17 مارس, 2018 - 11:09:00 "مشكلة الكثير من البشر، أنهم يرون كومة الحطب التي تمر أمامهم، ولا يرون العجوز التي تحملها، يرون الحذاء ذي العلامة الرفيعة ولا يرون ماسح الأحذية، يرون مناجم الأرض من الذهب والفضة والفوسفاط ولا يرون سكانها من أحياء الهوامش والصفيح، يرون الحقول الشاسعة ولايرون الفلاح الصغير.." --- هذه العبارات استلهمتها من مقالة الكاتب الإنجليزي جورج اوريل George Orwell عن مغرب 1939، والفيديو المرفق لهذا المقال هو ترجمة "بالدارجة المغربية" تم صياغتها بترجمة متطورة من خلال إيصال مضمون وجوهر المشاعر والمعنى والإحساس المتضمن في مقال أورويل، وهو مقال أدبي لكاتب انجليزي يعتبر واحدا من نجوم الأدب الإنجليزي في القرن العشرين. المقال كتبه أورويل سنة 1939 في زيارة سياحية استكشافية للمغرب وبالضبط لمدينة مراكش (هنا ترجمته إلى العربية)، تتضمن نقدا لاذعا لنظرة الشمال للجنوب، وهو الوصف الذي يضم عبارات وصف بها المغرب العميق، ذلك المغرب العميق الذي لم يتغير كثيرا اتجاه الإنسان واعتبار الإنسانية وحقوق المواطنة، والحق في الحصول على فرض متكافئة، وعدم احتكار الثروة للأعيان والرجعية الإقطاعية المتوحشة، وتوفير حق االعيش الكريم، والحق في الإنسانية والعمل من أجل توفير تنمية للساكنة على رأسها الأطفال والمرأة. يظهر أن المغرب لم يتغير وضعه الإنساني بعد مرور 84 سنة.. مازال يعيش في نفس منوال اختلاس الثروة والتفقير، والنظر إلى الأرض وما تحت الأرض وعلى الساحل وما في الساحل، دون النظر إلى ذلك الطفل وتلك العجوز وتلك المرأة في كفاحها من أجل لقمة عيش حقيرة من أجل البقاء فقط، البقاء على تلك الأرض المنهوبة على مر العصور والأجيال.. تضم هذه الترجمة بمعية الترجمة صورا من النصف الثاني من القرن 20 والقرن 21، صورة تلك المرأة العجوز حمالة الحطب، وصور حمالات السلع على بوابة الذل وإهانة المرأة على أبوب سبتة، وتلك الطفلة بين الثلوج التي تبحث عن بقايا الباطاطس، وذلك الحذاء البلاستيكي الممزق من بقايا ضحايا التدافع من أجل الحصول على كيس الدقيق والسكر من تنظيم أحد عملاء الوهابية السعودية في المغرب. المقال مترجم بالصوت وبالدارجة المغربية ، ومرفوق بصور لمغرب ما بعد الاستقلال إلى يومنا هذا.. مغرب القرن 21. إنه وصف ونظرة للإنسان المغربي الذي مازال يعيش في الهامش، الإنسان الذي يعيش ويموت ويحيا حقيرا كما قال كاتب المقالة.. نعم يحيا ويموت حقيرا لا شيء، بسبب نهم ونهب وحقارة النخب والأعيان المتوحشة المغربية.. الإستعمار وجد وضعا ولم يغيره، استغله لصالحه وتعامل معه.. ترك نفس الظروف بل ورسخها أحيانا خدمة لأجندته.. هو يرى أشياءا لا نراها، والأعيان المتوحشة في هذا المغرب العميق ترى أشياءا لا نراها.. ولكننا نرى ما لا يرونه.. نرى الإنسان، وتلك الطفلة البئيسة بحذائها البلاستيكي المزق، نرى معاناتها نرى المستقبل ونحلم بعالم افضل. المقال للكاتب الإنجليزي هو أيضا نقد لاذع للعنصرية والأحكام المسبقة، عندما يقول: إننا ننظر لكومة الحطب ولا نرى العجوز التي تحملها.. وهي ورفض لسلوكات وأفكار فوقية أنانية لا إنسانية تشييئية أبارتيدية تجرد الإنسان من إنسانيته وتسلب حقه في الوجود والإنسانية، أشياء تحدث عنها أورويل بأسلوب غاية في الذكاء ودقة في الوصف بدون نفاق، حيث يقول في معرض مقالته الأدبية: إننا نرى كل شيء إلا الإنسان.. من نظرتي الخاصة أعتبر ما ورد في مقالة الكاتب، نقدا لاذعا لنظرة الإنسان الأناني الجشع، الذي لايرى غير نفسه على حساب تشييء الآخر وسلب إنسانيته وحقوقه في الوجود والحياة الكريمة.. * هنا ترجمة المقالة الإنجليزية في هذا الفيديو، وطريقة صياغتها التي تعبر عن أحوال الإنسان على هذه البقعة من الأرض.. المغرب والجشع والنهب والنهم والهمجية التي تسيطر على عقلية الأعيان المغربية الرجعية الإقطاعية المتوحشة، التي تسببت في إنتاج صور بشعة في منظومة حياة لا مدنية ولا إنسانية، مليئة بالظلم والحيف والإقصاء و"الحكرة"، وثقافة الاحتيال و الاستيلاء واغتصاب الأرض والحقوق والثروة.. وما أنتجته من تفقير ومن قوارب الموت، وجيوش المتسولين والعاطلين والمتاجرين في البشر، وفشل مغرب الاستقلال في إنشاء مدرسة محترمة للطفل، ومستشفى يحترم إنسانية المواطن، وأدنى شروط العيش الكريم، وكبث الحريات والحقوق للتعبير عن الامتعاض الشديد.. ** الفيديو، من إعداد وترجمة مروان المحرزي العلوي، وهو يضم صورا من القرن 21 عن واقع احتقار الإنسانية، بمعية سرد ترجمة بالعامية المغربية لمقالة الكاتب جورج أوريل عن وضعية الإنسان المغربي في مغرب القرن ال 20.