13 ماي, 2018 - 03:49:00 قال نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، ان البرامج التنموية يجب أن تكون شاملة ومندمجة للتصدي للفقر المتعدد الأبعاد، موضحا أن المشاريع في قطاعات التعليم والصحة والسكن والطرق مهمة، مستدركا "لكن المشاريع الموجهة لبناء الإنسان وخاصة تلك المتعلقة بالثقافة والتكوين والتأطير تعتبر أيضا مهمة، ونجاح الأولى رهين بنجاح الثانية، والثقافة تعني انفتاح المواطن وتحصينه وتشبثه بإنسيته وقيمه وثوابته". وفي معرض تحليله للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، قال بركة خلال لقاء دراسي للفريق الاستقلالي بمجلس النواب، في موضوع "أي سياسة حكومية لفك العزلة عن المناطق النائية؟"، يوم السبت 12 ماي الجاري بجماعة تافرانت بإقليم تاونات، (قال)" كاذب من يدعي أن بلادنا لا تتوفر على الإمكانيات"، موضحا أن المشكل يتعلق بسوء تدبير هذه الإمكانيات، وعدم توظيفها في إطار الحكامة الرشيدة، حيث يتم إنجاز العديد من المشاريع وإنفاق عشرات الملايير، ولكن في غياب رؤية مستقبلية لتدبير وتثمين هذه المشاريع بما يضمن فعاليتها وديمومتها في خدمة السكان، مشيرا إلى مشروع تجهيز المدارس بالحواسب للرفع من مهارات التلاميذ وتحسين مستواهم الدراسي، حيث اصطدم المشروع بالعديد من الإكراهات التدبيرية والتجهيزية، منها عدم توفر عدد من المناطق القروية على الكهرباء، وعلى التغطية من قبل شبكة الاتصالات. وأكد الأمين العام لحزب الاستقلال أن العبرة بالخواتم والنتائج والمهم ليس الملايير التي تنفق في إنجاز العديد من المشاريع، وإنما في مدى استفادة المواطنين من هذه المشاريع، ومدى تحسن مستوى عيشهم في مختلف المناطق. وأضاف بركة إن النموذج التنموية الجديد يجب أن يركز على البعد الترابي والتضامني، حيث يتم تفعيل الجهوية المتقدمة ونظام اللاتركيز، بما يساهم في توسيع اختصاصات الجهات وتقليص اللجوء إلى المركز من أجل اتخاذ القرارات التي تهم الجماعات الترابية، مع توفير الموارد المالية والبشرية الكفيلة بتحقيق ذلك، والاقتناع بأن الهدف الأسمى هو تحقيق مغرب التضامن والتكامل والتآزر بين مختلف الجهات والمناطق، والرقي الاجتماعي لكافة المواطنات والمواطنين. وأوضح بركة أن تواصل قيادة الحزب والفريق الاستقلالي بمجلس النواب مع المواطنين، لا يندرج في إطار أي حملة انتخابية، وإنما جاء تنفيذا لسياسة القرب التي تم اعتمادها في الاستراتيجية الحزبية التي تجعل خدمة مالح المواطن في صلب العمل السياسي، والبداية يجب أن ترتكز على التفاعل المستمر مع انشغالات السكان وخاصة في المناطق النائية والإنصات إلى همومهم والدفاع والترافع على قضاياهم.