15 يونيو, 2017 - 12:42:00 أثار التحول المفاجئ في الخط التحرير لبعض وسائل السعودية والإماراتية من قضية "الصحراء الغربية"، موجة كبيرة من الاستغراب والنقد على مواقع التواصل الاجتماعي داخل المغرب بعدما متتبعو وسائل إعلام الدولتين بتغير لهجتها تجاه القضية التي يعتبرها المغاربة "مقدسة" بالنسبة لهم. فبدون مناسبة بثت قناة "العربية" وصنوها "العربية الحدث" التابعة للمملكة العربية السعودية، الأربعاء، برنامجها حول "الصحراء الغربية" مرر من خلاله عدة مواقف يعتبرها المغاربة معادية لموقف بلادهم في هذه القضية التي توصف في المغرب "القضية الوطنية الأولى". فقد وصف البرنامج الإقليم المتنازع عليه بين المغرب وجبهة "البوليساريو" ب "الصحراء الغربية"، فيما تعود أن يصفها ب "الصحراء المغربية" في السابق، كما وصف جبهة "البوليساريو" بأنها "الجمهورية العربية الصحراوية" تطلب ب "تقرير المصير" لسكان "الصحراء الغربية". وقناة "العربية" و"العربية الحدث" هي الذراع الإعلامي القوي للعربية السعودية، يشرف عليها مباشرة الأمير محمد ابن سلمان، ولي ولي العهد السعودي والرجل النافذ والقوي في مملكة آل سعود. وعلى نفس المنوال سارت قناة "أبوظبي" الإماراتية الرسمية عندما بثت برنامجا عن المغرب ضمنته خارطة للمنطقة تبدو فيه خارطة المغرب محصورة جنوبا في حدود طرفاية، وتحتها مباشرة الجزء الذي يمثل إقليم الصحراء الغربية، والذي يبدو في الخارطة بلون مغاير على اعتبار أنه يمثل كيانا مستقلا وقائما بذاته. يذكر أن المواقف الرسمية للعربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أنها تساند موقف المغرب الذي يعتبر إقليم الصحراء جزءا لا يتجزأ من وحدته الترابية، وفي القمة الخليجية التي حضرها الملك محمد السادس في الرياض عام 2016، تضمن البيان الختامي له موقفا وضحا لدول الخليج يدعم موقف المغرب في منطقة الصحراء. ويأتي هذا "الانقلاب" المفاجئ في خطوط تحرير وسائل إعلام سعودية وإماراتية أياما بعد رفض المغرب الانضمام إلى مقاطعة دولة قطر لتأييد الموقف السعودي والإماراتي، وإرساله مساعدات غذائية لقطر، وتبنيه موقف الحياد، بعد قرار السعودية والإمارات والبحرين ودول عربية وإفريقية أخرى قطعت علاقاتها مع قطر، في أزمة غير مسبوقة يشهدها مجلس التعاون الخليجي. ويرى مراقبون في هذا التحول المفاجئ في تعاطي وسائل إعلام سعودية وإماراتية من قضية "الصحراء الغربية"، نوعا من الضغط على المغرب عقب حياده في أزمة الخليج التي نشبت بين قطر وعدد من البلدان الخليجية ومصر. واتهمت مواقع إلكترونية مغربية الإعلامين السعودي والاماراتي بممارسة "ابتزاز رخيص" للمغرب بسبب موقفه في أزمة الخليج. وكان المغرب أعلن البقاء على "الحياد الإيجابي" والرغبة بلعب وساطة لحل الأزمة، وقرر إرسال مساعدات غذائية لقطر، ليكون بذلك أول دولة عربية تتخذ هذه الخطوة. وكانت صحيفة "لوموند" الفرنسية تحدثت عن قيام سفراء السعودية بالضغط على دول إفريقية ذات أغلبية مسلمة لتقطع علاقاتها مع قطر، تمثلت بالتلويح بشكل مبطن بقطع المساعدات المالية، أو تعقيد مسألة الحصول على تأشيرات الحج. وقالت الصحيفة إن "تداعيات الأزمة الدبلوماسية الحادة بين السعودية وقطر، وصلت إلى أفريقيا حيث تكافح الرياض من أجل الحصول على دعم أكبر عدد من الدول الأفريقية ذات الغالبية المسلمة في اتخاذ موقف من قطر".