بعد أكادير، حطت منظمة حريات الإعلام والتعبير المعروفة اختصارا بحاتم بمدينة شفشاون في سياق تنفيذ مشروعها لمناهضة عقوبة الإعدام. المشروع الذي تبنى شعار “يقظة إعلامية من أجل إلغاء عقوبة الإعدام”، هو ثمرة شراكة المنظمة مع وزارة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان وتنسيق مع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بطنجة. حسب الورق التعريفية التي وضعتها المنظمة، يهدف هذا المشروع إلى دعم وإغناء النقاش العمومي حول الحق في الحياة وعقوبة الإعدام. وقد وضع القائمون على المشروع نصب أعينهم تقوية قدرات الصحافيين والإعلاميين والمدونين وتمكينهم من الآليات والتشريعات الدولية والوطنية بشأن الحق في الحياة وعقوبة الإعدام، ودعم انخراطهم في حملة الترافع من أجل إلغاء عقوبة الإعدام، وكذا توسيع دائرة الحوار والنقاش حول مسألة انضمام المغرب إلى البروتكول الاختياري الثاني الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية المتعلق بإلغاء عقوبة الإعدام. ولتنزيل هذا المشروع نظمت حاتم على امتداد ثلاثة أيام 25، 26، 27 أكتوبر 2019 دورة تكوينية بمركز الاستقبال بشفشاون، اشتملت على ورشات وندوات نشطها كل من بدر السريفي أستاذ القانون الخاص بجامعة ابن طفيل، والإعلامي محمد العوني رئيس منظمة حاتم. وقد عمل بدر السريفي أثناء تدخله في ندوة بعنوان “الإعلام وعقوبة الإعلام”، على جرد الحالة الراهنة لعقوبة الإعدام وطنيا، متسائلا عن انسجام القانون الجنائي وقانون العدل العسكري مع المقتضى الدستوري المكرس للحق في الحياة. ذات المتدخل تساءل عن الانسجام بين الإبقاء على عقوبة الإعدام في التشريع الوطني ومصادقة المملكة المغربية على عدد من الاتفاقيات الدولية التي تلغي عقوبة الإعدام، معرجا على إشكالية سمو القوانين الدولية والخصوصيات الوطنية. وفي موضع آخر تطرق بدر السريفي إلى ضرورة العمل على ملاءمة التشريعات الوطنية مع الدستور والاتفاقيات الدولية. وينتظر أن تقوم المنظمة بتنظيم ندوة وطنية حول الموضوع ولقاء ختاميا لتقديم مخرجات المشروع وكذا إعداد تقرير تركيبي عن المشروع وتقديم مذكرة ترافعية للجهات المختصة من أجل إلغاء عقوبة الإعدام وترسيخ الحق في الحياة. يذكر أن منظمة حاتم التي أخذت على عاتقها تنفيذ المشروع والترافع حول إلغاء عقوبة الإعدام، وحسب التعريف الذي وضعته لنفسها هي ” جمعية مغربية غير حكومية تعنى بالدفاع عن حريات الإعلام و التعبير و تعمل من أجل إعلام عمومي حر و تعددي و من أجل الحق في الوصول إلى المعلومة”.