لم يتبقى سوى يوم واحد ، ليسدل الستار على 2018، وتفتح الأبواب لاستقبال سنة ميلادية جديدة، إذ من المنتظر أن تنطلق بهذه المناسبة احتفالات يعتبرها البعض ليلة الأحلام، ويتمنى أن يعيشها البعض الآخر على جزيرة سيردينيا أو شاطئ «كوباكابانا» بريو دي جانيرو… فيما يستغلها مديرو الفنادق ومسيرو الملاهي والعلب الليلية لكسب الزبناء وجني المزيد من الأموال والشهرة. واستعدادا لاستقبال هذه اللحظة، تعيش مدينة طنجة كعادتها تحولات على مستوى تجديد وتزيين مختلف بنيات الاستقبال السياحي، من فنادق وملاه ليلية وكاباريهات ومقاه ومطاعم ذات صبغة سياحية، بادرت إلى ارتداء زينتها من إكسسوارات لافتة وأشجار وأضواء خاصة لاستقبال الوافدين عليها من مشاهير الفن والسياسة والرياضة، كما بدأت في تقديم باقات من العروض المتنوعة عبر برامج فنية وأخرى ترفيهية تهدف إلى جعل المدينة فضاء للقاء والمتعة والاحتفال. وعبر عدد من أصحاب الفنادق والمرافق السياحية المصنفة بالمدينة، عن استعدادهم الكامل لاستقبال كل الضيوف الراغبين في الاحتفال بقدوم السنة الميلادية الجديدة، مؤكدين أن حجوزات هذا العام فاقت حجوزات العام الماضى، إذ من المنتظر أن تشهد ليلة رأس السنة الجديدة إقبالا كبيرا من السياح المغاربة والأجانب، وفي مقدمتهم الإسبان والفرنسيون والإنجليز، الذين يعتبرون المدينة وجهتهم المفضلة، رغم حالة الطقس السيئة التي تسود حاليا جل البلدان الأوربية وأدت إلى إغلاق أهم المطارات بها. وفي هذا السياق، أكد السيد محمج البهجة رئيس جمعية أرباب الفنادق بطنجة أن التنافس اشتد هذه السنة بين الفنادق الموجودة داخل المدينة، إذ عمد مسيروها إلى تخفيض أثمنتها، وقدموا عروضا مغرية موجهة بالأساس للمغاربة الراغبين في قضاء احتفالات السنة الميلادية الجديدةبالمدينة، إذ حددوا ثمن إقامة ثلاثة أيام لشخصين، بما فيها وجبات الأكل الثلاث، في 1000 الى 2000 درهم، مع الاستفادة من برامج وحفلات متنوعة يحييها فنانون مغاربة وأجانب، مبرزا أن نسبة تشغيل الفنادق هذا العام من المحتمل جدا أن تصل في ليلة رأس السنة إلى 100 في المائة، إذا ما تحسنت حالة الطقس في الدول الأوربية. هذاولم تدع مجموعة من المؤسسات السياحية الكبرى هذه المناسبة تمر، دون السعي إلى تقديم عروض قد تكون وراء جذب أكبر عدد من الزبائن، وعلى رأسها “موفينبيك” بتصاميمه الهندسية الراقية و”المنزه” بلوحاتة الفسيفسائية والأثرية الفريدة، وكذا فنادق “رويال توليب” وفندق موكادور وفرح و”أنتيركونتننتال” و أمنية بويرطو” و”سيزار” وغيرهم… إذ عملت، منذ أشهر، على تهييء طقوس خاصة لزبنائها تشمل برامج احتفالية ووجبة عشاء فاخرة تزينها الشموع وتشمل أطباق مميزة من المأكولات والمشروبات على حسب الاختيار، وذلك بمرافقة فرق موسيقية ومطربين معروفين لإحياء السهرة، التي تختتم عادة بنشوة الشمبانيا عند منتصف الليل. إلى ذلك، ستشهد العلب الليلية الممتدة على طول الشريط الساحلي للمدينة «الكورنيش»، سهرات صاخبة تمتد إلى فجر اليوم الأول من شهر يناير المقبل، يحييها فنانون أجانب ونجوم الأغنية الشعبية المغربية وفرق “الدي جي”، إذ من المتوقع أن تحقق أرقاما قياسية في حجوزات الموائد، وهو الأمر الذي أكده أحد المسيرين، الذي أفصح أن 70 في المائة من المقاعد قد حجزت لحد الآن، رغم أن ثمن التذكرة يتراوح مابين 500 و1500 درهم للفرد الواحد. وعلى المستوى الأمني، أكدت مصادر أمنية بالمدينة، أن التدابير والإجراءات الأمنية المتخذة لتأمين فعاليات الاحتفالات السنوية برأس السنة الميلادية، لم تختلف عن الأعوام السابقة، خاصة على مستوى رفع إجراءات اليقظة والحذر والوقاية، وذلك في إطار مخطط استباقي يشمل مختلف المصالح الأمنية من ممثلين عن السلطات المحلية والدرك الملكي والديسطي والأمن الوطني والقوات المساعدة. وذكر مصدر مسؤول أمني كبير، أن التدابير الأمنية الخاصة بهذه المناسبة قد تم الشروع فيها طيلة شهر دجنبر الجاري، وهي مازالت مستمرة إلى حدود الساعات الأولى من اليوم الأول من السنة الجديدة 2019، مبرزا أنها شملت المنشآت السياحية والتجارية والقنصليات الأجنبية والكنائس والمعابد اليهودية وكل المؤسسات الحساسة بالمدينة.