بقلم القاص والكاتب مصطفى سكم 1 تحت حكم المبضع لا قداسة للجسد إلا لدى الأبصار المعتمة والذوات النرجسية ينز الجسد وسيظل، الأهم أن تعود الروح ولو من الأقاصي الجرح غائر وما تبقى من الكبد يرفل 2 أعلم أني سأموت غريبا مع طلة شمس الأصيل المخملية فقد أنبأني النجم القطبي برقصة ذيل الدب سر هذه اللعنة : مدينة تحرسها امراة لا تعرف الحب، لن تلد إلا طفلا ب "ذيل خنزير " 3 تخشى الطبيعة الفراغ لكنها ترفض كل غزو ثقافي يمسخ هويتها. هكذا حدثني البحر وهو يلجأ إلى أفقه خوفا على صفاء مائه من أجساد الطين. وما بين مد وجزر ، وحدها السماء تحصي ما تبقى فيه من الأصداف وما تاهت عنه استيلابا ؛ وستظل الأجساد المسجية ثقافة غريبة، وسط بقايا المحار وحبات الرمل. فلا غرابة إن قررت الروح التحليق بعيدا 4 جرب أن تلقي بذاتك تحت الموج في منتصف الليل. سيتراءى لك القمر في أعماق البحر ينير لك طريق بقايا السفينة و حوت كهف البحر ؛ ستتذكر امرأة من دخان تنكرت لنبوتك حين دبجت بيانك الأخير قبل الرحيل. في الموجة السابعة المسيرة بكواكب تزيد عن أصابع اليد بواحد ، هو أنت ، ستشتعل نارا في ظلمة يونس وتنتهي حكاية حوت المدينة قبل مطلع الفجر أما و أنك لا تعشق السباحة ليلا فستظل تعتقد بحياة الحوت الأبدية 5 بالأمس غنت موجة لنورس تائه يبحث عن كينونة ضاعت منه مند أن خضع أسلافه لقانون التطور الطبيعي . سؤال إشكالي واحد يؤرقه: هل هو فقدان لهوية أصلية عليه استرجاعها كحق طبيعي ينبغي الترافع عنه أم هو ارتقاء هوية حققت إشباعا واكتملت دورتها فحدتت الطفرة نحو أعالي السماء. رقصت نجمة على غناء الموجة وتهاوت أمام استغرابه ، يبدو أن روحا ما انطفأت ويبدو أنك تتساءل عن سر هذا الاختفاء المزدوج لهوية غير محددة أصلا ولروح هي أرقى اسئلة الميتافيزيقا لكن ما لاتعلمه أنه دفن مع النورس الإنسان في صدفة الأعماق حين قرر هو الآخر أن يهب جناحيه أو يطلق ساقيه للريح ، سيان. 6 - مادا لو التفتت إليك الموجة فجاة وهدرت" لينس كل وإحد منا الأخر وللأبد؟ " إن كنت عاشق "وجود من أجل ذاته "يشع في أفق المتخيل على صاري الشراع فستنتحر على عتبتها قبل أن تموت على الشط ويقام لك قداس مائي ينعيك "كوجود في ذاته" وينشد لانبعاثك المدهش وإلا فأنت عاشق بحيرات تغزل الوقت بخيط حرير الموت ستزغرد حتما لوداعك وتهبك للقنوط ونمطية الأشياء.
7 لا شيئ يأخدني منكَ غير عطرك الذي أهديتَها في غفلة مني أيها البحر...أسير أنا ، أترقب نورسا من مائك يفك قيدي أو ريحا منك ملاحا لروح اليقين...الأفق هناك محراب صلاة و الحلمة بوصلة القبلة... 8 ذرة من ضباب صباح مارتيل في دمي وطائرك هناك يفرك عينا بينما الأخرى في قلبه تفتش عن حبة مني التقطها منقاره وخبأها فيه...ينز مائي المتخثر من مسامي يسقي ماجاد به موج البحر من بقايا مراكب الصيادين وشباكهم المقطعة وقارورات بها رسائل الوداع لنساء توشحن بالبياض وعشيقات ينتظرن الإبحار وأطفال بأذناب خنازير يبحثون عن هوية وأخر همسات " لو أندريا سالومي" لنيتشه ...وأنا ماذا أنتظر؟ حبة مني في قلب طائر لا عش له . 9 قطعة سكر أنا، أذوب في فنجان شاي ، يتصاعد بخاره ، يقيني من نحلة تتربص لترتشفني، كيف أكون حلاوة في الجوف أو جنيا لعسل، سيان ...فموتي واحد طي النسيان 10 البنفسج طريق قلبي المعشوشب بأجنحة فراشات الضوء، لا اصفرار في السماء السابعة إلا صورة تتوارى خلف ابتسامة على الجدار ركبَت الموج ونسيَت طوق النجاة وقوس قزح يعلو قرى أبيدت في وطن الشمس... لمَ تأسرني رومانسية الأبيض والأسود وأذوب في ماء فَلاحة أرز فيتنامية؟