ستحل علينا غدا ذكرى وطنية غالية لها اهمية قصوى و ذات صبغة متميزة ومعاني بالغة في الوفاء والتضامن ، إنها 14 غشت المجيدة الذكرى الحادية والأربعون لإسترجاع أراضي وادي الذهب الناقصة من الصحراء الغربية المغربية قبل 1979 وانضمامها الى ارض الوطن ، إنها فعلا ذكرى معبرة عن الوحدة والإلتحام وما يليه من تجدد العهد والإلتزام ، محطة تاريخية تم فيها تحقيق الوحدة الترابية في الصحراء واستكمال فلسفة المسيرة الخضراء التي أطلقها المغفور له الملك الحسن الثاني سنة 1975 ، حيث تشكل ذكرى استرجاع إقليم وادي الذهب إلى حظيرة الدولة المغربية التي يخلدها الشعب المغربي سنويا في الرابع عشر من غشت من كل عام منذ سنة 1979 مناسبة لاستحضار محطة وطنية تاريخية كبرى في ملحمة الوحدة وعودة الأراضي المستولى عليها تدريجيا الى حضن الوطن ، تكتيك أعطى ثماره في استرجاع ما تبقى من الأراضي التي كانت مستعمرة من طرف الإسبان. واستحضارا لهذه المناسبة تعود بنا الذاكرة والتاريخ مباشرة إلى الرابع عشر من شهر غشت لسنة 1979، حين وفدت على الرباط وفود من علماء وفقهاء وشيوخ القبائل وأعيان إقليم وادي الذهب تعلن فيها عن وطنيتها ومغربيتها بين يدي الملك الراحل الحسن الثاني ، مؤكدين للرأي العام الوطني والدولي تشبثهم الصادق والعلني بمغربيتهم وبوحدة التراب الوطني من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. مناسبة 14 غشت ورمزية إعطاء وتوزيع السلاح حينها كانت دلالة ومغزى على ان القضية الترابية لازالت غير مكتملة وان أعينا ماكرة تتربص من بعيد وعلى الجميع أخذ الحذر ، وما مسألة الثغريين المحتلين والجزر المجاورة و الاستفزازات للجارة الشمالية المتكررة من حين الى حين تعطي تفسيرا ملموسا لرؤية الراحل الحسن الثاني الثاقبة في طرحه خلق خلية مشتركة للتفكير حول مليلية وسبتة في الثمانينات وان اي تماطل في هذا الملف ليس لصالح المغرب مع مرور الوقت . 14 غشت فعلا ذكرى تجعلنا نفكر بعمق وحكمة في مسار و كيفية حماية الوحدة الترابية ثم إعادة ما سلب منه بالخداع والقوة ، إنها فعلا ذكرى الوحدة الترابية وما تحمله من مفاهيم راقية ووطنية.