جرت في جزر ماديرا بالبرتغال تحت إشراف أممي ووسط تكتم رسمي مغربي جرت في الفترة من 13 إلى 16 ديسمبر 2011، لقاءات سرية بين مثقفين من أقاليم الصحراء الخاضعة للمغرب ومخيمات تندوف حيث توجد معسكرات جبهة "البوليساريو"، وذلك يجزر ماديرا البرتغالية، وتحت إشراف أممي. وتدخل هذه اللقاءات التي جرت تحت إشراف الأممالمتحدة، في إطار إجراءات بناء الثقة التي سبق للمغرب و"البوليساريو" أن وافقا عليها في المفاوضات الجارية بينهما تحت إشراف أممي. وعلم موقع "لكم" من مصادر شاركت في اللقاء، أنه خصص للثقافة الحسانية، وحضره 34 من الشعراء والفنانين والمثقفين الصحراويين من الأقاليم الصحراوية ومن مخيمات تندوف. ومن جانب الأقاليم الصحراوية حضر 17 مثقفا وفنانا وشاعرا صحراويا تم انتقاؤهم في سرية تامة، وصاحبهم في سفرهم إلى الجزر البرتغالية الواقعة في عرض المحيط الأطلسي مسؤول كبير من وزارة الداخلية وضابط عسكري برتبة كبيرة. وأشرف على تنظيم اللقاء مسؤولون عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وقضى المشاركون في اللقاء أربعة أيام ظلوا يعيشون خلالها في نفس المكان، وتبادلوا خلالها نقاشات ثقافية حول مواضيع ذات صلة بالثقافة الحسانية، من قبيل الشعر الحساني : فنونه ومضامينه، الأمثال والحكم والأحاجي، الحكايات الشعبية، الموسيقى الحسانية وطبيعة بحورها.. وتندرج مثل هذه اللقاءات في إطار اللقاءات التواصلية بين الصحراويين والتي تسعى الأممالمتحدة إلى التكثيف منها في إطار إجراءات الثقة التي ترعاها الأممالمتحدة، من قبيل تبادل الزيارات العائلية، وفتح خطوط هاتفية بين مخيمات تندوف والأقاليم الصحراوية، وضمان التواصل عبر البريد، وإجراء لقاءات رياضية وتنظيم مخيمات شبابية و ثقافية على غرار لقاء ماديرا، وفتح خطوط برية للزيارات العائلية، ونزع الألغام... وكان الطرفان المغرب والبوليساريو قد وافقا على هذه الإجراءات في لقاءات مانهاست عام 2007، وتمت برمجة لقاء ماديرا منذ عام 2007، لكن تحفظات أبداها الجانب المغربي أخرت تنظيم مثل هذه اللقاءات. وفي الوقت الذي احتفت في جبهة "البوليساريو" بلقاء ماديرا، ونشرت مواقع الكترونية تابعة للجبهة تفاصيل دقيقة عنه بما في ذلك الاستقبال الذي خصصه محمد عبد العزيز، زعيم الجبهة لوفدها المشارك في اللقاء، ساد تكتم شديد من جانب الطرف المغربي عن اللقاء، وحتى انتقاء المشاركين فيه تم في سرية تامة. يذكر أن الأممالمتحدة اختارت إجراء مثل هذه اللقاءات لتكون بعيدة عن الإعلام من أجل ضمان تواصل تلقائي بين الصحراويين بعيدا عن الصحافة وبدون سياسة. --- تعليق الصورة: أعضاء وفد الجبهة المشارك في اللقاء أثناء استقباله من قبل قيادة الجبهة لدى عودته إلى المخيمات