صديق لبن علي مؤيد لقمع المتظاهرين وكان وراء التدخل العسكري الخليجي في البحرين يشرف وزير الداخلية السعودي البالغ النفوذ الأمير نايف بن عبد العزيز، الذي قد يعين وليا للعهد اثر وفاة شقيقه الأمير سلطان، على محاربة تنظيم القاعدة في المملكة التي تتبع نهجا محافظا. ويعتبر كثيرون الأمير نايف (78 عاما) أكثر صرامة من الملك عبد الله (87 عاما) الإصلاحي الحذر، لكنه في الواقع براغماتي يرغب في وصف نفسه بأنه في خدمة الملك وولي عهده الذي توفي السبت. ويقيم الأمير نايف الذي يتولى منصبه منذ أكثر من 35 عاما علاقات جيدة في معظم أنحاء العالم العربي. وقال دبلوماسيون غربيون انه لعب دورا مهما في قرار المملكة استضافة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي في يناير، وإرسال جنود إلى البحرين للمساعدة في ترسيخ الأمن اثر تظاهرات قادها الشيعة في المملكة الصغيرة المجاورة. ولد الأمير نايف العام 1933 في الطائف وتولى إمارة الرياض عندما كان في العشرين من العمر قبل أن يعين نائبا لوزير الداخلية العام 1970 ومن ثم وزيرا العام 1975. وواجهت وزارته تحديات الصعود القوي للقاعدة مع تشعباتها في السعودية التي تعرضت لهجمات دامية ضمن موجة من الاعتداءات بين العامين 2003 و 2006. وأدت الحملات الأمنية إلى فرار قادة التنظيم وعناصره باتجاه اليمن حيث اتحدوا مع الفرع المحلي تحت مسمى "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" التي تشكل تهديدا للمصالح السعودية. كما حلت أجهزة وزارة الداخلية الهيئات التي تجمع التبرعات لشبكة أسامة بن لادن. وتم تكليف نجله الأمير محمد بن نايف برنامج المناصحة لتاهيل المتطرفين العائدين من غوانتانامو، وقد تعرض في غشت 2009 لمحاولة اغتيال نفذها احد عناصر القاعدة قادما من اليمن. إلا أن وزارة الداخلية قمعت كذلك ناشطين حقوقيين الأمر الذي دفع بمنظمات حقوق الإنسان إلى انتقادها. يذكر أن الأمير نايف كان أعلن للصحافة انه لا يرى فائدة من انتخاب أعضاء مجلس الشورى، وعددهم 150 يعينهم الملك، أو من وجود النساء في المجلس. كما دافع أحيانا عن رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتهمين بسوء التصرف في بعض الأوقات. وفي الأشهر المنصرمة، حرصت أجهزة وزارة الداخلية على عدم انطلاق تظاهرات مماثلة لما يجري في بعض البلدان العربية. وتقدم الأمير نايف بالشكر علنا للسعوديين نظرا لعدم تجاوبهم مع دعوات للتظاهر أطلقها ناشطون محليون. وتشرف وزارة الداخلية كذلك على الأمن في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط، حيث معظم الأقلية الشيعية التي تشهد حراكا تراه الرياض تدخلا إيرانيا في شؤونها الداخلية. --- تعليق الصورة: الدكتاتور التونسي الهارب إلى السعودية، زين العابدين بن علي (يمين) رفقة ضيفه نواف بن عبد العزيز