عرفت أوربا في عصور الانحطاط اي العصر الخامس عشر والسادس عشر محاكم التفتيش مهمتها اكتشاف مخالفي الكنيسة ومعاقبتهم وكان شعارها ان الانسان اما مؤمن او مهرطق . وانا انصت للاستاذ ممحد رفيقي وهو يتملكم في مباشر مع فرع الحزب الاشتراكي الموحد بفرنسا اثارني سرده لتاريخ الاسلام السياسي بالمغرب الذي لا يختلف كثيرا عن التاريخ الاسلامي بمصر مثلا ، حيث ارجع فكرة التفكير الى جوهر العقيدة الوهابية التي تبنتها السعودية نتبجة صفقة سياسية بين محمد بن عبد الوهاب بن سليمان وال سعود .هذه الدعوة التي تبنتها كذالك وزارة المستعمرات البرطانية باهداف استعمارية والحفاظ على انحطاط بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا والجزيرة العربية . فاصل الفكر الوهابي يعود الى القاعدة العامة التالية ” اخلاص التوحيد ومحاربة الشرك ” ويرجعون في ذلك الى فكر احمد ابن الحنبل وابن تيمية ولن تجد في خلف الفقيهين اي دعوة لتكفير المخالف فابن حنبل لا يكفر احدا من اهل قبيلته من ارتكب ذنبا كبيرا او صغيرا . واذاكانت محاكم التفتيش قد استعلمت افظع وسائل التعذيب في حق من وصفتهم بالمهرطقين من قطع اطراف وحرق وهم احياء وقتل بوسائل شيطانية وهو مانجده عند آخر تجارب الفكر الوهابي في العالم وآخر مؤتمراتها العالمية تنظيم داعش فكلنا شهدنا طرق القتل وتعذيب الراهائن والمخالفين على العلن وفي وسائل التواصل …ان الشيطان باعترف جل العلماء يؤمن بالله ويحاف منه من انتم حتى تسلبوا الله اختصاصه في معرفة من يامن به من عدمه . وها نحن في المغرب ومختلف اقطار الاسلام نجدهم يكفرون ويلحدون ويعلمنون رغم عدم معرفتهم بمفهوم العلمانية لمن يخالفهم في امور الدين والدنيا .بينما نجد ان الجامعات العالمية وحتى الاسلامية اصبحت تعتبير الدين موضوعا للمعرفة وتخضعه للمنهج العلمي فما هذا الانفصام الذي نعيشه اليوم . ونحن نعرف كيف ساهمت قيادة هذا التنظيم في اغتيال شباب يفكر بحرية ويعبر عن ارائه اتجاه الدولة والمجتمع داخل الجامعات وفي تنظيمات يسارية خارج اسوار الجامعة نذكر محمد ايت الجيد بنعيسى وعمر بنجلون وغيرهم كثر ممن اصدر فقهاء فتاوى تكفيرهم ونفذ شبابهم المسلوب الفكر والمأدلج بعقيدة فوق شيطانية شان اغتيالات المفكرين في مصر ولبنان وغيرها من الاقطار .التي نفذتها جماعات لها نفس الاصل . ولاعجب ان نجد تنظيمات اسلامية دعوية تنهل من نفس المبادئ ابان تاسيسها وان غيرت جلدها نتيجة تغيير قيادتها لتبعيتها مثلا حركة التوحيد والاصلاح التي تعتبر الاداة الدعوية للحزب الحاكم العدالة والتنمية فهي الامتداد الصريح للفكر الوهابي بالمغرب بالرجوع لتاريخ مؤسسها احمد الريسوني وعلاقته بفقهاء السعودية بداية . وكذا في وثائقها الدعوية ابان تأسيسها. وقد وصف اليشيخ سليمان بن عبد الوهاب اخ محمد بن عبد الوهاب الفكر الوهابي قائلا ” اليوم ابتلى الناس بمن ينتسب الى الكتاب والسنة ويستنبط من علومها ولا يبالي من خالفه فهو عنده كافر ، وهو لم يكن من خصلة اهل الاجتهاد ..فان لله وان اليه راجعون ”