07 يونيو, 2017 - 10:57:00 قال محمد الناجي، الباحث السوسيولوجي، إن الزيارة التي قام بها فؤاد عالي الهمة، مستشار الملك محمد السادس إلى بيت عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، هي ذات أهمية كبيرة بالنسبة لأي مراقب، ليس فقط بسبب مضمونها وإنما بسبب صفة الزائر والمنصب الذي يحتله داخل هرم السلطة في المملكة. وفي تعليقه على البيان الذي أصدره المستشار الملكي ونفى أن تكون زيارته لبيت زعيم "العدالة والتنمية" ذات طبيعة سياسية، كتب الناجي في تدوينة طويلة على صفحته على فيسبوك، إن "النفي الذي نسب إلى المستشار بشأن هذه الزيارة ليس مهما من حيث مضمونه وإنما من حيث كونه مجرد بيان عادي، لأنه هو الذي أعطى لهذه الزيارة أهميتها وجعلها تستحق العودة إليها لأنها ليست مجرد زيارة عادية بما أن صاحبها ليس كذلك". وأضاف الناجي "أن تتم هذه الزيارة من طرف مثل هذه الشخصية المهمة في المملكة، فهذا ما يجعلها مهمة في حد ذاتها". وأوضح الناجي أنه "حتى خلال فترة المفاوضات بشأن تشكيل الحكومة، لم يتم إرسال الهمة لبنكيران، بسبب أن القصر لم يكن لديه ما يقول له، وهو بالأحرى قصد ذلك، بالفعل، عندما بعث له مبعوثين أقل أهمية في التسلسل الهرمي، كإعلان عن قرب التخلص منه". وزاد الناجي "من المفيد أيضا أن نتذكر أن بنكيران لم يتم استقباله (من طرف الملك) عندما ذهب إلى القصر لتقديم تقرير عن مفاوضاته مع قادة الأحزب (أثناء فترة تشكيل الحكومة)". وفي تحليله السيميائي لما وصفها ب "الكلمات والإيماءات"، قال الباحث السوسيولوجي إن "أساليب الزيارات والاستقبالات مهمة لفهم العلاقة مع القصر". مضيفا أن توقيت الزيارة "في الوقت الحاضر، قد لا يكون له معنى، لأنها لا تحتاج إلى معنى. ومعناها أن الحكومة التي تشكلت وانطلقت انطلاقة خاطئة منذ بدايتها تعلن اليوم عن دورانها في حلقة جوفاء لأن لديها الآن هناك أحداث الريف ولأن السلطة على أعلى المستويات لا تريد أن تكون معزولة". وخاص الناجي إلى القول: "على افتراض أنه لم يتم تداول أي حديث مع المستشار حول الريف فإن هذه الزيارة تبقى ذات مغزى. فهي تقول، أولا، إننا لا نريد أن نرى بنكيران مبعدا بصفة نهائية، بعدما أثبت سعد الدين العثماني ما هو عليه، أي أنه مجرد وزن وليس قاطرة. وتقول أيضا بأن السلطة تغذي القلق على المستقبل دون معرفة طبيعة هذا القلق ونهايته. فلا يمكن تصنيف خطوات واحد من أهم الشخصيات في المملكة مثل أي إشارات أخرى، فهي ليست تصرفات عادية، وإنما ستكون لها تبعاتها". وختم الناجي تدوينته بالقول: "الزيارة ، موضوع هذا الحديث، ليست مجرد زيارة مجاملة، فالمخزن عندما يريد أن يعزل، فهو يعرف كيف يفعل ذلك، عندما يقطع حتى خطوط الهاتف، والأمثلة كثيرة".
وفي النهاية كتب الناجي: "في السياسة، القوة وحدها ليست كافية، وهناك دائما الكواليس وما وراء الكواليس حيث بعض التحركات حتى ذات الطابع الرمزي قد يكون لها معنى".