انخرط الشباب الاتحادي بشكل قوي في دينامية حركة 20 فبراير دون أي إذن مسبق من قياديه في تحريك مياه البركة الآسنة والمساهمة بفعالية كبيرة في الحراك السياسي والاجتماعي،وذلك من خلال المشاركة في كل الخطوات النضالية الأولى لحركة 20 فبراير من منطلق الحذر وفرض الذات وفاءًا للأفكار والمواقف وللإستراتيجية الخيار النضال الديمقراطي لإتحاد الاشتراكي . تبلورت المشاركة في المسيرات الاحتجاجية على شكل اصطفاف يحمل شعارات ولفتات وتوحي بطبيعة المعطف الذي يرتده هذا التنظيم والخلفية السياسية للشباب الاتحادي وهو ما يتنافى والمرحلة الراهنة، وتجلى دالك في مسيرات 20 فبراير و 20 مارس، لكن مع سرعة التغييرات الجذرية التي رسمت خريطة سياسية جديدة في المنطقة العربية واختزلت قرن الثورات الأوروبية في فصل ربيعي. فما كان للأفكار ومواقف الشباب الاتحادي إلى أن تساير سرعة رياح التغيير وتأقلم مع طبيعة المتغيرات السياسية الظرفية. وهكذا تغيرت أنماط اشتغال وتعامل إتحاديو20 فبراير مع الحركة وهذا ما يعكس نباهة وليونة الفكر الاتحادي ، ويتضح دلك من خلال الانصهار والاندماج بشكل تام في الدينامية الاجتماعية و المشاركة بفعالية كبيرة في لجانها الوظيفية وانتهى هدا البعد الجماهيري للحركة بالمسيرة الشعبية الوحدوية ليوم 24 أبريل التي كان لإتحاديو20 فبراير الفضل في تحويل وتحديد مسارها انطلاقا من حي شعبي الانتهاء بحي شعبي ، وكان لقرار الانصهار أثار إيجابية على حجم المسيرة التي عرفت تجاوب سكان الأحياء الشعبية المستهدفة، كما شكل الحضور القوي للشباب الاتحادي في الجموع العامة للحركة دور ايجابي في الحفاظ على توازنات السياسية بداخلها ودعم التوجه الديمقراطي والحداثي والتقدمي في كل خطواتها النضالية . هكذا يتضح أن الشباب الاتحادي استغل الفرصة السياسية بشكل أتاح له الفرصة في التخلص الشرنقة التنظيمية الممركزة وتحرر من كل الضوابط الشكلية والمعقدة في اتخاذ القرارات السياسية الكبرى بحيث أصبح لإتحاديو20 فبراير قراراتهم التي تنسجم مع التوجهات الحقيقية للحركة الاتحادية. انعكس هذا الفكر الجديد لإتحاديو20 فبراير على البيت الداخلي الذي تلخص في المقاربة الأفقية والتواصل بكيفية مباشرة على المواقع الاجتماعية بين الشباب الاتحادي الناشط في حركة 20 فبراير ،وتحديد خطط إستراتيجية من اجل اضطلاعه بدوره في أنتاج واقع فكري جديد وخلق أفكار جديدة أو تغيير نماذج التفكير وابتكار ممارسات فكرية وسياسية جديدة. وبهدا شكلت ممارسة الشباب الاتحادي لاستقلاليته وسلطانه سابقة في تاريخ حياة كل التنظيمات السياسية المغربية بصفة عامة . وبالتالي يكون التحول الفكري للشباب الاتحادي سباقًا في إستعاب شروط المرحلة السياسية التاريخية لمغرب ما بعد 20 فبراير والدي ستكون له بدون شك انعكاسات داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وخاصة القيادة الحزبية بعدما اتضحت المؤهلات السياسية والقدرات التنظيمية لشباب اتحاديو 20 فبراير على تنظيم ملتقى وطني تواصلي لأكثر من 520 شاب وشابة في شهر مايو فارط ، وكدا تنظيم سلسلة من الندوات بالمعاهد والمؤسسات الجامعية بمدينة الرباط التي انطلقت في 21 أكتوبر الجاري، حيت عرفت الندوة الأولى المنظمة بمعهد الحسن الثاني مشاركة أكثر من 300 طالب وطالبة تحت عنوان :" الوضعية السياسية الراهنة وانتخابات 25 نونبر " مع العلم ستتواصل أشغال باقي الندوات .هده الدينامية الكثيفة لشباب اتحاديو 20 فبراير تهدف إلى انفتاح المجتمع وتحديث أنماط تفكيره وبلورة وعي سياسي قادر على النهوض بالمجتمع وتكريس الممارسة السياسية على أسس ديمقراطية كمرتكز لبناء نظام الحكم بمقومات ديمقراطية يؤمن بالعدالة الاجتماعية والكرامة لكافة أبناءه . ناشط في إتحاديو20 فبراير