06 أبريل, 2017 - 09:38:00 اختلف بعض الفاعلين السياسيين والحقوقيين والمحللين في قراءتهم للتحولات السياسية الطارئة في المغرب بعد تعيين الحكومة الجديدة من قبل الملك محمد السادس، والتي يترأسها سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب "العدالة والتنمية"، خصوصا بعد الجدل الذي رافق تعيين وزراء كانوا يوصفون ب"خدام الدولة" في مناصب سيادية. يومية "أخبار اليوم"، في عددها الصادر يوم الجمعة أدرجت أراء كل من المحلل السياسي مصطفى السحيمي، والأستاذ الجامعي والفاعل الحقوقي المعطي منجب، والخبير في الجغرافيا السياسية مصطفى اليحياوي، إضافة إلى الأنتروبولوجي عبد الله حمودي، إلى جانب آخرين. السحيمي: العثماني لن يستطيع فرض أي شيء على أخنوش وحصاد وساجد مصطفى السحيمي، الأستاذ في العلوم السياسية، قال "إن هذه الحكومة تنطوي على مشكلات عدة، أولها تلك المرتبطة بقدرة رئيسها على التنسيق، لأننا إزاء تشكيلة تتضمن أمناء عامين لأحزاب مثل عزيز أخنوش ومحمد ساجد، باستثناء نبيل بنعبد الله، الذي لا يشكل أي عائق للعثماني". وأضاف السحيمي، أن "أخنوش وساجد يمثلان ما أسميه ب super ministres، فهذان الزعيمان يقودان قطاعات استراتيجية وعالية الأهمية وسيكون من الصعب على العثماني أن يتصرف كرئيس لهما". وأوضح المحلل السياسي، أن "هناك مشكلة مرتبطة بالوزراء الذين لديهم وزن هائل Poids Lourd، مثل محمد حصاد الذي سلم إليه قطاع التعليم برمته، وهذا الوزير لا يستمد قوته أو وزنه من حزبه ذاك الذي لون به قبل يومين، بل من كونه رجل سلطة عين لتطبيق سياسة في ذلك القطاع بعيدا عن العثماني، ولا يمكن لهذا الأخير أن يفرض أي شيء على رجل مثل حصاد أتى حاملا لخطة واستراتيجية معدة سلفا". منجب: الهدف من تشكيل الحكومة هو تحويلها إلى حكومة قتال ضد "البيجيدي" نفسه المعطي منجب، المؤرخ والباحث في العلوم السياسية، قال إن تعيين حصاد وزيرا للتعليم بكل فروعه ومتعلقاته، يستهدف "ضرب القاعدة الصلبة للبيجيدي، أي العدد الكبير من أنصاره في قطاع التعليم". وتابع منجب بالقول: "إننا نعرف حجم المعلمين في هذا الحزب، لكن الدولة الآن بصدد محاصرة هذه القوة، وقطع الصلة بين الحزب وشبكة معلميه الذين تراهم الدولة كواحد من العناصر الرئيسية للاستقطاب والترويج للحزب بين الناس". وأكد منجب أن الهدف الآخر من وراء تشكيل الحكومة بالطريقة التي تمت بها، هو تحويلها إلى "حكومة قتال" ضد "البيجيدي" نفسه، وسيجري هذا بتحويل الأزمة التي كانت بين "البيجيدي" القصر إلى أزمة داخل "البيجيدي" وحده. حمودي: "العدالة والتنمية" لازالت لديه إمكانية أن يقولو الله غالب ويرجع المفاتيح أما الانتروبولوجي والأستاذ الجامعي بجامعة برنتسون الأمريكية، عبد الله حمودي، فيرى أن هذه الممارسات كشفت المستور و"عرات كلشي"، مؤكدا على أن الطريق ليس سيارا أمام من قاموا بمناورات لفرض "طرد بنكيران"، وبأن حزب "العدالة والتنمية" لازالت لديه إمكانية أن يقولو الله غالب ويرجع المفاتيح، مشيرا إلى أن إمكانية العودة إلى نقطة الصفر ولزمن ما قبل عشرين فبراير هو أمر مستحيل لأن هناك تغيرات عميقة جرت ما بعد الحراك، نظرا لوجود حزب قوي هو "العدالة والتنمية" وأيضا وجود منظمة قوية وهي "العدل والاحسان". كل هذه الأمور، حسب حمودي، توحي باستحالة العودة إلى ما قبل 20 فبراير، مؤكدا أن المد والجزر الذي يحدث هو نتيجة جدلية جديدة بين من يريد التقدم إلى الأمام وبين من يريد التخفيف من ضغط الدينامية التي تحدث في بنية جديدة تتغير بوتيرة متسارعة.