بعد تراجع حزب الاستقلال عن تقديم مرشحه لرئاسة مجلس المستشارين، وبقاء الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة مرشحا وحيدا لخلافة نفسه على رأس الغرفة الثانية للبرلمان، طالب فريق العدالة والتنمية في مجلس المستشارين قيادة الحزب بتقديم مرشح للبجيدي بعد فشل الأغلبية في تقديم مرشح مشترك، أو “مقاطعة المهزلة”. وقال نبيل الشيخي، رئيس فريق العدالة والتنمية، في مجلس المستشارين في تدوينة له، صباح اليوم الأحد، إنه “بمناسبة استحقاق انتخاب رئيس مجلس المستشارين، وأمام تكريس منطق المرشح الوحيد، الذي يتنافى مع أبسط مقومات التنافس الديمقراطي، والذي أبى البعض إلا أن يسعى إلى الترتيب له، وجعله أمرا واقعا، عبر مجموعة من الممارسات، والمواقف الملتبسة، والدفوعات الرديئة، التي تابعنا فصولها المؤسفة بقرائن متعددة، ومتواترة، أضحت حديثا شائعا على الألسن، على امتداد الأيام الأخيرة”. واعتبر الشيخي، أنه استحضارا للمستجد المتعلق بقرار حزب الاستقلال عدم تقديم مرشح له في هذا الاستحقاق، فإن حزب العدالة والتنمية “لا يمكن أن يكون موقفه محايدا أمام مشاهد العبث، التي تنسج خيوطها أمامه، وأمام الرأي العام، والساعية إلى عزله، وتحييد تأثيره في هذا الاستحقاق للتمكين للمرشح الوحيد، والمستهترة بفطنة وذكاء المواطنين، والمستهينة بتداعيات كل ذلك على صورة المؤسسة البرلمانية، ومصداقية المسار السياسي في بلادنا. ولا مناص من أن يكون موقفه، من مختلف هذه التطورات، واضحا وشفافا كما اعتاد في عدد من المحطات على امتداد مساره السياسي، والنضالي، ولكي يحافظ على قدرته على التعرف على نفسه كما اعتادها، وقدرة المواطنين على التعرف عليه كما عهدوه”. وقال الشيخي، إن أعضاء فريقه النيابي المجتمعين، أمس السبت، أجمعوا على هذا الرأي، ورفعوا توصية إلى الأمانة العامة للحزب، لحثها على أهمية، واستعجالية اعتماد الحزب لموقف يقضي إما بتقديم مرشح له بمناسبة هذا الاستحقاق أمام تعذر تقديم مرشح باسم الأغلبية، أو “مقاطعة هذه المهزلة برمتها، والامتناع عن المشاركة في مسرحية التصويت خلالها، لحجب تزكيته عن كل هذه الممارسات الملتبسة، التي تساهم، مع بالغ الأسف، في تكريس العبث، وإضعاف الثقة في العمل السياسي، ومصداقية العمل الحزبي”.