يسود جو من التوتر والاحتقان داخل الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري المعروفة اختصارا ب "الهاكا" عقب انعقاد المجلس التأديبي يوم الجمعة 22 يوليو، لتداول شكل وحجم العقوبة التي تنوي الإدارة إنزالها بأحد أطر الهيئة. مصادر من الهيئة رأت في اللجوء إلى هذه الخطوة التي وصفت ب"التصعيدية"، هي بث جو من الرعب والخوف في صفوف الموظفين في عهد الإدارة الجديدة التي شهدت تغيرات على رأسها في الفترة الأخيرة. وانتقدت ذات المصادر التي تحدثت إلى موقع "لكم" عدم احترام مسطرة العقوبات، عندما تمت إحالة الموظف المعني مباشرة إلى على المجلس التأديبي على اعتبار أنه "ارتكب خطئا جسيما" يستوجب حسب منطق الإدارة الجديدة تطبيق الدرجة الثانية من العقوبات المنصوص في القانون الداخلي للمؤسسة، دون أن تراعي التدرج في المسطرة، إذ لم يسبق لهذا الإطار أن توصل بأي إنذار أو توقيف من قبل، وهو يواجه الآن عقوبة التوقيف لمدة شهر الأمر الذي قالت ذات المصادر إن العاملين بالمؤسسة يستنكرونه ويعتبرونه "قرارا مجحفاً". الإطار المعني كان يشتغل ضمن طاقم المديرية العامة للاتصال السمعي البصري منذ إحداث الهيئة العليا، وبمجرد تعيين نوفل الرغاي مديراً عاماً للاتصال السمعي البصري في الآونة الأخيرة قرر إلحاقه بمصلحة تتولى رئاستها لمياء صالحي زوجة أحمد أخشيشن، وزير التعليم، والمدير العام السابق على نفس الهيئة. وكانت لمياء صالحي، التي التحقت بالهيئة العليا رفقة زوجها المدير العام السابق للهاكا كإطار بأحد المصالح بعدما قضت فترة وجيزة من العمل في القناة الثانية، ليتم تعيينها على رأس المصلحة نفسها قبل أشهر، قد أعدت تقريراً ضد الإطار المعني لتقرر الإدارة عقب ذلك عقد مجلس تأديبي خاص بالإطار الذي رفض القيام بمهام طلبتها منه لمياء، رغم أنها خارج المسؤوليات المنوطة به. وحسب نفس المصادر فإن الكثير من العاملين بالهيئة، يخشون من أن يكون تقديم أحد أطرها على المجلس التأديبي، ما هو سوى بالون اختبار لما هو أت من "تصفيات لحسابات شخصية سابقة"، من قبل المدير العام الجديد الذي سبق له ان اشتغل في نفس الهيئة قبل أن ينقل منها إلى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ويعود إليها بمنصب مدير عام. فقد سبق لنوفل الرغاي، الذي كان يعمل سابقاً في صندوق الإيداع والتدبير أن شغل منصب مدير ديوان أحمد الغزالي الرئيس الدائم لهيئة، ثم مديراً مركزياً للماكروتينغ والتواصل بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، قبل أن يعين مديراً عاماً للهيئة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية ثم مديراً للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري إثر التغييرات الأخيرة التي عرفتها الهاكا. يذكرأنه كانت قد تأسست في الآونة الأخيرة نقابة مستقلة بالهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، تهدف إلى الدفاع عن مصالح العاملين داخل الهيئة وحماية حقوقهم. --- مفتاح الصورة: نوفل الرغاي (يسار الصورة) رفقة رئيسه السابق فيصل العرايشي الذي يعتقد أنه هو من "أبعده" عن الإذاعة والتلفزيون