قال مسؤولون بالاتحاد الأوروبي، أمس الأربعاء، إن الاتحاد سيعين قريبا مبعوثا خاصا له إلى شمال إفريقيا لتعزيز سياسته في المنطقة. ويأتي ذلك، أيضا، في محاولة لبناء نفوذ لأوروبا في وقت يشهد تحولات سياسية سريعة. ويسعى الاتحاد الذي يضم 27 دولة إلى تقوية نفوذه وتحديد منهج تعامله مع منطقة جنوب البحر المتوسط وسط انتقادات للاتحاد بأنه تعامى لفترة طويلة عن الأنظمة غير الديمقراطية في المنطقة. وإذا أقرت الدول الأعضاء الخطة فسوف يعين برناردينو ليون مستشار السياسة الخارجية الرفيع بالحكومة الاسبانية في هذا المنصب الذي سيتضمن في البداية مسؤولية علاقات الاتحاد مع كل من تونس والمغرب ومصر وليبيا والجزائر. وقالت كاثرين اشتون منسقة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي في بيان «مع التغيرات الجسام التي تجري في جنوب البحر المتوسط سيكون للممثل الخاص الجديد دور مهم بينما يعزز الاتحاد الأوروبي من استجابته للتحولات في المنطقة». واتخذ الاتحاد الأوروبي بالفعل خطوات لتحديد سياسة جديدة تجاه شمال إفريقيا مع التزام بما يشبه ربط مليارات اليورو من المساعدات بإيقاع وعمق التغير الديمقراطي وزيادة في المال الذي تقدمه للإصلاحيين. وقال منتقدون في الماضي إن الاتحاد الأوروبي مال إلى تفضيل الاستقرار على التغيير ودعم قادة شموليين مثل الرئيس المصري السابق حسني مبارك لعشرات السنين قبل أن يطاح به وكذلك الزعيم الليبي معمر القذافي. إلا أن منهج الاتحاد في المنطقة موضوع مثير للجدل بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وهو ما قد يخلق تعقيدات أمام الجهود الرامية لبناء المصداقية للسلك الدبلوماسي الأوروبي الجديد الذي سيمثله ليون وبناء طموحاته الدولية. وتتمتع ايطاليا واسبانيا وفرنسا ومالطا بصلات جغرافية وتجارية وتاريخية وثيقة مع المنطقة ولن ترغب في التخلي عن النفوذ الذي اكتسبته على مدار السنين. ويقول دبلوماسيون إن دور ليون سيتركز أيضا على جهود تعزيز الحوار بين الأديان والقوى العلمانية في تونس ومصر في الوقت الذي تمضي فيه الدولتان باتجاه إقامة حكومتين جديدتين. وعمل ليون (46 عاما) مختصا بشؤون الشرق الأوسط مع مبعوث الاتحاد الأوروبي السابق ميغيل انخيل موراتينوس بين عامي 1997 و2001 وساهم في تأسيس مؤسسة بارنبويم-سعيد التي تدعم اوركسترا من الشبان العرب والإسرائيليين تعزف موسيقاها لتعزيز السلام. --- تعليق الصورة: برناردينو ليون