هددت ندية ياسين، القيادية في جماعة "العدل والإحسان"، بالعودة إلى توجهاتها القديمة حتى لو عرضها ذلك إلى المحاكمة. ورغم أن ندية لم تفصح عن فحوى هذه التوجهات إلا أنها أوضحت بأنه بعدما أجبرت نفسها مؤخرا على مسايرة سقف مطالب حركة 20 فبراير، اقتنعت بأن بضرورة العودة إلى توجهاتها القديمة حتى لو عرضها ذلك للمحاكمة، وذلك للرد على ما وصفتها ب"الضربات الدنيئة والسافلة". ويتضح من تهديدات ندية أن توجهاتها القديمة تتمثل في تبنيها للنظام الجمهوري، الذي سبق أن فضلته على النظام الملكي، وهو ما كلفها محاكمة ما زالت تؤجل منذ 2005 حتى اليوم. وكانت ندية تشير إلى الصور التي نشرتها بعض المواقع الإلكترونية وقالت هي نفسها بأنه هناك شخص تطوع لإرسالها إلى زوجها من أجل المس بعفتها وشرفها. وتظهر الصور كريمة زعيم الجماعة صحبة أحد أعضاء الجماعة في مهمة خارج المغرب، لكن التعاليق المصاحبة لتك الصور تستهدف المس بعفة وشرف المرأة. وفي أول رد فعل لها على ما وصفته ب"مناوراة مخزنية"، قالت ندية ياسين إن "لجوء المخزن إلى مثل هذه الأساليب الدنيئة لهو أكبر دليل على أنه يلعب آخر أوراقه قبل أن يلفظ آخر أنفاسه". وأضافت قيادية "العدل والإحسان" في رسالة نشرها موقعها، أن المخزن وأمام شعبية الجماعة المتزايدة وجد نفسه محشورا في الزاوية فأصبح يلجأ إلى أساليب التشهير والقذف. وهو أسلوب وصفته ندية بأنه "أصبح متجاوزا"، بل وتعتبره "أصبح أكثرها إثارة للسخرية". --- تعليق الصورة: ندية ياسين رفقة زوجها عبد الله الشيباني --- وفيما يلي نص رسالة ندية ياسين نقلا عن موقع الجماعة تحت عنوان: "ما تقيسش عائلتي" "أمس، ذهب زوجي لزيارة ابنتنا الكبرى، وعند خروجه وجد على الواجهة الأمامية للسيارة ظرفا عالقا تحت ماسحات الزجاج. ظرف أصفر مبتذل من النوع الرخيص المتوفر في كل دكاكين الأحياء. لكم تلقيت العشرات من هذا النوع تحت باب منزلي في عام 2005، سنة محاكمتي، من نفس المرسل ولاشك! خمنوا من هو؟ تلك التي وصلتني قبل عدة سنوات كانت تحمل تهديدات صريحة بالقتل، أما هذا الأخير فقد كان أكثر جبنا ونذالة، ويثبت أن العدو استوفى كل مناوراته مع شخصي المتواضع. سلاحه الآن هو القذف والتشويش، وحدوث هذا أمام منزل ابنتي يمثل رسالة غدر أخرى تضع أولادي في مركز هذا المستنقع الآسن. كما كان منتظرا فالرسالة غير مُوَقّعَة وتُذَكِّرنا بالأيام الخوالي للمخزن، الوفي دائما وأبدا، لممارسات عفا عليها الزمن. كل ما أشارت إليه الرسالة هو أن المرسل اللطيف "أخ في الله"، بلغ به لطفه أن حاول زرع الشك في نفس زوجي عن طريق إرسال صورة له لا تمثل، على الرغم من التلاعب الجلي بها، أية إدانة لي لأنني أتكلم فيها بكل جدية مع شخص غريب في الشارع العام. لاشيء يذكر لولا التعليق الخبيث وراء الصورة : "ما خفي كان أعظم"، والذي يمثل بالتأكيد، إنذارا بوجود وثائق أخرى مفبركة... قبل بضع سنوات، استقبلت في منزلي صحفية مزعومة، جاءت تُبَلِّغني يومها تحذيرات مقَنَّعَة في هذا الاتجاه، بالحديث عن ما يمكن أن تقوم به الشرطة المغربية في ما يتعلق بشرف المرأة. ولما أجبتها بأنه بإمكانهم أن يفعلوا ما بوسعهم، فنحن فوق كل شبهة، ذَكَّرتني بأن أجهزة المخابرات تتوفر على تقنيين من الطراز الرفيع، متخصصين في إعداد الوثائق المزورة؛ قلت لها إني لا أكثرت لذلك وأنني أثق في ذكاء الشعب المغربي، وقد برهن على ذلك منذ 20 فبراير. أما زوجي، فهو ليس بساذج، بل إنه يدرك جيدا جبن المخزن وخسته لأنه ذاقها ولايزال... أريد أن أُطَمْئِن من يهاجمونني حتى أوفر عليهم الكثير من الجهد في هذا المجال، وأدعوهم ليركزوا اهتمامهم على ما ينهال عليهم من مصائب من كل مكان : لقد وصلت رسالتهم وهذا جوابي : 1.إن لجوء المخزن إلى مثل هذه الأساليب الدنيئة لهو أكبر دليل على أنه يلعب آخر أوراقه قبل أن يلفظ آخر أنفاسه. فبعد ابتذال ورقة الفزاعة الإسلامية التي أصبحت متجاوزة، وتصريحاتنا الأخيرة التي تؤكد نضجنا وحسن نيتنا، وشعبيتنا المتزايدة، حُشر المحزن في آخر جبهاته: زاوية الإفك والتشهير والعار. 2. إن هذا الأسلوب قد أصبح متجاوزا، فابحثوا عن غيره ! 3. لم يعد القذف أكثر الأسلحة فتكا بل أصبح أكثرها إثارة للسخرية. 4. لا تراهنوا على هذه الواجهة فرهانكم فاشل لا محالة، وسينقلب عليكم سحركم. 5. لكم أجبرت نفسي مؤخرا على تهدئة قناعاتي لأساير سقف مطالب شباب حركة 20 من فبراير، وحتى أكون أكثر براغماتية؛ لكنني الآن اقتنعت بضرورة العودة إلى توجهاتي القديمة، فذلك أدعى لأن أحال على محاكمة تجري في وضح النهار عوض أن أتعرض لمثل هذه الضربات الدنيئة والسافلة. 6. إن ما فعلتكم هذه بشارة كبرى لنا، تثبت أنه لم يعد بإمكانكم ابتكار شيء تواجهون به قوة مواقفنا غير الضغط النفسي. 7. يلزمكم الآن قذف أمة بأكملها، وهو ما تقومون به فعلا بشكل من الأشكال. ربما بقيت لكم الجريمة، بعد كمال الشهيد، على من يكون الدور؟"