28 مارس, 2017 - 08:43:00 قال عمر بندورو، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس في الرباط، إن :"فرض مشاركة حزب الاتحاد الاشتراكي في حكومة سعد الدين العثماني المرتقبة، بمثابة مكافئة من المخزن له على الدور الذي قام به طيله الولاية الحكومية السابقة والتي هاجم فيه بشراسة حزب العدالة والتنمية". وأوضح بندورو، في اتصال مع موقع "لكم" أن "توظيف المخزن للاتحاد الاشتراكي يعود منذ الولاية السابقة حيث أوكل له مهمة معارضة البيجيدي بشراسة، والدور الذي لعبه في البلوكاج والذي سيلعبه مستقبلا سيتم وفق تعليمات القصر الملكي". وبخصوص ما إذا كان توظيف "القصر" لإدريس لشكر ينم على ضعف عزيز أخنوش في القيام بالدور المطلوب تجاه العدالة والتنمية، قال بندورو إن" أخنوش لديه تعليمات من المحيط الملكي لكي يشارك الاتحاد وهو ما قد تم"، مشيرا إلى أن دور الاتحاد الاشتراكي ليس أساسيا بل تم توظيفه فقط في مواجهة البيجيدي وأخنوش سيكون له دور آخر في الحكومة". وأكد المتحدث أن "الاتحاد الاشتراكي لن يكون الوحيد الذي سيعرقل حكومة العثماني، بل حتى الاحزاب الخمسة الأخرى التي تتلقى التعليمات والأوامر"، مضيقا أن "الحكومة الحقيقية مشكلة في القصر وأن رئيسها الحقيقي هو عزيز أخنوش الذي يظهر أنه أداة في يد القصر". وأضاف بندورو أن "هذه الحكومة ستقوم بإدارة ما يريد القصر لأننا لسنا في دولة توجد فيها حكومة مستقلة والبرنامج الحكومي الحقيقي يتم إعداده سلفا في دوائر القرار". إلى ذلك أكد المتحدث أن حزب "العدالة والتنمية يعيش في حالة ضعف، لأنه لو كان حزب قوي كان سيرفض بلاغ الديوان الملكي الذي أعفى عبد الاله بنكيران من رئاسة الحكومة وقبل سعد الدين العثماني بتعويضه" مؤكدا على أن "ميزان السيادة حالية للمخزن وهي ليست في صالح البيجيدي" وبالنسبة لبندورو فإن "البيجيدي لم يجد أي دور آخر سوى الخضوع للأوامر الملكية"، موضحا: "لأنه لو ذهب إلى المعارضة سيقوي معارضة الشارع ومن تم سيتدخل المخزن وقد يمنعه من العمل الحزبي"، مضيفا "قبول البيجيدي لقرارات المحيط الملكي سيجعله ضعيفا من جانب وقويا من جانب اخر، بحيث سيتم اضعافه من طرف السلطلة، ولكن لا يعني هذا اضعافه شعبيا". وعن مستقبل هذه الحكومة، لم يستبعد بندورو أن يُقدم البيجيدي على تنازلات أخرى، لانه بالسنبة اليه قيول الامانة العامة لهذا الحزب ببلاغ الديوان الملكي وخضوعه للأوامر دليل كافي على أنه سيقوم بتنفيذ اوامر اخرى. وفي ختام تصريحه تساءل بندورو "هل ستكون هناك إمكانية في أن تقوم القاعدة في حزب المصباح برد فعل في المؤتمر الوطني المقبل حول التنازلات التي قدمتها القيادية حالية؟" مستدركا "لا اعتقد ذلك.. لان البيجيدي سيتجنب الخيارات الرادكالية في علاقته مع الملكية".