استنكرت جمعية أبناء العرائش بالمهجر ظاهرة تجميع المشردين في شوارع مدينة طنجة وبعض المدن المغربية من أطفال ومرضى نفسيين ، حيث يتم نقلهم في شاحنات حمل السلع بطريقة لا تمت للإنسانية بصلة إلى مدينة العرائش وكذلك مدينة القصر الكبير وتركهم هناك يهيمون على أوجههم، فمنهم من يجد من الصالحين من يرأف لحالهم ويعطف عليهم ويقدم لهم المساعدة ومنهم من يستمر في التسكع في الشوارع ، فهي مساكنهم وهي مبيتهم حتى يجد البعض منهم طريقاً للعودة إلى مدنهم ، والبعض يستقر مكرها لا راغبا لعدم تذكرهم من أين تم إحضارهم ولا لأي مكان تم إحضارهم، ذلك يتكرر كلما اقتربت زيارة ملكية أو مناسبة وطنية أو إقليمية أو عالمية، يقوم المسؤولون بتغطية عورة مجتمعنا التي هم أبرز مسبباتها بتصديرها إلى بقعة أخرى من بقاع وطننا الجميل الذي قدم له عدد كبير من العلماء والأبطال عبر التاريخ الكثير حتى صار يوماً من الأيام يُضرب له ألف حساب وأصبح له رصيد تراثي وتاريخي رائع، عندما كان الوطن يحتوي المرضى والمتشردين ولا يخجل منهم، بل يعمل المسؤولون فيه على معالجة حالاتهم وإدماجهم، حتى وصلنا لما نحن فيه عندما نهش المفسدون والفساد جسد هذا الوطن، فصار الوطن ذاته مريضاً لا يقوى على احتواء المرضى والمشردين. واعتبر المكتب التنفيذي لجمعية أبناء العرائش بالمهجر فيانه الاستنكاري أن كل المواطنين بمرضاهم العقليين والنفسيين والمتشردين والمتخلى عنهم هم شركاء في الوطن، يستحق الجميع بدون أدنى تمييز الرعاية الصحية والنفسية والإدماج بدل الخجل من أي شريحة منهم أو محاولة تغطية تواجدهم لإظهار المشهد على غير ما هو في الواقع في مشهد كاذب في لبِّه يملأ ظاهره النفاق الاجتماعي لجعله مشهداً لائقاً بزيارة ملكية أو مهرجان يراد به إرضاء أصحاب "الذوق العالي" ويرضي المسؤولين، فأين أصحاب الحس الإنساني العالي؟ وهل يرضي هذا التصرف اللاإنساني ملك البلاد خصوصاً أنه لا يرضي رب العباد؟، وهل يجوز مثل هذا التصرف سواء بمقياس إنساني وطني أو حتى حيواني؟، أَ ليس أولئك المشردون هم جزء منا وفينا وعيوبهم هي عيوب فينا؟، لذلك يختم البيان ، اننا نحن القائمون على جمعية أبناء العرائش بالمهجر، نستنكر بقوة هذا التصرف المشين والمنافي للأخلاق الإنسانية والمبادئ الوطنية وحقوق المواطنة ونطالب بمحاسبة المسؤولين عليه وتقديمهم للمحاكمة واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم حتى يكونوا عبرة لمن قد يفكر بتغطية الواقع المر بما هو أمَرّ ويحط من قيمة الوطن الذي يجمعنا.