ثم يوم السبت 26/04/2025 مناقشة رسالة الدكتوراه بجامعة محمد الأول بوجدة التي حضرها الطالب الباحث مصطفى عامري بعنوان " نمذجة الموارد المائية بحوض ملوية: دراسة أثر الإستغلال ومستويات التلوث بحالات حوض ملوية الوسطى والعليا" . تحت إشراف الأستاذ الدكتور محمد غزال و بلجنة علمية ضمت خيرة من الدكاترة من مختلف ربوع المملكة ، تشكلت من: – الدكتورة خديجة بن ربيعة : أستاذ التعليم العالي (كلية الآداب والعلوم الإنسانية – وجدة) / رئيسا، – الدكتور اسباعي عبد القادر : أستاذ التعليم العالي (كلية الآداب والعلوم الإنسانية – وجدة ) / مقررا، – الدكتور الحافيظ ادريس : أستاذ التعليم العالي (المركز الجهوي لمهن التربية و التكوين-وجدة) / مقررا، – الدكتور قادم عبد الغني : أستاذ مؤهل(كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال ) مقررا، – الدكتور الفيلالي عبد الحكيم : أستاذ مؤهل (الكلية المتعددة التخصصات- خريبكة) / عضوا، – الدكتور بنعلي كاسمي: خبيرا – الدكتور غزال محمد: أستاذ التعليم العالي (كلية الآداب والعلوم الإنسانية – وجدة ) / مشرفا. و من خلالها أكد الباحث مصطفى عامري على كون التطورات التي عرفها استغلال الموارد المائية بحوض ملوية دورا رئيسيا في بروز مجموعة من الإختلالات والمفارقات، مما نتج عنه مجموعة من التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية في عملية تدبير هذه المادة الحيوية، خاصة في ظل التراجع الذي عرفته تعبئة الموارد المائية السطحية والذي أدى إلى ضغط متزايد على الموارد المائية الباطنية وتجاوز قدرات تجددها. وفي ظل هذه الوضعية الناتجة عن تراكمات الأنشطة البشرية والتحولات الطبيعية، عملنا في هذه الدراسة على نمذجة مختلف عناصر الدورة الهيدروجيولية من خلال نماذج تهم المناطق الجافة وشبه الجافة، بتطبيق نموذج WETSPASS القائم على نظام المعلومات الجغرافية والإستشعار عن بعد ، لتقييم تغذية الخزانات الجوفية والتبخار والجريان السطحي على المستوى السنوي والفصلي والشهري بحوض ملوية للفترة الممتدة من 2000 إلى 2020. بناء على نتائج النموذج ، فإن تقييم الجريان السطحي السنوي للحوض ، قد قدر بحوالي 5 ملم و635 ملم كقيمة دنيا وقمية عليا تواليا، حيث تشكل 14.9٪ من متوسط التساقطات السنوي. كما أن معدل تغذية الخزانات الجوفية بلغ حوالي 15٪ (199 ملم /سنة) من متوسط التساقطات السنوي بقيمة دنيا بلغت 78 ملم/سنة وقيمة قصوى تصل إلى حوالي 943 ملم/سنة. بينما يصل متوسط التبخار إلى حدود 209 ملم/سنة كقيمة قصوى و412 ملم/سنة كقيمة دنيا. يمثل 70.1٪ من المتوسط السنوي لتساقطات ، حيث 80٪ من إجمالي التبخار يحدث خلال الفصلين الرطبين ، بينما تحدث 20٪ الآخرى خلال الفصلين الجافين. كما تم بناء نموذج يخص المناطق المحتملة لتركز الفرشة المائية الباطنية بالإعتماد على حوالي 15 عنصر، كون هذه الأخيرة تعتبر المتحكم الرئيسي في حركة المياه الجوفية وتسربها و حوالي 13467 من العيون و الابار، فقد تم تصنيف قيم GWPZ إلى خمس فئات من المناطق المحتملة لتركز المياه الجوفية بحوض ملوية. ساهم هذا التركز في منطقة دون أخرى في بروز أنشطة فلاحية ترتكز بالأساس على الفرشة الباطنية في ظل التراجع الذي عرفته التساقطات والموارد المائية السطحية، مما دفع مجموعة من الفلاحين إلى توسيع مداراتهم السقوية والاعتماد على مزروعات تعتمد على كميات كبيرة من المياه، مما نتج عنه تطور عدد الأبار بشكل كبير حوالي 5202 بئر 89.25% منها أبار غير مرخصة، كما أن الفلاح لم يعد يكتفي ببئر واحد بل بلغ عدد الآبار أحيانا إلى ثلاثة ابار في الضيعة أو المشارة الواحدة. هذا إضافة إلى دراسة مستويات حساسية التلوث اعتمادا على مجموعة من النماذج و العمل المخبري. وخلاصة،أكد الباحث على أن دينامية الأنشطة البشرية التي يعرفها حوض ملوية أصبحت تؤثر بشكل كبير على التوازنات البيئية بالحوض، مما جعله يعاني من إجهاد مائي واشتداد مخاطر الجفاف والتلوث. وبالتالي، فكل هذا يستوجب مقاربة تشاركية مسؤولة ومنذمجة، بدل سياسة المنافع الشخصية والزيادة في نسبة الإستثمارات لدى بعض الفلاحين، في حين العمل على تهميش البعض وحرمانه من مادة حتى في تلبية حاجياته الرئيسية. هذا يجعلنا نطرح أكثر من سؤال حول إمكانية استدامة هذه المادة الحيوية، و مدى جدية ومسؤولية السياسات العمومية في عملية تدبير الموارد المائية بالحوض الذي يشكل أساس استمرار وتثبيت الساكنة بالواجهة الشرقية الحدودية.