عما قريب سيخرجون من غيابات التهرب ليرجعوا إلى أصولهم الأولية وجذورهم الأصلية ، كل إلى مسقط رأسه ، ليضربوا بعرض الحائط أسباب غيابهم المطول عنكم ، ولن يجدوا أدنى صعوبة في الاستنجاد بقواميس المماطلة والتسويف والتعليل الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ، وسيقسمون بالله جهد أيمانهم أنهم على العهد باقون وفي نفس الطريق ماضون إلى أن يحققوا لأنفسهم ما تحلمون ويحلمون به وإنهم والله في هذه لا يكذبون . عما قريب سيعودون إليكم ضاحكين لا متكبرين ، يبتسمون للكبير منكم قبل الصغير ، ويسلمون على المشهور والمجهول في تواضع الزهاد الربانيين ، ولطواحين الهواء هم سيحاربون ، وبسيوف " دون كيشوتية " سيقتلون فيكم الفقر والقهر والبأس والحرمان وكل ما أنتم له تتجرعون ومنه الولدان تشيب وتفر . عما قريب ستسمعون نفس الأسطوانات المشروخة ، وستصغي آذانكم إلى عبارات باتت عندكم محفوظة ، وسيأتي إليكم من يحسن فن الخطابة أو يتقن إمساك مكبرات الصوت ليردد على مسامعكم ما تدركونه من نكبة أهل اليمين في بلاد أمير المؤمنين ، ونكسة اليسار في دولة البحار ، وخيبة الوسط أمام برامج اللغط والغلط ، وبؤس السياسة عند أحزاب " كارطونية " ميعت السياسة ، وبرودة المعارضة في جو ملؤه نعم في نعم ، حتى إذا انتهى من سرد سبه وشتمه وجفف ما اصطنع لعينيه من دموع شرع في بيع وهم يحرّم سبر الأغوار ولا يقدر على الغوص في عمق الأشياء . عما قريب سيخرجون من أفواههم وعودا لا تعد ولا تحصى ، فجيوش المعطلين ستشغل ، وطوابير المرضى ستعالج بالمجان ، ومعتقلو الرأي سيطلق سراحهم بلا قيد أو شرط ، وأسعار المعيشة المرتفعة ستنخفض ، والقضاء المعوج سيستقيم ، والدستور الجديد سينأى بنفسه عن الخروقات التي تشوبه وتعيبه ، وبسا وسوف ورب ولكن وحيث وحيثما وحينما ولما ولطالما ولعل وعسى وما زال وبإن وأخواتها وكان وعماتها ، وببوق ومزمار وناي وطبل وطبال وراقصة على الجراح سيرومون مواراة سوءات وعود سابقة وأخرى لاحقة بحثت لها عن ترجمان على أرض الواقع المرير فلم تجده مع كامل الأسف وبالغ الأسى . عما قريب سيعودون إليكم ليسألوكم بلسان المتسول المحتاج أن تمنحوهم أغلى ما يملكه المواطن في بلده ، صوت ما إن يضمنوه حتى يخرجوا بسرعة البرق عن نطاق التغطية فلا يرى منهم بعد ذلك أحد ولا يسمع لهم ركز ، بل قد يسمع عنهم أشياء وأشياء تجعل كل واحد منهم " سنمارا " يفلح في التأسي ب " عرقوب " غابر الأزمان إلى أبعد الحدود . عما قريب إليكم سيعودون ، وعما قريب ستكثر من حولكم البرامج والمخططات ، ويا لتشابهها ، ويا لشبهاتها ، برامج تستدعي الالتزامات القديمة من مرقدها لتلمع حتى تصبح حديثة العهد ، وحين تصبح كذلك يقسمون وهم " الحلافون " بأنها هي وبرامج الملك توائم شكلا ومضمونا ، فمن شكك فيها أو انتقدها فهو إما تيئيسي وإما عدمي وإما خائن لا يستحق العيش بين ظلال هذا الوطن . عما قريب إلينا سيعودون ، وحينئذ سيكثر عزفهم على الوتر الحساس فينا ، وسينظمون كل يوم وليلة ولائم وحفلات على ما تبقى من شرفنا ، وسيبذلون كل غال ونفيس لنيل مرادهم منا فهل ياترى سنشاركهم " إفكهم " فننسى ما صنعوه لنا ، وما صنعوا لنا إلا وطنا يعج بسلوكيات حرفت سكة الديموقراطية الحقيقية عن مسارها الصحيح ، ويرزح تحت رحمة لوبيات أخرتنا عن ركب المتقدمين ورمتنا لمخالب الفساد تفعل بنا ما تريد وقتما تريد . عما قريب سيعودون ... فماذا أنتم لهم قائلون ؟؟؟ http://www.goulha.com