لم يعد البحر أزرقا تغير لونه وطعمه وتغيرت رائحته وأرعدت أمواجه وأزبدت مياهه كأن البحر قد جن من هول ما رأى في المدينة "الزرقاء" التي لم تعد زرقاء وقد تغير لونها إلى لون آخر لا اسم له أو صفة وانعكس على جدرانها وعلى أرضيتها في الشوارع والأزقة فصارت الزرقاء نتنة من فرط الإهمال لها وانعدام الاهتمام بها فكثرت الأزبال في كل ركن فيها ومكان منها مما أغاظ البحر الذي هاج ولم يحتمل ما رآه في "باب البحر" التي أضحت تلوث البحر وما سمعه من أنين الزاوية الناصرية ومن صراخ الفاضلة للامنانة المصباحية التي تخربت جدرانها وأهملت مقابرها وأغلقت بابها وتحولت إلى مقابر للأحياء في الليل والنهار لماذا؟ يتساءل البحر ويتألف من فرط ما رأى في المدينة الزرقاء التي كانت ولم تعد تعكس لونه وجماله وتتعطر برائحة أمواجه وتسبح في مياهه التي لم تعد نقية وتأكل من أسماكه التي لم تبق لذيذة وتشرب من مياهه التي لم تعد صافية وتستحم في رماله التي صارت ترابا وفي شواطئه التي أضحت أزبالا وتركب قواربه التي لم تعد كالقوارب في محطة ويل لحالها لأنها صارت إلى حال أعوج فبئس لمهندسها وبانيها وتبا للمسؤول عنهما يقول البحر الذي ثار لوضع المدينة الزرقاء الذي تأثر لها وأثرت فيه لأنه لم يعد بحرا بل صار نهرا حار! يا للهول على مدينة حباها الله كل نعمة إلى نعمة بشر صار عليها نقمة في كل بقعة فيها من "ساحة التحرير" إلى "باب البحر" ومن السوق المركزي إلى الشرفة الأطلسية ناهيك عن دواوير هنا وبرارك هناك وإجرام فيها وسرقة بها يا الله أنت رب الكون أعد للزرقاء جمالها وللبحر هدوئه وللناس عقولهم وضميرهم ... العرائش في: 11 غشت 2015