القصر الكبير : مصطفى منيغ أصداءُ أنينٍ تبثُّها استغاثة مصريين تُفتِّتُ صلابة الحَجَر، رغم المَنع تتناقلها أصدق الأخبَار ، مُعزَّزة بالمُلتقَطة مباشرة من مختلف المواقع عبر المدن الرئيسية ذاك الزخم من الصُّوَر ، العاكسة جلّ مجالات الحياة وهي وبشكل سريع تتدَهوَر ، خِلاف ما تثيره إدِّعاءات الرسميين الفاقدين مقاييس الحوَار ، كلما إستفسرهم المهتمون بمعرفة أدقِّ الحقائقِ عمَّن جَرّ ، أم الدنيا لتبدو هكذا بِنْتاَ يتيمةً لها بلا حاسة سَمْعٍ مُتوفِّرة لأولياء أمْرِها وفي الطريق وقريباً هم لفقدان حتى البَصَر ، تَقَع على عواتقهم مسؤولية ما آلَت إليه مُبدعة الحضارة الإنسانية مِمَّن حَضَرَ ، كزمانٍ لِما مضَى مِن تعبِ القرون في البناء على شكل مَن غادَرَ بعدما غَدَر ، تاركاً مَن يبيع الأصول رخيصة لإفراغ المجد المصري من شعاعٍ طالما شَرَّفَ جموع البشَر ، كلما مَكَثَ مُتربٍّعاً عرش حكمِ مصر لجيوب مَن يشاركه محيط نفوذه عمَّر، ولا خير في من يَذُوقُ مرارة الحرمان والشقاء والظلم والجور والحيف والانبطاح المُذلِّ السَّاحِبِ شَرَفَ أدميةِ بني آدم فاسْتَكَان لا تَحَرَّك لإنْقاذِ نفسه أو ثار . يَصِلُ الصُّراخ رسائل استنجادٍ غير مسبوق من غالبية الشعب المصري الذي عهدناه إذا طلب دبَّرَ وأمَر ، حينما كانت طليعته نساء ورجال مِن مختلف الطبقات الاجتماعية والأعْمَار ، لا يهابون حِفاظاَ على كرامتهم أي محسوب على الدكتاتورية العقيمة أو أعْتَى وأظلَم جَبَّار ، الوحدة في محبة مصر جامعتهم والعِلم النافع رائدهم في زعامتهم لمواجهة الأحداث أحتار في بسالتهم وإقدامهم مَن أحتار ، فلا تزداد أرض الكنانة بوجودهم إلا الإجلال لمقامها ولمواقفها النيِّرة الإكْبار ، لتنقلب الآية رأساً على عقب كهزبر اختبأ مُرتجفاً داخل غار ، حاولت إرجاء إسرائيل سبب ذلك لكن "غزة" عجَّلت بالإشعار ، لتتغطَّى مصر الرسميَّةَّ بتدخُّلِ حفنة مِن العسكر ، لخادمة مهما أمرها "نتنياهو" لزمَت موقفها المُخزي مِن ذاك المَمَر ، ممزقة اتفاقية "كامب ديفد " كما يصنع كل مغلوبٍ على أمره يرضَى بأي جدَار ، دقَّت إسرائيل في أي موقع فيه المسمَار ، ليعلِّق الجيش المصري الجَرَّار ، إفلاسه المُطلق كمؤسسة عسكرية لا يشق لها غبَار ، إلى مزاحمة تُجار الأسواق العشوائية البئيسة في بيع الخُضَر ، لا تتَّعظ بما فات وما سيلحق من واضحات العِبر ، لذا تسرَّبَّ اليأس لكيان دولة ولازمها الإحباط حتى تذوبَ ذوبان ملح ذاك الحمار ، الذي استطاع الانتقام من سيده حينما حمَّله ما لا يطيق بالمرور في نهر خرج منه بلا ملح ليعلم مَن أراد أنَّ الحاجَةَ في التغيير تسخر أنجع الأفكار ، المساهمة مباشرة في وضع حد لأي تلاعب أو استهتار ، بعظمة شعب كالمصري حفظه الله ونصره وشمله بما شمل به عباده الأخيار ، بالتأكيد اللوم لا يوجه للرئيس السيسي وحده إن أردنا لمَّ الموضوع بما قد يستحق من اختصار ، ولكن اللوم القوي المعاني والمفاهيم موجه يكون للذين اتخذوه إلاها فرعونياً كسبوا من ورائه ما خفَّ حمله وثقُلت قيمته كما ظهَر ، على زوجته وابنته المزينتان باللؤلؤ وفصوص جوهر ، مَن رآهما أوَّلَ مرَّةٍ انبَهَر ، مِن بذخ ما كان الرئيس ليلحقه وذويه لولا ما يتوصَّل به من خلف نفس السِّتار ، لا يهم الوسائل فصناديق جمع الأموال مِن كثرتها لا يعلم الشعب المصري مسمَّياتها وما تلعبه من أدوَار ، كصندوق "تحيا مصر" الذي أصبحَ بغير المُقرًّر كقرَار ، "يحيا السيسي" التارك معظم الأسَر ، لا تتذوَّق مِن غير " الفول المُدَمَّسْ" لا لحم ولا "كُشَرِي" ولا أيّ صنف من الثمار .، ليعتلي جل وجوه أفرادها مِن سوء التغذية شحوب الاصفرَار. … قد تمثِّل جزيرة الورَّاق تلك الوثبة المباركة فوق حاجز الصمت المبطَّن بالخوف مادام فقدان الحياة أهون من العيش تحت رحمة عار العَار ، لقد أراد الرئيس السيسي تعطيل كل القوانين وما تحميه من حقوق الإنسان ليداوم على نفس الاستمرار ، الضارب فيه ذاك بهذا حتى يحقِّق لذاته ما اختَار ، امتلاك الكلمة والصوت والحكم وما يطمح فيه هو الآخر ، بيع المصريين وقد جار عليهم كبِئْس الدهروبكل ناقصة لفَّ حاضرهم ودَار ، حتى يشملَ من شملهم أحقر منظَر ، وامرأة منهم تعرض أحد أبنائها أنثى أو ذكَر ، تعويضاً لحصانة نفسها من عدو الجوع الذي اجتاح عددا لا يُحصَى من الديار ، هل كانت مصر في حاجة لتلك البنايات محطَّ تسائلٍ في حاجة لتقديم السيسي نفسه للمساءلة كمتَّهم لتبذير أموال الشعب الأكبَر ؟؟؟ ، وهل كانت القروض لتشييد مثل القصور الباهظة التكاليف حلاً لإخراج مصر من ويلات أشباح مصائب كثَّر السيسي تراكمها لتبلغ حداً لا ينفع معه صبر أو انتظار ، غير الغرق في مديونية أصبحت مصر بوقعها مرهونة لكبار المصارف الدولية كالصغَار، بل سهلة التبعية لمن لجمها بما لا زال في طي الكتمان كأسرار الأسرار . قد تكون وقائع جزيرة الورّاق عنصراً مهما من عناصر حصار ، يوقف الرئيس السيسي كأكبر مَن ألْحَقَ مصر لجسيم أضرار ، أقلها بلا هيبة ولا مكانة سياسية ولا قيمة معنوية مهما اتجهت إسرائيل لتمزيق أوصالها لن تجد حيالها سوى الامتثال للأوامر كأول وأخر اختيار . … لنا اليقين أن الشعب المصري أكبر من سياسة السيسي القائمة على تدمير الوطن المصري ببطء كألذِّ عدو عرفته منذ نشأتها أسوأ دمار .