معذرة يا وزراء الإسكان والتعمير العرب لقد أخطأنا في التاريخ
تتوالى الأخطاء وتتكاثر الأغلاط وتتراكم الزلات!! ومرة أخرى تصدق مقولة "إذا أسندت الأمور إلى غير أهلها فانتظر الساعة".. حذرنا في ما سبق بأن المصالح العليا للوطن لا تقبل الخطأ أو التهاون، ودقينا ناقوس الخطر بأن هناك هفوات في منظومتنا الإدارية، ونبهنا بأن سياسة المغرب اتجاه بلدان إفريقيا لا تقبل بأي غلط أو ارتباك!!
فبعد فضيحة الوفد التنزاني التي عرفها مؤخراً لقاء الدورة الاستثنائية للمؤسسة العمومية "شلتر أفريكShelter Afrique " المنظم بالرباط تحت إشراف وزارة إعداد التراب الوطني والسكنى وسياسة المدينة (*)، ها نحن اليوم نعيش فضيحة أخرى من العيار الثقيل، وهذه المرة مع الجامعة العربية اتجاه وزراء الإسكان والتعمير العرب قاطبة ومع منظمات دولية عربية وجهوية تهتم بميادين الإسكان والتعمير، منها على الخصوص منظمة الأممالمتحدة.
هذا، وعند مناقشة اختيار عنوان لهذا الموضوع من طرف الكتابة التنفيذية، اختلفت الآراء وتعددت المقترحات، فمن بين العناوين التي تم تداولها، نذكر على سبيل المثال وليس الحصر:
"لِي حْسْبْ بوْحْدُو، كيْشَيَّطْ "من رأى منكم منكراً فليغيِّره" "أوّلُ الغيث قطرةٌ" "مالُو طَاحْ، ݣَالو من الخيمة خْرْجْ مَايْلْ"
فعندما تتعدد الأخطاء وتتكرر المصائب في مناسبات عدة، وعندما يكون لهذه الهفوات وقع وتأثير كبير على تقويض علاقات نحن في أمس الحاجة إلى تمتينها وتقويتها سياسيا وقاريا، وعندما يصبح مسؤولونا عن التواصل والتعاون يمسون بسمعة مؤسساتنا وبسمعة بلدنا ككل، وجب عليهم آن ذاك، تقديم الاستقالة من مهامهم حسب ما جرت عليه الأعراف في بلدان ومؤسسات تحترم نفسها وتحترم الآخرين معها؛ وفي حالة التعنت ورفض الامتثال، وجبت الإقالة الفورية من المنصب..
ولكل هذه الأسباب، استقر رأي المكتب الوطني لنقابة "سماتشو"، أن يلتمس المعذرة من أشقائنا وزراء الإسكان والتعمير العرب، ومن باقي رؤساء وفود المنظمات الدولية والعربية والجهوية المشاركين في المنتدى الوزاري العربي للإسكان والتنمية الحضرية الذي سينعقد بالرباط ما بين 21 و23 من شهر دجنبر الجاري.
فكيف تسمح المسؤولة عن "التواصل والتعاون" لنفسها، ولو سهواً ومن غير قصد، أن تعطي إلى السيد الوزير وثيقة تتضمن خطأً فادحاً، يوقع عليها شخصيا، ويبعث بها إلى كافة الوفود المشاركة في المنتدى؟!! مما خلق نوعاً من الارتباك ودفع بالعديد من الوزراء وبعض من رؤساء الوفود، إلى مباشرة الاتصال بمقر كتابة الوزير المنبوذ والمخلوع نبيل بنعبد الله، يستفسرون عن التاريخ الصحيح لانعقاد هذا المنتدى!! فهل هو يوم الأربعاء أم يوم الخميس؟!! حيث إن يوم الأربعاء يوافق 20 دجنبر 2017، وليس 21 كما جاء في البرنامج الملحق بالدعوة الرسمية الموجهة للجميع!!
(انظر الصورة داخل المربع)
(*): انظر بيان 24 نونبر 2017 بعنوان: "إذا أسندت الأمور إلى غير أهلها فانتظر الساعة: العبث وسوء التنظيم ومخلفات الوزير بنعبد الله" .../...
فهل أدركت مديرة "التواصل والتعاون" بقطاع الإسكان وسياسة المدينة، مدى خطورة خطئها، وتأثيره على سمعة ومكانة أحد أقطاب المغرب في جلب الاستثمارات الخارجية، نظراً للسمعة الطيبة الجيدة والرفيعة التي يتميز بها؟!! والمهنية الكبيرة وكذا حسن ضبط كل التفاصيل عند التواصل والتشاور والتفاوض وعند إبرام الاتفاقيات والتعهدات والمعاهدات؟!! وقبلهم عند تهيئ الوثائق وتحضير الملفات؟!!
وما حدثُ توقيع مشروع إنجاز المجموعة الصينية BYD لمنظومةٍ صناعيةٍ للنقل الكهربائي في المغرب عنا ببعيد، حيث تم تحت إشراف عاهل البلاد، التوقيع يوم السبت ما قبل البارحة على شراكة في الموضوع..
فكيف للمسؤولة عن هذه "المديرية" أن تعطي للسيد مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، ووزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة بالنيابة، الشخصية الكرسماتية، المعروفة على الصعيد العالمي والمنظمات الدولية وخاصة في الميدان المالي، وعند الأشقاء العرب ومنهم على الخصوص دول الخليج العربي التي تتق كامل الثقة في منظومتنا المبنية على ضبط الأمور في كل صغيرة وكبيرة، وفي كل تعاملاتنا وحساباتنا وتوقعاتنا؟!!
وقد يبدو للبعض أن هذا الخطأ بسيطٌ جدّاً!! ولكن عندما يتم على صعيد دولي وفي إطار رسمي، ومن طرف بلد يُكنُّ له الجميع كل التقدير والاحترام، ويعترف الجميع بكفاءة مسؤوليه ومهنيتهم العالية في ضبط، ليس فقط أصول الأمور ولكن حتى جوانبها وفروعها وكل تفاصيلها، يُصبح الخطأ جد فادحاً، لأنه سيعكِّر مما لا شك فيه، صفاء الصورة المرسومة عن المغرب عند البعيد والقريب، وسيكون وراء تساؤلات عدة نحن في غنى عنها..
تبعاً لهذ المعطيات ولأسباب سبق ذكرها، وحتى لا يقول قائلٌ: "مسكين مولاي حفيظ العلمي، ما بقى قادر يضبط حتى أيام الشهر وتواريخه!!"، فإننا على صعيد نقابة "سماتشو SMASCHU"، العضو في اتحاد النقابات المستقلة بالمغرب USAM، نطالب السيدة "مديرة التواصل والتعاون" بتقديم استقالتها من مهام المسؤولية.. وإن هي تعنّتت في موقفها، فإننا ندعو مسؤولي الوزارة بإقالتها من مهامها.. وهذا أمرٌ لا مفرَّ منه ولا بديل عنه..
فالوزارة تعج بأطر يتمتَّعون بتجربة دولية وكفاءة عالية ومهنية مقتدرة وشخصيات مقنعة، بإمكانها تحمل كل مسؤولياتها عن جدارة واستحقاق، ولن يهمها سوى شرف وسمعة الوزارة وحب الوطن، وإن غابت عن المسؤولين بعضٌ من أسماء هؤلاء، فإن نقابة "سماتشو"، مستعدة لأن تدلهم عن من باستطاعته أن يُعطي قيمة مضافة للوزارة وأن يتحمل مسؤولياته بحق وجدية!!
فوزارتنا، وبلادنا، ليست محتاجة إلى "علب سوداء" تحفظ أسرار ناهبي المال العام!! ولا إلى "دُمى كرتونية" تنفذ الأوامر وتراوغ المساطير، وتسهر على نصب غطاء لعمليات مشبوهة وغير قانونية، وحتى لو تحملت هي يقيناً عواقب الأمور ونتائجها السيئة..
ونقابة "سماتشو" قادمة على فك رموز هذه "العلب السوداء" وفتح كل شفراتها، وفضح الأسرار التي تتضمنها والخاصة بمن سهر على نشأتها وتطورها من المخلوعين بالتبعية، وكذا الطرق والأساليب الملتوية التي كان يتم اللجوء إليها من أجل الاستغناء وأكل المال الحرام..