انطلقت صباح يوم السبت أشغال المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالمقر المركزي للحزب بالرباط. وتميزت أشغال المجلس بغياب العديد من الوجود القيادية في الحزب سواء تعلق الأمر بأعضاء المكتب السياسي أو أعضاء المجلس الوطني، وعلى رأسهم محمد الأشعري والعربي عجول وعلي بوعبيد الذين قرروا مقاطعة أشغال المجلس. وشدد الكاتب الأول للحزب عبد الواحد الراضي في كلمته باسم المكتب السياسي، على احترام مبادئ وتوجهات الحزب التي تأسس من أجلها ، مضيفا "أن الحزب فقد الكثير من رموزه، وضحى بالعديد من الشهداء وإننا متشبثون بقيم وفكر ومبادئ الاتحاد الاشتراكي، وعازمون على تفعيل الديمقراطية الداخلية والتي وحدها ستكون الفيصل بين الاتحاديين". كما ركز الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، على التطورات الأخيرة التي تعرفها قضية الصحراء، مبرزا أن الاتحاد الاشتراكي قام "بالعديد من المبادرات من أجل الدفاع عن قضية الصحراء وان مناورات خصوم الوحدة الترابية لن تنال من الإجماع الوطني"، كما أوضح عبد الواحد الراضي، أن التحركات الأخيرة للبوليساريو، تهدف إلى "توسيع صلاحيات المونورسو، عبر لعب ورقة حقوق الإنسان واقتسام الثروات". من جهة أخرى شدد الراضي على ما اعتبره " عدم الخلط في صراعنا مع الاسبان، بين الدولة الاسبانية التي تربطنا بها علاقات مهمة وبين بعض الأصوات المعادية للمغرب". إلى ذلك أكد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، على أهمية تخليق العمل السياسي، منتقدا الوضع الراهن. ودعا عبد الواحد الراضي، إلى إصلاحات شاملة وعامة تهم، الدولة والأحزاب والمجتمع، على حد قوله. كما طالب الراضي، بالتعجيل بإصلاحات سياسية واقتصادية ودستورية. وذكر الراضي في كلمته، أن حزبه هو الوحيد الذي تقدم بمذكرة في الموضوع، وأنه ( الحزب) مصمم على " تخليق الحياة السياسية ومحاربة استعمال المال والترحال الحزبي وإصلاح قانون الانتخابات". وخلص الراضي إلى كون الأقطاب والتعددية يجب أن تكون حقيقية لا موجهة، وأن الكثير من المؤشرات السلبية ستكون خطيرة على مستقبل البلاد إذا استمرت دون إصلاح، وأن إعادة الثقة في العمل الحزبي والمؤسسات تبقى في صدارة الأولويات" على حد قوله. وعلم موقع" لكم" من مصادر اتحادية متطابقة، أن أشغال المجلس الوطني للحزب الذي عهد برئاسته إلى فتح الله والعلو، ستشهد " نقاشات صاخبة" بعد زوال يومه السبت أثناء مناقشة تقرير المكتب السياسي. وحسب المصادر ذاتها، يرتقب أن تنصب المداخلات في اتجاه " محاسبة إدريس لشكر وأعضاء المكتب السياسي بسبب الكثير من الأخطاء المرتكبة والاختلافات المتراكمة التي باتت تمزق وحدة الحزب". وعن فحوى تدخلات ومحاور مناقشة أعضاء المجلس الوطني للحزب، أكدت نفس المصادر، أنها ستتوزع على تدخل إدريس لشكر في هيكلة القطاع النسائي، والتأثير في مجريات استكمال أجهزة نقابة الفيدرالية للشغل، الموالية للحزب، وتحضير مؤتمر الشبيبة الاتحادية، فضلا عن آداء برلمانيي الحزب في الغرفتين وأداء وزراء الحزب في الحكومة، بالإضافة إلى مناقشة مقررات وتوصيات المؤتمر الوطني الأخير للحزب وما يرتبط بها في مجال الإصلاحات السياسية والدستورية.