أبانت مضامين رسائل التهنئة، التي توصل بها الملك محمد السادس، بمناسبة عيد العرش أن الزعماء العرب تفادوا الإشارة إلى الدستور الجديد باستثناء الرئيسين الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة والسوري بشار الأسد. واكتفى أغلب الزعماء العرب باجترار نفس التعابير الإنشائية والدعوات للملك بطول العمر وموفور الصحة وللشعب بالتقدم والازدهار التي يمكن أن تتكرر في كل برقية وفي مناسبة لأخرى، ويمكن فقط تغيير العنوان ووجهة المُرْسَل إليه. بن عبد العزيز آل سعود، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، قال في برقية مختزلة، وكأنه كتبها على عجل،" يطيب لنا بمناسبة ذكرى تولي جلالتكم مهام الحكم في بلدكم، أن نبعث لجلالتكم، باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية وباسمنا، أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة لكم ولشعب المغرب الشقيق اطراد التقدم والازدهار"، مشيدا "بتميز العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين والتي نسعى لتعزيزها وتنميتها في جميع المجالات". "صاحب السمو الملكي" الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بالمملكة العربية السعودية، والذي ما يزال يقضي فترة نقاهة، كان أكثر اختزالا وكتب برقية تتجاوز كلماتها بالكاد الكلمات التي تشير إلى صفاته، وجاء في برقيته "يسرني بمناسبة ذكرى تولي جلالتكم مهام الحكم في بلدكم، أن أعرب لجلالتكم عن أبلغ التهاني، وأطيب التمنيات بموفور الصحة والسعادة لكم، ولشعب المغرب الشقيق المزيد من التقدم والازدهار". الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، الذي تتواصل في بلاده دعوات الإصلاح، اكتفى بالتعبير، باسمه وباسم شعب المملكة الأردنية الهاشمية وحكومتها، "عن أحر التهاني القلبية وأصدق المشاعر الأخوية لجلالة الملك، داعيا الله تعالى أن يعيد هذه المناسبة العزيزة على جلالته بدوام الصحة والعافية وعلى الشعب المغربي الشقيق بالمزيد من التقدم والازدهار"، كما جاء في البرقية. وسار العماد ميشال سليمان، رئيس الجمهورية اللبنانية، على نفس المنوال، معربا "عن أحر التهاني وأصدق التمنيات، سائلا المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة على جلالة الملك بالصحة والهناء"، كما أشار "بالعلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، وبالتضامن المستمر في مختلف المجالات تلبية لطموحات الشعبين المغربي واللبناني في التقدم والرفاهية والازدهار". الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر، أيضا، "عن أحر تهانيه القلبية لجلالة الملك وللشعب المغربي وعن أخلص أمانيه بالصحة والسعادة والتوفيق، راجيا للشعب المغربي الشقيق الخير والسعادة"، مؤكدا على مشاركة شعب الإمارات فرحة الشعب المغربي بهذه المناسبة. أيضا، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، أكد مشاركة شعب الإمارات فرحة الشعب المغربي بهذه المناسبة، معربا ل"جلالة الملك عن أخلص المتمنيات بالصحة والسعادة والتوفيق الدائم وللشعب المغربي الشقيق بالتقدم والرفاهية". أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني، الذي يحاول تقديم بلاده كدولة مؤمنة بالقيم الديمقراطية، اكتفى بالقول "تتيح لي مناسبة ذكرى جلوسكم الميمون فرصة طيبة لأعرب لكم، ولشعب المملكة المغربية الشقيق، باسم شعب دولة قطر وباسمي شخصيا، عن أطيب التهاني والتبريكات، مقرونة بصادق التمنيات لجلالتكم بموفور الصحة والسعادة وللشعب المغربي الشقيق بموصول التقدم والازدهار في ظل قيادتكم الحكيمة". فؤاد المبزع، رئيس الجمهورية التونسية المؤقت، الجالس حاليا محل الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الهارب الذي كان أول من تسقطه ثورات الربيع العربي، صاغ نفس العبارات الإنشائية التي يمكن أن يكررها في مناسبة أخرى إن طال به البقاء في الرئاسة المؤقتة. المثير أن بشار الأسد، رئيس الجمهورية العربية السورية، الذي يجلس الآن على بلاد تشتعل من تحت، تجاوز عبارات "أخلص التهاني والتبريك"، وتحدث عن "الإنجاز الهام لبناء دولة القانون في هذه المرحلة التاريخية من حياة المغرب بظهور نتائج التصويت على التعديلات الدستورية، والتي عبرت عن تلك المسؤولية العالية والروح الوطنية للشعب المغربي"، بل أن الأسد، الذي يواصل "قتل شعبه وكأنه يسير في اتجاه تحرير الجولان المحتل من طرف إسرائيل"، ذهب بعيدا حين أورد أن تلك التعديلات الدستورية جاءت متوافقة مع إرادة الملك محمد السادس "لإنجاز إصلاحات جوهرية باقتراح دستور جديد لتعزيز ركائز نظام الملكية الدستوري الديمقراطي البرلماني والاجتماعي وإرساء نظام ديمقراطي يحقق عملية البناء واستكمال التنمية الشاملة للارتقاء بشعب المملكة إلى أعلى المستويات الحضارية". الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة تطرق، أيضا، للدستور حين نوه ب"الانسجام والالتحام الذي عبر عنه الشعب المغربي بكل مكوناته من خلال إجابته عن الاستفتاء حول الدستور الجديد والإصلاحات التي بادرتم بها للدفع ببلدكم صوب التحول الديمقراطي والمشاركة الجماعية والحكامة الراشدة التي تتطلع إليها شعوب منطقتنا في تسيير شؤونها والحفاظ على ثوابتها التاريخية والثقافية والحضارية والدينية". --- تعليق الصورة: الزعماء العرب في صورة سابقة قبل ثورات الشعوب