تفاجأت بخبر التطبيع بين الإمارات وإسرائيل الذي أعلن عنه في مرحلة عسرة يمر بها العالم و حرجة يعيشها ترامب بعد نكسات تلقاها اثر جائحة كورونا وبعد ضربات من اقرب المقربين اليه من عائلته و من وسط معاونيه السابقين مثل من كان مستشاره في الامن القومي ، وفي جو يسوده الإحباط العربي وتراجع شعبية ترامب وما يقابله من صمت رهيب حول القضية الفلسطينية إضافة إلى معاناة الشعب الفلسطيني الأبي والصامد من مضايقات وحصار شامل من دولة اسرائيل وغيرها ، تأتي يد الإنقاذ هذه المرة من الإمارات لكي تنقذ القوي وليس الضعيف، الخرجة الإعلامية القوية الأخيرة لمسؤولي الدول الثلاثة المصحوبة بهذا الزخم كانت مخططة ومدروسة وجاءت في و قتها المحدد والمناسب، هدفها واضح لكل سياسي ذكي هو إخراج ترامب من هذا النفق الصعب وتحايل متقن يجعل من الشعب الأمريكي يغير تركيزه ثم يحوله الى حدث مباغت يتناسى به فشل سياسات الداخلية والخارجية لترامب و بلسم لهيجان خطاباته المثيرة ثم تكتيك كذلك تقلص به نبضات الشارع الأمريكي ضد العنصرية والهشاشة، اذا فهي خطة إنقاذ وبريقة أمل في رفع من معنويات و ثقة مؤيدي ترامب مع استعدادات للإنتخابات الرئاسية القادمة بعد ما ان تأكدت أغلب التحليلات ان ترامب من الصعب أن يتوفق فيها . توضيح الإمارات عن سبب التطبيع كان غير مقنعا ولا منطقيا على أنه جاء من أجل عدم ضم بعض مناطق من الضفة الغربية ، كأنها تقول تدخلت من أجل حماية أراضي دولة فلسطين في المقابل لم تتدخل بثقلها من أجل رفع الحصار على الفلسطينين وتلح على إسرائيل على عدم قتلهم من حين الى حين وتدمير بيوتهم ، إن قيام العلاقات بين إسرائيل والإمارات ليست وليدة اليوم كانت في الماضي سرية وغير معلنة وإنما أريد بها الآن أن تظهر الى العلن وتكون رسمية، علاقات سيستفيد منها البلدين اقتصاديا وسياسيا على كاهل الشعب الفلسطيني الذي أهلكه الغدر والسكوت العالمي. ان هذا الحدث الأخير لم يخرج من العدم ولا ينطلق من العشوائية ، رسالته مفهومة هو السعي بشتى الوسائل من أجل توفير إمكانيات النجاح في الاستحقاقات الأمريكية المنتظرة لإدارة ترامب وان إعادة هذه الإدارة مستقبلا اذا تمكنت بذلك سيكون لها عواقب وخيمة على أنصار الحرية والعدالة الاجتماعية مقارنة مع حالة إنتصار منافسه بايدن لذلك وجب التنبيه والحذر.