من منا لم يسمع والديه أو أقاربه وهم يحكون عن بطولات آبائهم وأجدادهم في مقاومة الغزو الاستعماري بالشمال وبصفة خاصة بمنطقة جبالة، وإذا ما أخذك الفضول للبحث عن وثائق أو كتب متخصصة في تاريخ المغرب أو تاريخ المقاومة فلن تجد بين طياتها عن نضال ومقاومة جبالة سوى النزر اليسير، متناسين عن قصد أوغير قصد شراسة وصمود رجال ونساء قبائل جبالة في وجه المستعمر الإسباني الغاشم ودورهم في دحره. وتعتبر قبيلة بني كرفط إحدى أهم قبائل جبالة التي كان لها دور كبير في تحقيق توازن الرعب بينها وبين المستعمر الذي لم تنفعه أسلحته الثقيلة المتطورة آن ذاك في مجابهة المقاومين الأشاوس، ومعارك تكونت والخطوط و واد المخازن واشتاونة وفج الريح والوهارنة وسيدي هلال شاهدة على ذلك، كما قاد أبناء المنطقة حملات وصلت إلى مشارف تطوان التي كان المستعمر يحكم قبضته عليها. وبدوره تراث المنطقة وما تزخر به من مآثر دالة على فترة المقاومة أو أيام الاحتلال لا يكاد يعلم عنها أحد إن قدر لها البقاء ولم تطلها يد المخربين، باستثناء أبناء المنطقة الذين لا يقدرون في غالبهم قيمة ذلك الموروث والأمثلة كثيرة ومتنوعة( أنظر الصور). للأسف تاريخنا يبقى مجرد أقوال تتناقلها الألسن وتتوارثها الأجيال مع نقص كبير في أمانة التوريث دون نية القصد، لأن كل ما هو شفوي قابل للتحريف مع مرور الوقت ونقص الاهتمام. ألا يحق لهذه المنطقة أن تحظى كغيرها بالاهتمام الضروري، وأن يفخر أهلها بتاريخهم ومقاومة أجدادهم، ثم أليس من حقهم استثمار مؤهلات المنطقة ومعالمها للترويج لها سياحيا.