برشلونة:مصطفى مُنِيغْ لدى المضبوطة أمورهم لا شيء متروك للصدفة ، بعدها التعامل مع المفاجأة بوقفة ، تُرَتِّبُ للمناسب بحصر التخاطب بمدلول “سَوْفَ”، لطمأنة الغارقين في سياسات لا تبرح نفس الصفة،المحتََفظ بإجراءاتها الجد مكلفة ، إن اعْتُبِرَ الوقت عُمْلَة قيمتها غير معروفة ، لمن استأنس في تدبير المسؤولية طُرٌقا بعدم الاكتراث موصوفة . … القضية أعمق ، حصر تفرعاتها ما عرِف إجراء مُسْبَق ، ولا حُسْبان مقنع بحساب علمي مُدَقّق ، غير نقل معلومات عمَّا حصل في الضفة الشمالية لمضيق جبل طارق ، صعودا داخل الاتحاد الأوربي حيث الوباء أربك أهم دوله وقتما الهلع لأبوابها طَرَق ، ألمانيا مُظهرة ساعة استشعار خطورة المَد الزائد على الحد لفيروس مُهدِّد لخصوبة طبيعتها بالحَرَق ، أنها (من غير شعبها) لا تعرف أحد حتى بتبادل النُّطْقِ مَنْ سَعَى بمشاركتها البحث عن لقاح نََطَق ، وفرنسا متناقضة مع الواقع تمزج السياسة بزحف فيروس قاتل لا يعترف بأدب الاستئذان ، ولا التمييز بين الاختيار لإصابة أهالي تلك الديار في أي أوان، وايطاليا حيال الكارثة مُدَمَّرة الأعصاب ، فاقدة الأحباب ، منغلقة على نفسها تنزف ببطء رغم صلوات الفاتيكان ، وترنيمات حناجر الرهبان ، الواصلة صداها ساحة القديس ماركوا في “بندقية” أغرب مهرجان ، و بلجيكا (صِمَام أمان وحدة أوروبا) قلقة من تصرف ، كل دولة فيها بتدبير أحادي مُختلف ، لمواجهة الوباء الزاحف ، في صمت مخيف ، كعدو لذود لجهاز تنفس البشر مُتْلِف، المحرك آلاف الأطباء ليل نهار، بغير فائدة حتى الساعة تُذكر، واسبانيا حالها يقول للأسوأ أنت ألعن مما جرى في الحرب الأهلية من غابر السنين، حيث يتضاعف الآن لمرات ذات الأنين ، منطلقا من آلاف المصابين، في طليعتهم المُسنِّين ، الدولة الأيبيرية مستاءة مرتين ، بوتيرة تقدم الوباء وعدم التمكن في ضبط آليات حصره بالرغم ممَّا تبذله من مجهودات تفوق قدرات الآدميين . … الولاياتالمتحدةالأمريكية تشرب الآن من نفس الكأس بمرارة مُضاعَفة ، مستفسرة بحسرة إن كانت لذاتها مُسْعِفة ، أو كغيرها من المستقبل القريب أو البعيد عن مصيرها خائفة،الوباء هذه المرة لا يلعب يصيب القوية كالضعيفة ، من دول وحَّد بينها الرجوع للأصل كمساحات جغرافية بما تحمل من بشر بالملايين ثقيلة أو ببضع آلاف خفيفة ، حاجتهم من أجل الحياة شرب ماء واستنشاق هواء وما تيسَّر من غذاء ما يزيد عن ذلك يلج المظاهر المُتْرِفَة ، ومنها في نظر البعض كماليات سخيفة . لكن تداخل العوامل المرغوب فيها لأسباب يطول شرحها ، كخير بنسبة ضئيلة، والمنبوذ منها كشر بأحجام لا يُحمد عقباها، أفرز ما طَغَى على السطح من متطلبات ، بقدر ما برز إغراؤها ليستبد بتوجيه الأغلبية للغوص في نِعَمٍ مصطنعة لا تزيد عن لمعان السطح ، ظل الباقي القليل يصارع من أجل العيش للحظة يعي الجميع أثناءها أن المسار الواجب على البشر اتخاذه ، ذاك المحافظ على مقومات وجودهم فوق الأرض المخلوقة على زرع المفيد المساعد على التشييد الحقيقي لأسس التطور غير البعيد لضمان سلامة وأمن سلالة الإنسان ، وليس القفز بها لعوالم التطاحن والفتك بذاك الترابط والطبيعة المسخرة لأجل بقائها معززة مكرمة ليوم لا مفرَّ منه . … انشغل الباحثون عن جعل الإنسانية خاضعة لسيطرتهم المطلقة بابتكار افتك الأسلحة تقليدية كانت أو نووية وحتى البيولوجية ، واشغلوا إداراتهم المخابراتية في إشعال الفتن شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباَ لتصريف تلك الأسلحة بين الدافعين أكثر، ممّن وجدوا في شن الحروب وسيلة لإظهار قدراتهم المادية المنزوعة أصلا من عرق شعوبهم المقيدة أغلبيتها بأنظمة أساءت التخطيط لمستقبل المنحازين لإتباع تخطيطاتها الإستراتيجية القائمة على تقليد الدول المتحكمة في مثلهم، أو أكثر من ذلك خوفاً من بطشها واختيار عيرهم حلفاء مصلحة لها . وتحوَّل الفكر اللاانساني في طليعة المنظرين للسياسات المطبَّقة بالضغط ،المتباين الوسائل، على الشعوب المغلوبة على أمرها ، مما أسَّس لعصر اللاَّحقوق ، والابتلاءات العظيمة كنشر الرذيلة ،وتجارة المخدرات وبيع الذمم وبالتالي الإرهاب ، وظهور أوبئة ما سَلِم بعضها من اتهامات موجهة لمختبرات مختبئة في أمكنة لا علم للبسطاء توابع التابعين لأصحابها ، فانقلبت المعاملات بين بني البشر انقلاباً أوقف حماسة التاريخ عن أداء مهامه بفرط التشويش على كتابه الأوفياء لنقل الأحداث كما حدثت. (يتبع)