في اللحظات الأخيرة، وخلافاً لكل التوقعات، قررت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ترشيح نبيل الشيخي، رئيس الفريق في الغرفة الثانية، منافساً لحكيم بنشماش، في انتخابات تجديد رئيس مجلس المستشارين، المزمع تنظيمها غداً الاثنين. وبعد الانتقادات التي طالت الأمين العام لحزب العدالة والتنمية وقيادات الصف الأول لعدم ترشيح أي منافس أمام الحزب المعارض، وهو الأمر الذي خلف غلياناً واسعاً داخل التنظيم السياسي، خلص اجتماع استثنائي لقيادة الحزب، اليوم الأحد، إلى تقديم مرشح لانتخابات رئاسة المستشارين. ولجأت الأمانة العامة، في اجتماعها الذي خصص حيز كبير منه لموضوع انتخابات رئاسة مجلس المستشارين، إلى التصويت السري بعد نقاش حاد بين أعضائها. وقال سليمان العمراني، نائب الأمين العام للحزب، في تصريح لبوابة حزبه، إنه "تقرر بأغلبية كبيرة تقديم حزب العدالة والتنمية لمرشح عنه لهذه الانتخابات، وأسفر تصويت ثان عن اختيار الأخ نبيل الشيخي لهذه المهمة." وكان فريق "البيجيدي" بمجلس المستشارين أحرج العثماني بإصدار توصية تطالبه بضرورة تقديم مرشح ينافس بنشماش في هذا المنصب الهام. وأكد نبيل الشيخي على "أهمية واستعجالية اعتماد الحزب لموقف يقضي إما بتقديم مرشح للحزب بمناسبة هذا الاستحقاق، أمام تعذر تقديم مرشح باسم الأغلبية، أو مقاطعة هذه المهزلة برمتها، والامتناع عن المشاركة في مسرحية التصويت خلالها، لحجب تزكيته عن كل هذه الممارسات الملتبسة، التي تساهم، مع بالغ الأسف، في تكريس العبث، وإضعاف الثقة في العمل السياسي، ومصداقية العمل الحزبي". وأوضح الشيخي، في "تدوينة" على موقع "فايسبوك" اليوم الأحد، أن حزب العدالة والتنمية "لا يمكن أن يكون موقفه محايدا أمام مشاهد العبث التي تنسج خيوطها أمامه وأمام الرأي العام، والساعية إلى عزله وتحييد تأثيره في هذا الاستحقاق للتمكين للمرشح الوحيد، والمستهترة بفطنة وذكاء المواطنين، والمستهينة بتداعيات كل ذلك على صورة المؤسسة البرلمانية ومصداقية المسار السياسي ببلادنا". مصادر قيادية من داخل "البيجيدي" كانت قد استبعدت في تصريح لهسبريس ترشيح الحزب لمرشح باسمه، لكن يبدو أن الضغوطات التي مارسها فريق العدالة والتنمية بالمستشارين نجحت في إقناع الحزب الذي يقود الحكومة بضرورة تقديم منافس حفاظا على ماء وجهه. بدورها أكدت القيادية في الحزب نفسه آمنة ماء العينين أن فريقها ملزم بتقديم مرشحه، وقالت إن "مرشحا وحيدا من المعارضة ينافس نفسه وضع شاذ واستثنائي يعكس عبثية لم يكن حزب العدالة والتنمية ليقبل أن يكون جزءا منها، إذ كان في كل المحطات يختار موقعه بسهولة في المعركة". وأشارت ماء العينين إلى أن قرار حزب الاستقلال "مخيب للآمال، كما هو مخيب للآمال تردد حزب العدالة والتنمية إلى حدود اللحظة في إعلان مرشحه، خاصة بعد انسحاب الاستقلال بشكل غير مقنع من التنافس، علما أنه موقف حر لحزب يمارس سيادته في القرار دون أن يمنع ذلك إمكانية النقاش والاختلاف". وكانت الأغلبية الحكومية قررت عدم تقديم مرشح موحد لرئاسة الغرفة الثانية من البرلمان المغربي، إذ لم يتم التوافق على مستوى الأحزاب الستة المشكلة للحكومة على اسم معين لمنافسة بنشماش؛ لكن قرار ترشيح الشيخي من شأنه أن يعيد خلط أصوات الأغلبية والاستقلال أيضاً.