العرائش أنفو في خطوة حازمة تهدف إلى استرجاع جمالية الفضاءات العمومية وتحرير الملك العام، شهدت الشرفة الأطلسية بمدينة العرائش، في ساعات متأخرة من ليل الأربعاء، إنزالاً أمنياً مكثفاً، وحضوراً وازناً لأعوان السلطة والسلطات المحلية، على رأسهم رئيس الدائرة الحضرية الأولى، والقائدة السيدة غيثة، إلى جانب السيدة محمد محمدي، لتنفيذ عملية هدم جميع الأكشاك العشوائية المنتشرة بالمنطقة. العملية التي تمت بتنسيق محكم بين مختلف المتدخلين، تأتي في إطار حملة تطهيرية تقودها القائدة بمقاطعة الحضرية الأولى، من أجل وضع حد للفوضى التي شهدها فضاء الشرفة الأطلسية لسنوات، والتي حولت المكان من معلمة تاريخية ومتنفس سياحي إلى بؤرة لتجمع المنحرفين والمدمنين، ما أثار استياء سكان المدينة والفاعلين المدنيين والحقوقيين. وقد لقيت هذه الخطوة استحساناً واسعاً في صفوف الساكنة المحلية، خصوصاً أنها تأتي استجابة لتعليمات السيد باشا المدينة بإشراف منه ، وتفاعلاً مع نداءات المجتمع المدني الذي لطالما طالب بضرورة إزالة هذه الأكشاك التي شوهت المنظر العام وأفرغت الشرفة الأطلسية من بعدها الجمالي والتاريخي. وتُعد هذه العملية التمهيد الأول لانطلاق الشطر الثاني من مشروع إصلاح وإعادة تأهيل فضاء "بالكو أتلتيكو"، أحد أبرز الفضاءات المطلة على الواجهة الأطلسية، والذي يرتقب أن يستعيد بريقه وجاذبيته في قادم الأسابيع. وبينما تواصل السلطات المحلية تنفيذ مثل هذه العمليات في مناطق أخرى من المدينة، يبقى الرهان معقوداً على استدامة هذه التدخلات وخلق بدائل اقتصادية واجتماعية لفائدة المستغلين السابقين، في إطار مقاربة شمولية تُوازن بين تحرير الملك العام وضمان الكرامة والعيش الكريم للجميع.