07 أبريل, 2018 - 04:22:00 فجر تلويح محمد البشير العبدلاوي عمدة طنجة بتقديم استقالته في حالة استمرار "البلوكاج المالي"، جدلا كبيرا داخل حزب "العدالة والتنمية" بمدينة طنجة، ظهر ذلك جليا من خلال ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي. ففي الوقت الذي يؤكد فيه العمدة الكاتب الجهوي السابق للحزب بالشمال، أن الاستقالة ستكون واقعا، إذا لم تجد الجهات المعنية التي راسلها حلا مناسبا للحجوزات المتتالية، والتي أثرت على عمل جماعة طنجة، خرج محمد خيي الكاتب الإقليمي لحزب المصباح بطنجةأصيلة، في تصريح أكد فيه على ضرورة الصمود في مواقع المسؤولية مهما وقع . ومن المعلوم أن جماعة طنجة تعاني من الاقتطاعات المتتالية من حساباتها البنكية، تنفيذا لأحكام قضائية تراكمت لسنوات طويلة، وصلت في ظرف سنتين وإلى حدود الشهر الماضي 50 مليار سنتيم، جعلت الجماعة في حالة "شلل"، لتضاف بذلك إلى فشل العمدة في ممارسة اختصاصاته التي يمارسها الوالي، بدلا عنه، في عدد من الملفات. ورغم إقدام العمدة على مراسلة العديد من الجهات، كرئاسة الحكومة و وزارات الداخلية والمالية وكذا العدل من أجل التدخل لإيجاد حل وصيغة مناسبة لمسألة الحجوزات المتتالية، والتي وصلت إلى حدود الشهر الماضي زهاء 50 مليار سنتيم، تنفيذا لأحكام التعويض عن نزع الملكية ضد الجماعة والتي تراكمت منذ عقود، مما أثر سلبا على عمل ومبادرات الجماعة. وهو ما تأكد بعدما أعلن العبدلاوي مؤخرا، أن جماعة طنجة تجد "صعوبة في توفير الاعتمادات المالية المطلوبة لمواكبة تنفيذ عدد من البرامج التنموية، التي انخرطت فيها، وفق التزاماتها، وكذا من أجل تسوية وضعية مجموعة من العقارات، التي خصصت لإقامة بعض مرافق الجماعة الجديدة المبرمجة ضمن أوراش طنجة الكبرى". وبدأت قصة الجدل الذي أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مسرحا لها بين مختلف مكونات حزب "المصباح" بطنجة، عندما نشرت مواقع إلكترونية مقربة، أن العمدة يفكر جديا في تقديم استقالته من رئاسة أكبر جماعات شمال المغرب، قبل أن يؤكدها العبدلاوي في تصريح للصحافة المحلية، وهو ما رد عليه بشكل قوي محمد خيي الكاتب الإقليمي لحزبه بطنجةأصيلة . العبدلاوي : إذا استمر "البلوكاج المالي" سأستقيل التسريبات الصحفية التي أشارت إلى تفكير العمدة في تقديم استقالته، قبل أن يؤكدها العبدلاوي منذ عدة أيام، لم تكن مفاجئة للعديد من المراقبين، بحكم "البلوكاج" الذي تعاني منه جماعة طنجة، بحيث لم يعد ممكنا الإقدام على أي مبادرة كيف ما كان نوعها، هذا فضلا عن صلاحيات رئيس الجماعة التي أصبح يمارسها الوالي في عدد من الملفات دون الرجوع إلى العمدة صاحب الاختصاص. وفي توضيحه للصحافة المحلية قال العبدلاوي إن "قضية الحجوزات بهذا الشكل لم تكن في يوم من الأيام بطنجة، ولا توجد في أي مدينة"، مضيفا "إنني صبرت كثيرا، العام الأول، العام الثاني، راسلت الجهات المسئولة"، معتبرا أن "جماعة طنجة لا يمكنها لوحدها أن تتحمل الوعاء العقاري لكل هاته المشاريع التي تشهدها طنجة، وتأدية تعويضات كل هاته السنوات، فالإشكالات الكبيرة والعميقة لا بد فيها من تعاون الجميع". وأشار العبدلاوي إلى أنه مازال ينتظر الجهات المعنية التي راسلها، وإذا لم يتم إيجاد الصيغة المناسبة لحل المشكل فسيقدم استقالته، مضيفا أن هذا "ليس تهديدا، ولكن إذا عجز إنسان ولم يستطع حل الأمر، يعطي لواحد آخر لعل وعسى يجد حلا". خيي: أمامنا الصمود في مواقع المسؤولية محمد خيي أحد رموز حزب "العدالة والتنمية" اعتبر أنه وفي ظل "الظروف الراهنة، أمام مسئولي حزب العدالة والتنمية حل واحد؛ الصمود في مواقع المسؤولية، والنضالية في العمل، والوضوح مع الناس" ، مضيفا في ما اعتبر ردا على تهديدات العمدة بتقديم استقالته، إن "الاسقالة ممكنة طبعا ولكنها ليست الحل". وأوضح المتحدث أنه "وعلى غرار العديد من المدن التي يسيرها حزب العدالة والتنمية ، يُرَاد لجماعة طنجة أن تتحول إلى مكتب ضبط لتسجيل شكايات وتظلمات الساكنة والمواطنين ، وان تَظهر باستمرار في صورة العاجز عن تلبية الحاجيات والطلبات وحل الإشكاليات التي تُعرض على مسئوليها كل يوم". وفِي خلفية هذا المشهد السريالي، يقول الكاتب الإقليمي ل "البجيدي" بطنجة ، "هناك ثلاث آليات تشتغل في إصرار وصمت وتكامل لتحويل المؤسسة المنتخبة برصيدها السياسي والأخلاقي الذي تمتعت به أخيرا إلى مجرد إسفنجه لامتصاص غضب الغاضبين، وغطاء لشرعنة قرارات سابقة، والدمغ عليها باعتبارها وقائع سارية المفعول " وقال خيي في تدوينة على صفحته بالموقع الاجتماعي فيسبوك بأن هناك "آليات ثلاث تتضافر لتُكَرِّس على أرض الواقع استمرار "منطق البلوكاج " الإرادي الذي أظهر فعالية استثنائية في الوصول إلى مبتغاه الى حد الآن، وهناك من يعتقد منا بوعي او بسذاجة أن "البلوكاج " مجرد حالة نفسية لدى المناضلين بسبب الصدمة".