عبد الغني قادم * تجرى في الثامن من شتنبر الجاري الاستحقاقات التشريعية والجهوية والجماعية التي ينظمها المغرب في سياق ذاخلي واقليمي خاص، ولعل ابرز ما يميز هذه المحطة الانتخابية هو اعتماد نمط جديد للاقتراع والمتمثل في القاسم الانتخابي الذي صوت عليه البرلمان المنتهي ولايته…استحقاقات ستعطي الفرصة للمواطن لكي يدلي بصوته لمن يمثله في قبة البرلمان ويسهر على تدبير شؤونه على مستوى الجهة والجماعة. أضف الى ذلك كون الانتخابات تعتبر محطة هامة وحاسمة لتكريس الديمقراطية وتحقيق ارادة الشعب من خلال انتخابات نزيهة تجرى بالاقتراع العام وبالمساواة بين الناخبين وبالتصويت السري لضمان حرية التصويت كما تنص على ذلك القوانين والمواثيق الدولية منها المادة 21 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان…انتظارات كثيرة وآمال عريضة ينتظرها الناخبون من الهيئة التي ستفرزها لعبة الثامن من الشهر الجاري، لعل ابرزها تحقيق الوعود التي تقدمت بها الاحزاب في برامجها الانتخابية، لتحقيق الشعارات التي حاولت من خلالها استمالة الناخبين واقناعهم… آثار جائحة كورونا على مختلف مناحي الحياة، وتنزيل مقتضيات النموذج التنموي الجديد الذي يعتبر خارطة طريق لمغرب الغد، مغرب الازدهار، مغرب العدالة الجتماعية والترابية .. كلها تحديات وآمال يعلقها الناخبون على الهيئة التي ستفرزها الاستحقاقات الجارية. اولويات يستعجلها المواطن من ممثليه المحتملين، منها تحريك عجلة الاقتصاد المتأثر بالجائحة وخلق مناصب وفرص الشغل والرفع من جودة العرض على مستوى قطاع الصحة والتعليم وغيرهما من القطاعات التي تلامس المعيش اليومي للمواطن.. ولتحقيق هذه الانتظارات فالمسؤولية يتحملها الناخب في المعزل السري للتصويت على مرشحين ذوو كفاءة وحس بالمسؤولية ونكران الذات… وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيقة.. كفاءات قادرة على رفع التحديات التي يواجهها المغرب والتربصات التي تتحرش به اقليميا ودوليا ..لكي لا تتم اعادة نفس الاسطوانة المشروخة بوجوه قديمة شاحبة لم تحقق الا الصراعات والتفرقة والملاسنات بين مختلف الاحزاب والاطياف السياسية .. وجوه ساهمت في زرع اليأس ونفور الشباب وعزوفهم عن المشاركة السياسية التي اضحت في نظر العديد منهم سوى مسرحية يتداول على حبكتها ممثلون يجيدون آداء ادوار الخداع والمراوغة.. في انتظار ذلك ان غدا لناظره قريب.