15 أكتوبر, 2018 - 03:08:00 قال بلال التليدي، الباحث السياسي، إن خرجة عبد الاله بنكيران الأمين العام السابق لحزب "العدالة والتنمية" ومهاجمته لرشيد الطالبي العلمي ليست جديدة، فهو سبق أن صرح بأن الاتهامات التي أدلى بها العلمي غير مقبولة وتستدعي من الحزب أن يواجهها، لأن العلمي اتهم "البيجيدي" بالتآمر على الدولة وتخربيها علما أن حزبه حليف في الحكومة. وأضاف التليدي، وهو عضو "المجلس الوطني" (برلمان) حزب "العدالة والتنمية"، في تصريح ل "لكم" أن بنكيران سبق وأن عبر عن رأيه في الموضوع ولم يخفيه، ودعا الحزب أن يطالب العلمي بالاعتذار أو أن يخرج من الحكومة ولو تسبب ذلك في بلوكاج أو سقطت الحكومة لأن هذا عبث سياسي يجب أن لا يستمر. وأوضح التليدي أن بنكيران بالرغم أنه صرح بأن صمته قد بلغ مداه لكنه لن يعبر عن مواقف سياسية قوية قد تربك الحكومة، فهو بفمه قال دعوا الحكومة تعمل وقد تصيب وقد تخطئ. وأبرز التليدي أن هناك نفسا جديدا داخل حزب "العدالة والتنمية" ظهرت بترشيح نبيل الشيخي لرئاسة مجلس المستشارين، بالإضافة إلى الدينامية التي عبر عنها عبد الاله بنكيران. وأشار التليدي أنه في الأزمة السابقة مع "الأحرار" بعد تصريحات العلمي اكتفى "البيجيدي" ببلاغ للرد عليه فقط، واتضح أن سياسية التصعيد ثم التهدئة غير كافية لذلك قرر قيادة "البيجيدي" الاستجابة للنفس العام داخل الحزب وهو عدم الاستمرار في العبث السياسي وترشيح الشيخي لينافس حكيم بنشماش على رئاسة مجلس المستشارين. وأكد التليدي أن هذا النفس داخل "العدالة والتنمية" مبني على رفض التطويع والعبث السياسي وضرب استقلالية القرار السياسي. وشدد نفس المتحدث أن المهم في ترشيح الشيخي أنه ليس تكتيكا أو استراتيجية من قبل "البيجيدي" ، بل هو رسالة من الحزب أنه لا يقبل العبث السياسي الجاري حاليا، فكيف يعقل أن تصوت أحزاب الأغلبية على شخص في حزب بالمعارضة هذا لا يوجد في أي نظام سياسي بالعالم. وأشار التليدي أن حزب "العدالة والتنمية" وضع أحزاب الأغلبية الحكومية أمام مسؤوليتها، و"البيجيدي" عليه أن لا يساير هذا العبث. وأضاف التليدي أنه لو تمسك حزب "الاستقلال" بترشيح عبد الصمد قيوح وصوت له "العدالة والتنمية" سيكون هذا أيضا عبثا، لأنه من غير المعقول التصويت لحزب في المعارضة، لذلك كان أمام "البيجيدي" خيارين إما المقاطعة بشكل كامل والانسحاب أو تقديم مرشح. وأكد التليدي أن الشيخي ليست له حظوظ كبيرة للفوز برئاسة مجلس المستشارين لكن ترشيحه على الأقل سيضع أحزاب الأغلبية الحكومية أمام مسؤوليتها، ويظهر أن هذه الأطراف التي كانت سببا في البلوكاج تقوم بنفس الدور وتكرس العبث في السياسية بالمغرب، وتؤكد أيضا أن لعبة السياسة في المغرب تفتقد إلى المنطق. وأوضح نفس المتحدث أن "البيجيدي" قرر عدم التورط في هذا العبث السياسي وترشيح الشيخي هو أمر رمزي لأن النتيجة محسومة مسبقا، كما أن علاقته بأحزاب الأغلبية الحكومية فيما بعد لن تتأثر بدليل أنه تعرض للهجوم والسب واتهم بالتخريب لكنه أكمل الطريق مع نفس الأغلبية.