شرع المناهضون لمشروع العهدة الخامسة للرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، في التحرك بشكل ميداني، بعدما قرروا النزول إلى الشارع والتجمع، صباح اليوم الأحد، ب"ساحة الشهداء"، أشهر ميدان في العاصمة الجزائرية، من أجل التعبير عن رفضهم لهذا التوجه. التجمع الذي دعت إليه حركة "مواطنة"، شاركت فيه بعض الوجوه السياسية، مثل زبيدة عسول، رئيسة حزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي، والجيلالي سفيان، رئيس حزب جيل جديد، وأيضا نشطاء حقوقيين، يتقدمهم الرئيس السابق للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، صالح دبوز. وشهد مكان التجمع انتشارا مكثفا للشرطة التي قامت بتفريق المحتجين، ونقل عدد من المتظاهرين إلى المخافر، قبل أن تخلي سبيلهم لاحقا. ويأتي هذا التحرك الجديد بعد اجتماع عقدته حركة "مواطنة"، والتي تضم عدة شخصيات سياسية وحقوقية محسوبة على المعارضة، وأصدرت بعده بيانا عبرت من خلاله عن رفضها لمشروع العهدة الخامسة. وكانت الجزائر قد شهدت، مؤخرا، جدلا كبيرا، بعد انطلاق الأحزاب السياسية المحسوبة على السلطة، ممثلة في حزب جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي، في إعلان دعم العهدة الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. مباغتة وتحرك ترى الناطقة الرسمية باسم حركة "مواطنة"، زبيدة عسول، أن الجزائر تمر ب"وضعية خطيرة" تفرض على جميع القوى السياسية "التحرك في اتجاه واحد يمكن من توقيف مشروع السلطة من تنفيذ مخطط العهدة الخامسة". وتقول عسول "تعمدنا اليوم الخروج إلى الشارع للهدف ذاته، لأن العديد من المواطنين يتساءلون عن سر بقاء أغلب المبادرات السياسية حبيسة المكاتب واللقاءات، دون أن يكون لها أي وقع في الشارع وفي الميدان". وتضيف المسؤولة المدنية: "تعمدنا أيضا عدم الإعلان والإشهار لنشاطنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأننا حاولنا مباغتة السلطات حتى لا تمنعنا من التجمع في ساحة الشهداء". وتؤكد عسول أن "المبادرة لاقت ترحابا كبيرا من طرف المواطنين"، معتبرة أن ما تقوم به بعض الأحزاب المحسوبة على السلطة "يعد مخالفا للدستور والقانون في الجزائر"، خاصة ما تعلق ب"إعلان الحملة الانتخابية دون قيام الرئيس باستدعاء الهيئة الناخبة، ولا ترشيح نفسه، وبدون أن يوافق المجلس الدستوري على ملف ترشحه". "هذا مناف لجميع القيم السياسية، ويعبر عن تدهور الوضع العام في البلاد"، تستطرد الناطقة الرسمية باسم حركة "مواطنة". "ما كنا نخشاه أصبح حقيقة أمام أعنينا، فالرئيس وفق، هذا السيناريو، تحول فعلا إلى رهينة في أيدي هؤلاء الذين يريدون ترشيحه، وهو الذي لم يبد أي موقف، ولم يتكلم مع الشعب منذ أزيد من 6 سنوات"، تردف زبيدة عسول. معارضة المعارضة في المقابل، يرد القيادي في حزب جبهة التحرير وعضو لجنته المركزية، سمير بطاش، على مظاهرة حركة "مواطنة"، معتبرا أن "ما تقوم بعض الأطراف المحسوبة على المعارضة هو نوع من التخبط الذي لن يضيف أي شيء للمشهد السياسي في الجزائر". ويضيف بطاش "الذين خرجوا اليوم للشارع وأبدوا معارضتهم لترشيح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة يبحثون عن بعض الأضواء الغائبة، لأنهم يعتقدون أن أي تحرك وسط العاصمة قد يجلب إليهم إشهارا مجانيا داخل الوطن وخارج الوطن، خاصة بعدما سمعوا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيحل بالجزائر قريبا". ويتساءل المتحدث ذاته عن "خلفيات اختبار هؤلاء المعارضين للشارع، وعدم اعتمادهم على القواعد النضالية داخل أحزابهم"، من خلال "تنظيم لقاءات وتجمعات سياسية حتى يظهروا مواقفهم ويجندوا أكثر عدد من أتباعهم لمبادرتهم". "هؤلاء يدركون جيدا بأنهم لا يملكون قاعدة قوية من المناضلين، وكل ما يقومون به شيء فارغ ولا يفضي لأي شيء"، يستطرد بطاش. ويلفت القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني إلى أنه "من حق حزبي 'الأفلان' و'الأرندي' أن يطالبا بعهدة خامسة للرئيس بوتفليقة، لأن الموقف هو في الأصل دفاع عن الإنجازات الكبيرة التي تحققت في عهدته". "ما يؤسف له في خرجات الأطراف المعارضة في الجزائر هو أن كل أنشطتها وخرجاتها هي عبارة عن ردود فعل، في حين أن المطلوب هو تقديم برامج بديلة ولم لا تقديم مرشحين عنها في الرئاسيات المقبلة، فتكون الكلمة للشعب ليختار من يشاء"، يضيف القيادي في حزب جبهة التحرير الحاكم. المصدر: أصوات مغاربية