تساءل الموقع الإخباري الفرنسي المعروف (rue89) عما إذا كان المغرب يحتاج فعلا الى مشروع مثل "تي جي في"؟، وقال الموقع إن المغاربة منقسمون حول زيارة يقوم بها نيكولا ساركوزي يوم الخميس إلى طنجة، لإطلاق البدء في مشروع لإنجاز خط للقطار فائق السرعة والذي سيربط بين طنجةوالبيضاء عبر الرباط ، الصفقة حازت عليها شركة ألستوم الفرنسية، وحسب نفس الموقع فإن هناك الكثير من الشكوك حول شفافية هذه الصفقة. جانب واحد في الرواية الرسمية ويضيف الموقع الفرنسي "هناك ترحيب رسمي بقدوم التكنولوجيا الحديثة إلى التراب المغربي؛ والتصفيق لهذا الاستثمار الضخم في البنية التحتية يبرر رسميا على انه سيخلق فرص العمل في سوق الشغل المغربية. كما يتم الرد على منتقدي المشروع من خلال فوائد تي جي في على المغرب حيث سبق له أن ساهم في تغيير جغرافيا أوروبا وبعض الدول الأخرى مثل كوريا الجنوبية أو الصين. صفقة "تي جي في" لتعويض صفقة رافال ويقول نفس الموقع إن "صفقة تي جي في منحت لفرنسا في عام 2007، بعد ضغط من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ، لتعويض الخسارة الناجمة عن خسارة فرنسا لصفقة بيع طارئرات رافال المنتجة من طرف شركة(داسو) للمغرب، وكانت صفقة الطائرات قد فازت بها "اف 16" الأمريكية، كما هو موضح في جريدة الفيغارو (بتاريخ، 3 أكتوبر 2007)". وأورد الموقع ما جاء في نفس الجريدة "اليوم ،على الرغم من الجهود التي تبذلها الدولة الفرنسية، قرر الملك المغربي محمد السادس رفض طلب القيادة الفرنسية شراء طائرات رافال الفرنسية". وللتعويض عن فشل المفاوضات التي بدأت في أبريل 2006 حول صفقة رفال، ينبغي على المغرب وفقا لجريدة لوفيغارو ، القيام بمشروع خط القطار فائق السرعة يربط بين مدينتي الدارالبيضاء أو مراكشالصويرة. فهذا من شأنه أن يحقق صفقة كبرى لشركة الستوم الفرنسية، كما سيدفع هذا الأمر لاستمرار زيارة نيكولا ساركوزي للمغرب المقررة بعد 20 أكتوبر2006". ثلاثة ملايير أورو ثمن الصفقة وحسب ذات الموقع فإنه و "منذ بداية هذه الصفقة الدبلوماسية جدا ، بدأت الانتقادات، فالمدونون المغاربة أشاروا إلى أن السعر المبدئي، في إطار اثنين مليار أورو ، وارتفع اليوم وأصبح ثلاثة مليارات ، أي 50 ٪ أكثر من ذلك. وقد تعرض التمويل إلى عقبات، بعد اعتراض ألمانيا على منح المغرب قرضا من بنك الاستثمار الأوروبي، وذلك بسبب عدم تقديم طلب عروض شفاف لصفقة ت جي في الذي فازت به الستوم الفرنسية ولم يسمح للشركات الألمانية أيضا بالمنافسة على المشروع". ويقول الموقع إن الكثيرين يتساءلون "عن جدوى مثل هذا الخط عالي السرعة باهظ الثمن، في بلد حيث ثلث السكان لا يزال أميا، كما القدرة الشرائية للغالبية العظمى من السكان ستجعلهم يستبعدون شراء تذاكر القطار فائق السرعة، حتى لو كانت مدعومة من طرف الدولة". "السيد ساركوزي وفر علينا سخريتك" ونشر الموقع مقتطفات من رسالة مفتوحة من المدون المغربي الشهير "العربي"، موجهة إلى نيكولا ساركوزي عشية زيارته للمغرب، مما جاء فيها: "وكما ترون ، السيد ساركوزي ، عرض ت جي في الذي قدمتم مكلف جدا، بل هي حماقة مالية، وخاصة بالنسبة لبلد مثل المغرب. فهذه الصفقة تلزم الحكومة المغربية على التمويل عبر القروض الضخمة التي نفسك وصفتها بأنها انحراف في هذه الأوقات من الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية. حتى إنها جريمة اقتصادية ، إن وجدت، في الظرفية الحالية". وتضيف الرسالة "بالتأكيد مستشاريك الخاصين جمعوا لك الملاحظات حول آراء الخبراء الاقتصاديين المغاربة حول المشروع وفائدته وجدواه الاقتصادية. ويكفي هنا أن أقتبس لك ملاحظة اقتصادي مغربي واحد وهو، محمد برادة ، وزير المالية السابق للحسن الثاني ، الذي لا يعرف كمعارض والذي أعلن مؤخرا في الشهرية الاقتصادية "ماروك انتروبريز" ما يلي : "إذا لم نكن قد استثمرتنا في ال تي جي في، كان يمكن تحقيق وثيرة نمو في هذا الوقت من الأزمة، بتخصيص هذه الأموال لتمويل المشاريع التي تخلق فرص العمل". وخلص العربي إلى مخاطبة ساركوزي: "أردت أن أذكرك بهذه الحقائق على أمل أنه خلال زيارتك للمغرب سوف تجنبنا سخريتك وتباهيك في فرنسا بالنموذج المغربي، والديمقراطية، وأشياء أخرى... وذلك في الوقت الذي يخرج فيه الشباب في حركة 20 فبراير، للمطالبة بالديمقراطية وبإصلاحات سياسية...". الرئيس "البطة العرجاء" ويرى الموقع الفرنسي أن "الشباب في حركة 20 فبراير يعتبرون أن إصلاحات الملك غير كافية، ولكن حركتهم، إذا ما استمرت على تعبئة حشود كبيرة في الشارع، كما في نهاية الأسبوع الماضي، ستشكل ورقة ضغط على النظام السياسي في المغرب لانتزاع المزيد من الإصلاحات". وهنا كشف الموقع أن نيكولا ساركوزي ، خلال الجولة المكوكية له للمغرب، "لن يقوم فقط بوضع الحجر الأساس لمشروع" تي جي في" بل سيقدم الدعم الكامل لإصلاحات الملك، من خلال الإشادة ب "الاستثناء المغربي" في الثورات العربية، وغياب العنف عن مسيرات الشارع المغربي، ومن خلال تحديث الحياة السياسية تدريجيا بالمغرب.." لكن الموقع يرى أن هذه الأسباب الثلاثة غير كافية لتقديم الدعم لملك المغرب من طرف ساركوزي. ولاحظ كاتب المقال على الموقع الفرنسي " الزيارة التي قام بها نيكولا ساركوزي لا تذهب بشكل جيد للغاية لأن جزء من الرأي العام في المغرب. خصوصا المغاربة، المرتبطين إلى حد بعيد بالأنباء الفرنسية، يعلمون أنه "بطة عرجاء" ، كما يقول الأميركيون لرئيس الدولة في نهاية ولايته...