بقلم : عبدالنبي التليدي ماذا يقول المشيب اليوم لشباب زمنئذ ؟ ماذا يقول المشيب اليوم لشباب زمن مضت عليه أربعة وأربعون سنة منذ تنظيم أول انتخابات جماعية في ظل التنظيم الجماعي الجديد الذي أصدره الملك الراحل الحسن الثاني في شهر سبتمبر سنة 1977 ؛ عن احوال السياسة اليوم التي أصبح لا معنى لها أو ذوق بل صارت من دون قيم أو أخلاق ، وعن الأحزاب التي صارت من ورق لا قيمة لها بعد أن صارت من دون برامج أو قاعدة أو دور لأصحابها بعد أن فقدوا المصداقية في القول والعمل ، وعن حزب الاتحاد الاشتراكي القوات الشعبية خصوصا الذي صار من دون قوات شعبية أو اسم يطابق مسماه . ذلك الحزب الذي تشرفت بالترشيح باسمه وقتئذ سنة 1977 في قريتي بجماعة الساحل التي كان امل الناس فيها بوسع السماء في الديموقراطية والحقوق وفي اصلاح الإدارة و النماء الاقتصادي والتقدم الاجتماعي، حين هب المواطنون عن بكرة أبيهم وفي حماس لم يسبقه أو يليه مثيل لتحقيق الآمال الموعودة والأهداف المشروعة في ضبط وانضباط وتوافق تام بين القمة والقاعدة والانتقال بالمغرب من عهد إلى عهد جديد لمغرب جديد . ففزت عن جدارة شعبيا وبالاغلبية المطلقة من الأصوات من دون ترهيب او تهديد ووعد ووعيد كما يفعل بعض تجار ومرتزقة الانتخابات اليوم ، في أول انتخابات منظمة عرفتها الجماعة في الدائرة الانتخابية 10 ( الريحيين ) ، ما خلف ارتياحا عاما وفرحا كبيرا بين الساكنة رغم ما أثاره من غيظ لدى آخرين ممن في قلوبهم مرض من الذين ألفوا استعباد الناس واستغلال الجماعة الغنية بخيراتها في البر والبحر . لذلك عمل هذا البعض منذ البداية بكل الوسائل الغير اخلاقية المناوئة والغير مشروعة سياسيا على واد التجربة في مهدها ، فتامر عليها وعلى المثقفين وعلى الفئة المتنورة من الفلاحين والعمال بالدسائس والمكر لابعادهم عن المسؤولية وتقريب الاميين والجهلة منها بل وتحميلها إياهم كما تحمل الحمير اسفارا ؛ فظهر مرتزقة الانتخابات والمفسدون فيها من أصحاب الشكارة ومن ذوي الباع الطويل في "التسمسير " وبيع الذمة و الشرف والاهل بأي ثمن ، والمضاربون بشؤون الجماعة وعلى حساب مستقبلها في التنمية والتطور ، فصاروا يصولون ويجولون في الجماعة ويستغلون المواطنين ايما استغلال أبعد ما يكون عن الدين وعن الأخلاق وعن الوطنية الحقة ، بدعم ومساندة من أسيادهم من وراء حجاب الذين لا يريدون الديموقراطية للمغرب وأرادوا الفساد في الجماعة والاثراء على حساب عباد الله فيها حتى أصبحت الانتخابات الوسيلة المفضلة للدخل وجمع المال الحرام ، فاشتهرت اسماؤهم كنار على جبل في الفساد والرشوة والاسترزاق .. وهكذا اضحت الاحوال العامة لجماعة الساحل بوجودهم كما يراها الجميع نموذجا في التخلف العام الاجتماعي والاقتصادي لا تشرف أحدا من المسؤولين أو من المواطنين . بعدما حورب منتخبو الأحزاب الوطنية داخل المجلس الجماعي وبالخصوص منهم المنتمون إلى حزب الاتحاد الاشتراكي ومنهم عبد ربه بمبرر انه ' اتحادي يريد التغيير " حسب الفهم الأعوج للتغيير والإصلاح من قبل ذلك البعض في الإدارة الترابية المحلية من الذين لم يفهموا مغزى المرحلة الجديدة ولم يستوعبوا الظهير الجماعي الجديد لتنظيم المجالس الجماعية الذي أصدره الملك الراحل الحسن الثاني والأهداف التي كان يرمي إليها وبالأخص في ميدان اللاتمركز الإداري وفي شأن الدور الجديد لتلك المجالس في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للجماعات .. و أمعانا من الرافضين للتجربة الديموقراطية الجديدة في وادها في مهدها التي توافق الملك وزعماء الأحزاب الوطنية عليها وباركها الشعب ، واصرارا منهم كذلك على الظلم والبغي استعانوا من دون مسوغ بالسلطات الإقليمية من إدارية إلى قضائية ففتحت محاضر بناء على تقارير واهية ضد عبد ربه وحوصرت الدائرة ( الريحيين ) في عقر دارها بكل وسائل الحصار الظالمة عقابا للمواطنين فيها على اختيارهم الذي لم يرض بعض الجهات ، سرعان ما تم فضح اامخطط بالدليل والبرهان إلى أن انقلب السحر على السحرة لانني وغيري لم نكن نريد الا تنزيل القانون وتنفيذه على أرض الواقع من أجل الوصول بالمغرب إلى نظام دولة الحق والقانون . ثم رشحني هذا الحزب لانتخابات سنة 1983 لكن مخطط الاستئصاليين الهدام كان أعتى واقوى من الحزب ومن الظهير ! . هذا بعض من فيض أربعة وأربعين سنة من انتخابات أراد بها المتنورون ، الخير للمغرب ، من الذين صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه وما بدلوا تبديلا منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر بينما أراد آخرون ابقاء الحال على ما هو عليه بل والرجوع بالمغرب إلى عهود خلت في التخلف والسوء من أجل تكريس السلطوية والاستئثار بالثروة بعد توسيع دائرة المريدين من المرتزقة والاميين ومن الذين لا أخلاق لهم أو مبادى وبعد خلق أحزاب إدارية ومسخ الأحزاب العتيقة . لان القصة طويلة وطويلة لم تزدد الا دراماتكيا من دون خاتمة تفرح اجيال اليوم وتهنىء جيل ذلك الزمن الذي انخرط في مسلسل من الانتخابات لم ينته الى اليوم لأنه لا نهاية تظهر له في النفق …كما كنت وكنا نامل لهذا الوطن في تحقيق الاهداف من وراء صدور اول ظهير في شان الجماعات المحلية الذي ما كان صدوره سنة 1977 الا ثمرة كفاح بالروح والرصاص ثم بالسياسة والحوار في سبيل بناء مغرب جديد يتمتع فيه المغاربة جميعا بجميع الحقوق في الحرية و الديموقراطية والكرامة وبالرفاهية الاجتماعية و التعليم الجيد والهادف والصحة المتاحة والشغل الموفور للجميع مع توزبع عادل للخيرات… ولكن هيهات " فمسامر المايدة " كانوا بالمرصاد وما زالوا ! وخونة المبادئ والناس في ترحال من حزب إلى آخر لجمع المزيد من المال الحرام ومن أجل توسيع مجالات الفساد في الجماعة والإقليم بل ولربما في الجهة ايضا حسبما يحلم المفسدون في أرض الله القائل سبحانه ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) صدق الله العظيم.