شدد ناشطون جزائريون في القضية الأمازيغية على رفضهم لأي استغلال سياسي للغة والقضية الأمازيغية من أي طرف كان، دولة أو جهة سياسية، لمصالحها وتحويلها إلى سجل للمزايدة ضد الجزائر. واعتبروا أن بيان ''ندوة طنجة''، في إشارة إلى الندوة التي احتضنتها مدينة طنجة على هامش مهرجان (ثويزة)، لا يلزم الحركة الثقافية البربرية في الجزائر التي تظل متمسكة بمواقفها ومطالبها في الثقافة والهوية. ونسبت جريدة "الخبر" الجزائرية إلى رشيد بلخيري، المتحدث باسم الحركة الثقافية البربرية لمنطقة الأوراس، قوله إن بيان طنجة ''وقع عليه فرحات مهني، وهنا يجدر بي التوضيح أن مواقف فرحات مهني لا تمثل بالضرورة مواقف الناشطين في الحركة الأمازيغية في الجزائر''. وأضاف ''لا علاقة لحركتنا البربرية ومواقفها بمواقف فرحات مهني، الذي لا نلتقي معه في مسألة الدعوة إلى فصل منطقة القبائل. مهني له مواقف راديكالية دفع إليها من قبل بعض الأطراف وتحت ظروف معينة، لا نتبناها نحن''. مشيرا إلى أن ''الحركة الأمازيغية الجزائرية وطنية في بعدها وتسعى للحفاظ على الوحدة الوطنية ومطلبها الرئيسي مرتبط بترسيم اللغة الأمازيغية وبتعميم تدريسها وترقية الثقافة الأمازيغية، ونرفض أي استغلال سياسي لها من أي جهة في الجزائر ومن أي دولة ضد الجزائر''. وأكد بلخيري، وهو أستاذ في مدرسة في شبه الطبي، أن المغرب الذي تجاوز الجزائر في الاستجابة للمطلب الأمازيغي، وأعطى اللغة الأمازيغية وضعا متقدما كلغة وطنية ورسمية، ربما يحاول استغلال هذا الوضع لصالحه، في مقابل تهرب النظام الجزائري من التزاماته السياسية إزاء اللغة والثقافة الأمازيغية. وقال: ''الرباط تستعمل هذه الورقة سياسيا بالتأكيد، وتحاول أن تلعب على وتر العلاقات الثقافية بين أمازيغ الجزائر وأمازيغ المغرب''، مشددا على أن ''الحركة الثقافية البربرية في الجزائر تدعم بقوة ''حقوق الشعب الصحراوي التي يأتي على رأسها حقه في تقرير مصيره بنفسه كباقي شعوب العالم، كما أنها تتمسك بمطالبها في الثقافة والهوية الأمازيغية''. كما نقلت "الخبر" علي إبراهيمي، الناشط في القضية الأمازيغية والنائب في البرلمان، قوله إن تشكيك بيان طنجة في كون موقف الجزائر حول الصحراء الغربية هو الذي عطل اتحاد المغرب العربي غير واقعي، على اعتبار أن الجزائر يمكن لها أن تذكر نفس الأمر وتعلق تعطل المشروع على المغرب بسبب رفضه إقرار حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، مشيرا إلى أن حق تقرير المصير للصحراويين مسألة مبدئية وحق مطلق وقضية تصفية استعمار. وعلق إبراهيمي على مسألة اعتراف بيان طنجة بحكومة مهني بقوله: ''أنا غير مقتنع تماما ومطلقا بتشكيل حكومة في الخارج للمطالبة باستقلالية في الداخل، وأعتقد أن الدعوة إلى استقلالية منطقة القبائل اتجاه ناقص''، إلا إذا تعلق الأمر بمسألة التسيير وإلغاء اللامركزية في إطار وطني يشمل كل الولايات''، مشيرا إلى أن هناك مكاسب ترتبط بتعليم اللغة الأمازيغية والاعتراف بها في الدستور، وهناك مطالبات مازالت معلقة منذ 40 سنة. فيما أفادت "الخبر" أن يوسف مراحي، رئيس المحافظة السامية للأمازيغية التي تتبع رئاسة الجمهورية، تهرب من الرد أو التعليق على مضمون ''بيان طنجة''، رغم وعوده ل''الخبر'' مرتين بالرد، لكنه لم يف بوعده، وكذلك فعل الناشط السابق في الحركة الثقافة البربرية ومدير دار الثقافة لولاية تيزي وزو الهادي ولد علي. --- تعليق الصورة: فرحات مهني