الحزب الحاكم في البرازيل: المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تنسيقية الصحافة الرياضية تدين التجاوزات وتلوّح بالتصعيد        وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    جوائز الكاف: المغرب حاضر بقوة في الترشيحات لفئات السيدات        عجلة البطولة الاحترافية تعود للدوران بدابة من غد الجمعة بعد توقف دام لأكثر من 10 أيام    "ديربي الشمال"... مباراة المتناقضات بين طنجة الباحث عن مواصلة النتائج الإيجابية وتطوان الطامح لاستعادة التوازن    الجديدة: توقيف 18 مرشحا للهجرة السرية    السلطات المحلية تداهم أوكار "الشيشا" في أكادير    مشاريع كبرى بالأقاليم الجنوبية لتأمين مياه الشرب والسقي    نقابة تندد بتدهور الوضع الصحي بجهة الشرق    اسبانيا تسعى للتنازل عن المجال الجوي في الصحراء لصالح المغرب        أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    الذهب يواصل مكاسبه للجلسة الرابعة على التوالي    سعر البيتكوين يتخطى عتبة ال 95 ألف دولار للمرة الأولى    استئنافية ورزازات ترفع عقوبة الحبس النافذ في حق رئيس جماعة ورزازات إلى سنة ونصف    "لابيجي" تحقق مع موظفي شرطة بابن جرير يشتبه تورطهما في قضية ارتشاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    البابا فرنسيس يتخلى عن عُرف استمر لقرون يخص جنازته ومكان دفنه    مقتل 22 شخصا على الأقل في غارة إسرائيلية على غزة وارتفاع حصيلة الضربات على تدمر السورية إلى 68    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    ترامب ينوي الاعتماد على "يوتيوبرز وبودكاسترز" داخل البيت الأبيض    الحكومة الأمريكية تشتكي ممارسات شركة "غوغل" إلى القضاء    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض        حادثة مأساوية تكشف أزمة النقل العمومي بإقليم العرائش    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    المركز السينمائي المغربي يدعم إنشاء القاعات السينمائية ب12 مليون درهم    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية        اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    الأساتذة الباحثون بجامعة ابن زهر يحتجّون على مذكّرة وزارية تهدّد مُكتسباتهم المهنية        جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    بلاغ قوي للتنسيقية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب    الحكومة تتدارس إجراءات تفعيل قانون العقوبات البديلة للحد من الاكتظاظ بالسجون        منح 12 مليون درهم لدعم إنشاء ثلاث قاعات سينمائية        تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    من الحمى إلى الالتهابات .. أعراض الحصبة عند الأطفال    فعاليات الملتقى الإقليمي للمدن المبدعة بالدول العربية    أمزيان تختتم ورشات إلعب المسرح بالأمازيغية    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    "من المسافة صفر".. 22 قصّة تخاطب العالم عن صمود المخيمات في غزة    روسيا تبدأ الاختبارات السريرية لدواء مضاد لسرطان الدم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في رحاب المسرحي" حَسن المنيعي "
نشر في العرائش أنفو يوم 19 - 12 - 2022


نجيب طلال
بالمكشوف:
مبدئيا ندرك تمام الإدراك : بأن هذا المبحث سيستهجنه ممن كانوا جنود الخفاء، وخدام الخفاء، للراحل" حسن المنيعي" وخاصة الذين استفادوا قَيد حياته ؟ وبعْض ممن سيستفيد من وراء وفاته ؟ وبعض البعض من الذين يسعون لإعادة ترميزه ؟ وإن كنا هاهنا لسنا بصدد محاكمة النوايا . ولكن لابأس ما دمنا نعيش( الآن) مرحلة عجيبة من "الانتهازية" والهرولة نحْو "الريع" ونحو "رنين" بعض الصناديق المالية ! بشكل مكشوف ومفضوح ؛ ولا يمكن لأحد أن ينكر ما نحن عليه/ فيه ! من وضع" ثقافي/ فني/ إبداعي" هجين ! لا يحسد عليه ! فهذا لا يمنع من له وازع أخلاقي؛ وغيرة ثقافية جادة؛ خارج سياق التسطيح والتفاهة التي أصيب بها نسيجنا (؟) من ممارسة حق النقد والمتابعة والتحليل والبحْث من أجل الإسهام في حراك فَعَّال يساهم إلى حدما في جريان دماء نقية في الجسد المسرحي، ومن ممارسة الشغب النقدي من منظور بعيد عن السلطة الرمزية / الأبوية/ الأستاذية : فالرموز غالبًا ما تُرسَم صورهم بلون واحد، آلهة أو شياطين. كل الحق أو كل الباطل. وهو ما يتكرر كثيرًا في حياتنا اليومية كما أظن، هذه الثنائيات القاتلة التي تختصر الإنسان بكل تعقيداته وسنيّ عمره وتجاربه ومراراته وأفراحه وأفكاره ….هذا هو الإزعاج الأول الذي قد يدفعنا إلى نكون ضد صناعة الرموز، إنها تقتل إنسانيتنا وإنسانية الرمز نفسه، أليس مدهِشًا لدرجة البكاء أن نجد تناقضاتنا في رموزنا أنفسهم؟(1)باعتبار أن صناعة الرموز تعيق ممارسة التحديث وتعطيل التفكير بشكل نهائي، وهذا ما يتبين أو يلاحظ أمام منجزات "الراحل" التي لا نختلف بأن لها قيمتها ؛ لأن هنالك مجهود فكري/ زمني. ولكن في غياب المعيار؛ تبقى بلا قيمة ؛ من زاوية الحضور والاستحضار .بمعنى أن ما أنتجه نقدا أو ترجمة أو وجهة نظر (كلها) لم تخضع للنقد والغربلة ؛ والتحليل والنقاش ! وهذا في حد ذاته لايخْدم المجال الثقافي، بَل يُسفّههُ تسفِيها. ولن يُنِعش رحاب البحْث الأكاديمي؛ بقدر ما ينْسفُه نسفاً. مقابل ما نود طرحه في رحاب حسن المنيعي ؛ نعلم تمام اليقين بأن هنالك عيونا تتربص لكل معلومة جديدة/ قديمة. تفيد التوثيق المسرحي لأن حمى التوثيق ببلادنا أمست سبقا نحو الانخراط في استراتيجية المشاريع التي تعمل "الهيئة العَربية للمسرح "عليها حاليًا: تحقيق [مركز لتوثيق المسرح العربي] أو[ ذاكرة المسرح العربي] عمليا: هو مشروع حيوي وورش متميز لتأريخ وتوثيق الحركة المسرحية العربية بشكل عام، من خلال كل قطر على حدة. لكن ما أراه عمليا ؛ حسب ما نلمسه في مشهَدنا المسرحي؛ لامناص من ضوابط تمتلِك من الأسس المنهجية ما يخدم "خزانة الذاكرة" ويغنيها ، انطلاقا من فعاليات ورجالات لهم تاريخ في الساحة الفنية والمسرحية ؛ وليس كل من هَبّ ودبَّ في النسيج المسرحي" ليلة" وفي غفلة من " ديونيزوس" له الحق والمشروعية ، في التوثيق وجمع المعلومات التاريخية ؛ من هنا وهناك والتلصص على مجهودات الآخرين؛ علما فكل "وثيقة " تعبر عن مرحلة ما ، فإنها عمليا تدعُو جدليا لقراءة جديدة للتاريخ ولمراجعته، لأن التاريخ لا يجَسد الحَقيقة ؛ ولكن من خلال "الوثيقة" التي ستخدم الحاضر، بشكل أو آخر سيتم تكسيرالوهْم وتصحيح الخطأ التاريخي؛ علاوة على تسليط الضوء الكشاف على جوانب معَينة من الحركة المسرحية؛ لتحقيق فهم واستيعاب عميق لبعْض القضايا الشائكة ؛ إما في الممارسة المسرحية أو التنظير لها ؟
الخيْط الناظم:
ربما سيفهم من بعض ربات الحجال؛ بأن هنالك تحاملا تجاه الأستاذ" المنيعي" وهؤلاء أغلبهم لايقرأون أو يتابعون؛ بقدر ما يتَلصَّصون ويُبصْبصون ! بمعنى لو كان هناك تحامل مسبق لما خططت مقالة(2) في حقه؛ قيد حياته ؛ عِلما أنه تبثها في جداريته بتاريخ [ 17/03/2014 ] نقلا عن مجلة "الخشبة للمسرح". لكن الخيط الناظم لهذا المبحث؛ إن شئنا سميناه ( مبحثا) فأي منتوج ليس منزها عَن الغربلة والنقد؛ وذلك من أجل محاولة إعادة النظر في العَديد مما قدم في المشهد المسرحي المغربي؛ من طروحات وأفكار، وبالتالي فعبر خريطة المجال النقدي ؛ لم نعثر ولو على أسطر أو إشارات تحمل على الأقل سمة مخالفة أو توحي بالاختلاف في الرأي أو الطرح لما أنتجه "حسن المنيعي" من دراسات وأبحاث؛ أو انوجاد ورقة نقدية ( أو) شبه مقارابتية، تمارس التفكيك والتحليل أو توضيح بوجود خلل أوهفوة منهجيّة في أعماله ؟ فالسبب واضح جوانية الدرس الأكاديمي؛ وفي إشكالية صناعة رمزية الرمز، الذي يساهم في تمظهر المقدس الذي يعيق التفكير والتفسير؛ وهذا متجلي ممن ساهموا في التعريف بمنجزاته عبر الصحف والمجلات؛ وأغرب من الغرائب المعْرفية؛ حينما نطلع على كتاب( مسارات القراءة في الأدب المغربي المعاصر(3) في باب:[حسن المنيعي: الناقد المترجم] نجد أنفسنا أمام تقرير؛ ولسنا أمام صفحات أكاديمية مشرقة ؛من [ ص15 إلى 32] وذلك من خلال المفردات المتكررة عِدة مرات( ك) : كما تناول/ بأنه ركز/ لقد اهتم / وقد وضح/ إنه طرح/ ولم يقتصر/وقد تابع/ ويعمل/ ويخصص/ قدم/…/ فلا وجود لتحليل لفكرة (ما) علما أن صاحب المنجر في مقدمته يلمح أنها "القراءات العاشقة" فحسب فهمي :فالقراءة العاشقة تكمن في الخطاب النقدي الذي ينتج إما الدلالة أو ينتج المعنى. فأين تكمن القراءة العاشقة ؟ وإن كان هنالك اضطراب في المعطيات مثل قوله: لقد تنبه د. حسن المنيعي إلى الوضعية الصعبة التي كان يعيشها النقد المسرحي المغربي، لغياب تراكم النصوص المسرحية المنشورة، ولغياب أوتعثر المجلات المسرحية المتخصصة، ولضيق الحيز الذي تخصصه الجرائد للنقد المسرحي، فآمن بأن تطور النقد المسرحي المغربي – في انتظار تحسن هذه الظروف – رهين بالبحث الجامعي (4) إجرائيا فالنقد ممارسة للتمييز بين التجارب والأعمال الإبداعية والفنية والفكرية وتقويمها بمنظور موضوعي إلى حد بعيد؛ وبالتالي ألم يكن مشرفا على البحث الجامعي؟ ألم يدافع عن تحقيق وحدة المسرح ؟ ألم يكن مؤسسا للدرس المسرحي بالجامعة المغربية؟ ألم يقل: وهكذا فإذا كانت الصحافة المغربية تلعب؛ عبر ملاحقها الأدبية؛ دورا هاما فيما يتعلق بمواكبة النتاجات الأدبية وتوصيلها إلى مجموعات متباينة من القراء. فإن هذا الدور يقوم على بعض الإشكاليات: منها أن بعض الجرائد الرسمية لا تعبئ لهذا الغرض إلا جملة من الإخباريين… وظهور نقاد مشلولين لا يحسنون سوى التشهير أو التشنيع ساعة تعاملهم مع الكتاب المبدعين الذين أحْدثوا تحولا كبيرا في حركتنا الأدبية (5) فكيف ياترى لقب بعَميد ( النقاد)؟ وقوله اللاحق عن السابق، فيه عَدم الرؤية والوضوح ؛ علما إنه كان يخلط بين النقد الأدبي والنقد المسرحي؛ بحيث يشير: لقد أكدت في دراسة سابقة (*) على أن هذا النقد يتأرجح بين المقالة والبحث الجامعي؛ وأنه يواجه صعٌوبات كثيرة أهمها عدم وجود تراكم في النصوص المسرحية المنشورة من شأنه أن يفتح المجال أمام الناقد وأن يساعده على ملاحقة مواصفات الإبداع الدرامي بالمغرب ؛ وذلك من حيث مساره التاريخي وتقنياته وأساليبه ( 6) ؟؟
دعوة الحَق:
في سياق كل هذا فإننا سنرتمي في رحاب الباحث " حسن المنيعي" وذلك من خلال مجلة "دعوة الحق" المجلة التي يمكن أن يطرح حولها آلاف الأسئلة، وذلك من خلال استمراريتها وعطائها المنفتح على نوعيات وعينات مختلفة من الكتاب والمفكرين والمبدعين والفلاسفة والعلماء والشعراء والفنانين ؛ أسماء وفعاليات، بحق كانت القدوة في الفكر والتفكير؛ وغزارة الإنتاج والعطاء الذي كان لا ينضب ؛ بحيث كانت منفتحة لأقصى الحدود ؛ أمام التيارات الفكرية والفلسفية ، بما فيها الماركسية واللامعقول والوجودية والقضايا الفنية والمسرحية رغم أنها تعْنى بالدراسات الإسلامية ؛ والتي تصدرها وزارة عموم الأوقاف؛ التي تحولت فيما بعد لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ففي هاته المجلة انطلق اسم " حسن المنيعي" بعْدما احتضنت بوادر شغَب كتابته وترجماته؛ بحيث المجلة تقر بأن : اتجاه تاريخ المسرح المغربي، يأتي ظهور هذا الاتجاه على صفحات المجلة بعد سنوات من اهتمام نفس الكاتب بنشر أعمال عن شكسبير حيث نشر في العدد الثامن من السنة الثانية عشرة، بصفحة (145) بحث بعنوان "نظرة على المسرح المغربي منذ أربعين سنة" للأستاذ حسن المنيعي، في العدد الثامن من السنة 12 بصفحة (145) وبدون شك فإن هذا البحث شكل فيما بعد الجزء الهام من الرسالة الجامعية التي قدمها الأستاذ حسن المنيعي لنيل شهادة الدكتوراه، بعنوان "أبحاث في المسرح المغربي"(7) وبالتالي بداهة سيكون أحد قرائها الأوائل في نفس السياق الزمني لمنتوجه ؛ لكن حينما نمارس إسقاط الحدث التاريخيّ المتجلي في محاولة تأسيسه لبيبلوغرافيا مسرحية على الواقع مع إغفال الزمن الفاصل بين مجلة دعوة الحق وقوله : فإننا لا نستطيع التأكيد على أننا نملك اليوم بيبلوغرافيا كاملة ؛ سواء فيما تعلق بالنتاجات المكتوبة أو الممسرحة – فهذا الجهد لا يمكنه أن يعطي أكثر من صورة سريعة وقاصرة عن موقف الصحافة اتجاه المسرح عندنا؛ وعليه فقد ارتأيت أن أخصص دراسة مستقلة لهذا الموضوع (8) سنخرج بنتيجة مَفادها أنه كان لا يقرأ (المجلة) أولا يهتم بها ؟ مما ينطبق عليه ما خطته المجلة تجاه أزمة القراءة بالمغرب:…- وهذا هو الجانب المضحك في القضية – أن نبحث عن الوسائل التي يُمكننا بها أن نشجع المثقفين على القراءة ، كما يفعل الناس عادة في المدارس وفي رياض الأطفال…… قد يكون عُذر هؤلاء أنهم لايقرأون الإنتاج المغربي؛ لأنهم لايجِدون فيه متعة ولا فائدة ، ولكنهم مطالبون مع ذلك أن يقرأوه، وإن يبْدوا رأيهم فيه ، وأن يحاولوا نقده وتقويمه. هم مطالبون أن يفعلوا ذلك كواجب وطني ، قد يعد التقاعس عن أدائه خيانة وتقصيرا وإخلالا بالواجب، فما رأي السادة المثقفين؟ السادة الأرستقراطيين؟ …. ]] (9)
كيْف ذلك ؟
فبالعودة لبيبلوغرافيته ؛ ابتداء من ص 67 فرع[بعض المسرحيات المنشورة أو المكتوبة] فلا وجود لهذا المبدع :الشاعر والمسرحي[ عبدالقادر المقدم ] ولا لإنتاجه المسرحي المنشور في مجلة ( دعوة الحق) وهذا الإسم بكل أسف: لا يعْرفه المسرحيون ؛ ولا العديد من الشعراء المغاربة ؛ لأنه كان يعيش في الظل وجوانية أصدقاء المعتمد بن عباد( شفشاون) ولكنه كان معْروفا في الوسط الإعلامي والاذاعي باعتباره كان قيد حياته قيدوم اذاعة طنجة ابتداء من 1948 علما أنه كان يحضر لأغلب مهرجانات مسرح الهواة( سنخصص له ورقة صحبة قراءة لأحد نصوصه المسرحية) والشاهد على التحوّلات ؛ في مجال موهبته وعطائه ؛ فأول عمل نشرته المجلة (10) (دقات الساعة سنة 1961) وبعدها مسرحية (أحلام سنة 1962) وحتى إن لم يكن الناقد" حسن المنيعي" اطلع على العدد والنص فالمجلة تصرح: يتبين من الجرد الذي أجريناه على مجلة "دعوة الحق" خلال 25 سنة، أما أول مسرحية هزلية في فصل واحد والتي جعلناها هي أول اتجاه مسرحي نشرته "دعوة الحق" في مسرحية (أحلام) من تأليف الأستاذ عبد القادر المقدم، نشرت في العدد الخامس، السنة الرابعة صفحة (92). هذه المسرحية مكتوبة بلغة عربية فصحى… وقد سار الكاتب في كتابتها باستخدام كل وسائل الإقناع والتوجيه من شعر، وبعْض قواعد النحو وحكم الفلاسفة، وأمثال شعبية… (11)وبعدها مسرحية شكليات (12) المحافظ (13) فحينما نتصفح هذا السطر: أثناء محاولتنا للقيام بمغامرة الجمع والتصنيف والتي تتطلب مصباح" ديوجين" للعثور على كل الوثائق والمستندات التي من شأنها أن تساعدنا على ملء الفجوات وتقديم تخطيط مفصل (14) ألا يحق لنا أن نضحك من هذا التغابي، ثم نستاء من هكذا ممارسة ثقافية مقيتة ، نظرا أن النصوص كانت أمامه ؛ والأخطر من ذلك؛ حينما ينصف المسرح الشعري بقوله : إننا لا نتوفر على تراث شعري مسرحي غزيز؛ مما يدفعنا إلى القول مرة ثانية بأن السبب يرجع في الحقيقة وربما نكون خاطئين في ذلك- إلى وضعية الشعر الحديث برمته من حيث علاقته بالمتلقي الذي يجد نفسه أمام لغة سديمية في الغالب وتركيبة معقدة للقصيدة(15) ولكن في نفس المجلة هنالك نصوص؛ وأبرزها نص ( ابن زيدون ) نشر تباعا حسب الفصول: المهم يبدو من جردنا لأعداد المجلة أنها قد عرفته خلال مسيرتها الثقافة حيث نشر الأستاذ "علال بن الهاشمي الفيلالي"، في العدد الرابع والسادس والسابع والتاسع والعاشر من السنة العاشرة في صفحات 126 و103 و107 مسرحية شعرية عن "ابن زيدون" في أربعة فصول فيها قصة الشاعر الأندلسي الشهير ابن زيدون مع ولادة بنت المستكفي وهي مكتوبة بطريقة الشعر العمودي الموزون والمقفى… (16) لكن الذي يذكي أن الباحث" حسن المنيعي" ربما لا يقرأ أو لا يهْتم ؟ فالفصل الرابع من مسرحية الشعرية " ابن زيدون" نشر في ص107 متزامنا مع موضوعه[المعلمة الصغيرة للفنون التشكيلية ] (17) لكن الأغرب من كل هذا؛ هنالك نص" تصفية حساب" رائع وذو خصوصيات درامية لأستاذ أحمد عبد السلام البقالي ؛ لم تتم الإشارة إليه في "بيبلوغرافيته" المسرحية؛ علما أنه تم الإشارة إليه في الحصيلة هكذا: الاتجاه الدرامي، هذا الاتجاه لم يظهر على صفحات المجلة إلا مؤخرا حيث نشرت مسرحية في فصل واحد في العددين السادس والسابع سنة 1978، بصفحة (111) لأستاذ أحمد عبد السلام البقالي، تحت عنوان: "تصفية حساب" مكتوبة بأسلوب نثري تدور أحداثها بين شخصين لكل واحد منهما حساب مع الآخر، يريد تصفيته، وموضوعها اجتماعي…(18)
إذن؛ فالذي أطلق عليه "عميد النقاد" ! لأن مثل هاته (الألقاب) تطلق حينما يتم صناعة " الصنم" الذي يوقف التفكير والعقل؛ لأن قدسية الصنم تمارس ذلك؛ وبالتالي نتمنى أن يخرج أحدهم ؛ ليفند ويدحض ما ورد هاهنا؛ لأن الإشكالية التي أراها أن هنالك "تصفية حسابات" مارسها المسرحي" حَسن المنيعي " ! ربما لأسباب نفسية (ما) أو لحساسية سياسية (معينة) أو لتفعيل الإقصائية ( ليس إلا ) مع مجلة – دعوة الحق- ؟ ومع العديد ؟ سيأتي ذكرها لاحقا ( ؟ ) وهذا لا يشرف بتاتا البحث الأكاديمي ؛ ولا يمت للمعرفة والبحث الجاد بأية صلة ! فما رأي تلامذته ومريديه من مدرسة "نوفيليتي" التي أغلقت أبوابها أو"الكارفيل" التي مازالت أبوابها مفتوحة….
الإستئناس:
1) أنسنه الرمز- لعمر الجباعي زاوية ( هموم ثقافية) في شبكة جيرون الإعلامية 11 /12/ 2018
2) انظر: حسن المنيعي؛ ذاك الرجل – لنجيب طلال في صحيفة الحوار المتمدن- ع: 4141 /
02/07/2013
3) مسارات القراءة في الأدب المغربي المعاصر: ليونس لوليدي الطبعة الثانية – مزيدة ومنقحة –
2020 / إديسوفت للنشر – الدار البيضاء .
4) نفسه – ص- 25 –
5) آفاق مغربية "مجموعة مقالات عن الأدب والفن": لحسن المنيعي- ص54/55- ط1/1981
المطبعة الوطنية- مكناس
6) المسرح المغربي – "من التأسيس إلى صناعة الفرجة": لحسن المنيعي ص112- ط1/1994
منشورات كلية الآداب- ظهر المهراز / فاس
7) اتجاهات المسرح المغربي في مجلة دعوة الحق خلال 25 سنة: لمصطفى ع السلام مهماه
(ص190- 194) العدد 223- يوليوز1982
8) آفاق مغربية "مجموعة مقالات عن الأدب والفن": – ص64
9) بيني وبينك : مجلة دعوة الحق ص 3- ع12 س1/ يونيو1958
10) انظر لدعوة الحق (ص69-71 ) عدد1 السنة الخامسة/ أكتوبر-1961
11) اتجاهات المسرح المغربي في مجلة دعوة الحق خلال 25 سنة
12) مسرحية "شكليات" انظر لدعوة الحق (ص87-89 ) عدد5 السنة الخامسة /فبراير -1962
13) مسرحية "المحافظ "انظر لدعوة الحق (ص79-82 ) عدد7 السنة الخامسة / أبريل -1962
14) آفاق مغربية "مجموعة مقالات عن الأدب والفن" ( ص-65-)
15) المسرح المغربي من التأسيس …(ص99/100)
16) اتجاهات المسرح المغربي في مجلة دعوة الحق خلال 25 سنة: لمصطفى ع السلام مهماه
ص190- 194 / العدد223- يوليوز1982
17) انظر لمجلة دعوة الحق( ص93/98) عدد 5السنة 11بتاريخ مارس/أبريل-1968
18) اتجاهات المسرح المغربي في مجلة دعوة الحق خلال 25 سنة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.