحال فوز برشلونة سيبتعد 13 نقطة عن الفريق الملكي، وبالتالي يفقد الأخير آماله المنطقية في اللحاق به، ليتفرغ الكاتالوني إلى الفريق المدريدي الآخر أتلتيكو صاحب المركز الثاني والذي يستقبل ريال بيتيس السبت بعد خسارته المفاجئة أمام سبورتينغ خيخون، ليبتعد بدوره بفارق 9 نقاط عن برشلونة. وبغض النظر عن سيناريوهات الترتيب، إلا أن المواجهة ستجمع مجددا ثلاثي برشلونة الرهيب “أم أس أن” المؤلف من الأرجنتيني ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم والهداف الأوروغوياني الفتاك لويس سواريز والمهاجم البرازيلي اللامع نيمار، بمواجهة ثلاثي ريال “بي بي سي” المؤلف من البرتغالي كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات والجناح الويلزي الطائر غاريث بايل والهداف الفرنسي كريم بنزيمة الذي يمر في فترة جيدة. وسيكون الكلاسيكو الأول لزيدان مدربا على ملعب “كامب نو” الذي شهد تألقه لاعبا في السابق. لكن زيدان وبعد تعيينه مدربا مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، ظهر في فيديو يعود إلى عشرين سنة يقول فيه لدى توقيعه مع يوفنتوس الإيطالي إنه كان يشجع يوفنتوس وبرشلونة في صغره. وتحدد مصير مسيرة زيدان في تلك السنة، لأن مدرب برشلونة آنذاك الهولندي يوهان كرويف، الذي توفي هذا الأسبوع بعد صراع مع المرض، أكد توصله إلى اتفاق شفهي لضم “زيزو” مطلع 1996، بيد أن رحيله عن مقعد تدريب برشلونة في الربيع أوقف حصول الصفقة، فبرز صانع الألعاب مع يوفنتوس قبل إحرازه كأس العالم مع فرنسا عام 1998 وانتقاله الى ريال .(2001-2006) حيث أصبح من الرموز التاريخيين للنادي المدريدي. لكن استقبال زيدان في كامب نو قد يكون ساخنا نظرا لخدشه وجه قائد برشلونة في ابريل/نيسان 2003 ما خلق معمعة على أرض الملعب، واللافت أن قائد برشلونة آنذاك ليس سوى مدربه الحالي لويس انريكي. لكن انريكي قلل من إمكانية حصول مواجهة أخرى بعد تعيين زيدان: “ليس لدي أي ذكرى سيئة تجاه أي شخص”. وقال زيدان قبل المواجهة التي سيحاول فيها محو خسارة الذهاب المذلة (4-0): “نحن جاهزون”. في المقابل، تبدو منازلة برشلونة حاليا صعبة للغاية نظرا لعدم تلقيه أي خسارة في 39 مباراة . رحيل كرويف يخيم على الكلاسيكو وسيكون كلاسيكو السبت على موعد مع تكريم لأسطورة برشلونة الراحلة الهولندي كرويف الذي توفي الأسبوع الماضي عن 68 عاما بعد صراع مع مرض السرطان. وأشار أندريس اينيستا لاعب وسط برشلونة أن رحيل كرويف سيشكل “دافعا إضافيا” للفوز على ريال مدريد تكريما للاعب ومدرب الفريق السابق. وقال اللاعب الدولي وقائد برشلونة: “كانت الأيام الأخيرة مميزة. أفضل تكريم له سيكون ما تركه لنا، لمشجعي برشلونة وعالم كرة القدم. آمل أن نحقق الفوز في هذه المباراة المميزة”. وسيحمل جمهور برشلونة المقدر بتسعين ألف متفرج بطاقات صغيرة لتشكيل فسيفساء يكتب عليها “غراسيس يوهان” (شكرا يوهان)، وستكون بارزة أيضا على قمصان لاعبي الفريق . وعن المواجهة بين “أم أس أن” و”بي بي سي” قال الويلزي بايل: “نعرف كل شيء عنهم والعكس بالعكس. ستكون مباراة كبيرة السبت، وأنا متأكد من أن كل العالم سيستفيد منها، وسنحاول أن نجعلها مثيرة إلى أقصى الحدود.