تجتمع دول عربية وغربية في أبو ظبي اليوم الخميس للتركيز على ما وصفه مسؤول أمريكي «بنهاية اللعبة» بالنسبة للزعيم الليبي معمر القذافي. يأتي ذلك في الوقت الذي زاد فيه حلف شمال الأطلسي مرة أخرى من كثافة غاراته الجوية على العاصمة طرابلس. وفي الأممالمتحدة قال مدعي المحكمة الجنائية الدولية إن تحقيقاتها وجدت أدلة تربط بين القذافي وسياسة لاغتصاب المعارضين في حين اقترحت مجموعة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بالكونجرس الأمريكي أن يجمد الرئيس باراك أوباما أصول الحكومة الليبية لتوفير مساعدات إنسانية للشعب الليبي المحاصر في الحرب الأهلية. واستأنف حلف شمال الأطلسي غاراته على طرابلس الليلة الماضية بعد الهدوء الذي أعقب أعنف يوم قصف منذ مارس. وتقدم آلاف من جنود القذافي نحو مصراتة أمس وقصفوها من ثلاثة جوانب وقتلوا 12 من أعضاء المعارضة المسلحة على الأقل. وكان وزراء من مجموعة اتصال خاصة بليبيا تضم الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا فضلا عن قطر والكويت والأردن قد اتفقوا في ماي على إنشاء صندوق لمساعدة المعارضة المسلحة. ومن المنتظر أن يؤكدوا التزامهم في العاصمة الإماراتية وأن يضغطوا على المعارضة الليبية المسلحة لتطرح خطة مفصلة بشأن كيفية إدارتها للبلاد إذا تنحى القذافي. وقال مسؤول أمريكي كبير للصحفيين على متن طائرة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي هبطت في أبو ظبي ليل الأربعاء «بدأ المجتمع الدولي يتحدث عما قد يمثل نهاية اللعبة». وأضاف «يشمل هذا ترتيبات لنوع من وقف إطلاق النار وعملية سياسية ما... وبالطبع فان مسألة القذافي وربما عائلته جزء مهم من هذا أيضا». ورفض المجلس الوطني الانتقالي وحلفاؤه الغربيون عروض الهدنة التي قدمتها الحكومة الليبية لأنها لا تشمل تنحي القذافي وقالوا إن عليه هو وأسرته التخلي عن السلطة قبل بدء أي محادثات. وقال المسؤول الأمريكي إن مناقشات عامة جرت بشأن ما قد يحدث للقذافي لكن لا يوجد شيء محدد بشأن «إلى أين سيذهب أو ما إذا كان سيظل في ليبيا إلى أن يتم البت في هذا». وأعلن مسؤولون أمريكيون أمس عن تسليم أول شحنة من النفط تباع للولايات المتحدة لحساب المجلس الوطني الانتقالي في إطار استراتيجية أوسع نطاقا يأملون أن تدر المال على المجلس. وقالت شركة تيسورو الأمريكية في ماي إنها اشترت شحنة من 2،1 مليون برميل وذكر مسؤولون أمريكيون أنه كان من المقرر أن تصل إلى هاواي أمس الأربعاء. وقال اليستير بيرت الوزير بوزارة الخارجية البريطانية والذي يشارك في محادثات أبو ظبي إن الفريق الدولي لتحقيق الاستقرار الذي يساعد المجلس الوطني الانتقالي على التخطيط لإعادة الإعمار بعد انتهاء الصراع سيطلع المجموعة على آخر النتائج التي وصل إليها. وأضاف بيرت «مجموعة الاتصال ستؤكد مجددا رسالتها التي لا لبس فيها... القذافي وعائلته ونظامه فقدوا كل شرعية ويجب أن يرحلوا حتى يستطيع الشعب الليبي تحديد مستقبله». ومضى يقول «إلى أن يفعل القذافي هذا سيزداد الضغط اقتصاديا وسياسيا وعسكريا». واجتمع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل أمس الأربعاء دون دلائل تذكر على استعدادهم لتكثيف مهمتهم في ليبيا التي فشلت حتى الآن في الإطاحة بالقذافي. ويقول الحلف إن القصف يستهدف حماية المدنيين من قوات القذافي التي سحقت احتجاجات شعبية على حكمه في فبراير مما أدى إلى سقوط كثير من القتلى. لكن الصراع أصبح الآن حربا أهلية. وفي الأممالمتحدة قال مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو إن محققي المحكمة عثروا على أدلة تربط بين القذافي وسياسة لاغتصاب المعارضين وأنه قد يواجه اتهامات منفصلة بهذا الصدد. وطلب اوكامبو في 16 ماي إصدار أوامر لاعتقال للقذافي وابنه سيف الإسلام ورئيس المخابرات الليبية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال محاولات سحق الاحتجاجات. وخلال مؤتمر صحفي عقد بالأممالمتحدة أمس قال إن السؤال كان حتى وقت قريب هو هل يمكن الربط بين القذافي نفسه وجرائم الاغتصاب «أم أن هذا حدث في الثكنات». واستطرد قائلا «لكننا الآن نحصل على بعض المعلومات التي تفيد بأن القذافي نفسه قرر السماح بجرائم الاغتصاب وهذا شيء جديد». وفي واشنطن قالت مجموعة من كبار أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين والديمقراطيين اتهم يدعمون مشروع قانون يستطيع الرئيس أوباما بموجبه تجميد أصول الحكومة الليبية لتوفير مساعدات إنسانية للشعب الليبي المحاصر في الصراع. وجمدت الولاياتالمتحدة أكثر من 34 مليار دولار في إطار العقوبات التي فرضتها على القذافي وكبار مسؤوليه في فبراير. وعلى الصعيد الميداني تتقدم قوات القذافي باتجاه مصراتة. وقال حسن المصراتي المتحدث باسم المعارضة لرويترز من داخل المدينة «أرسل الآلاف من قواته من جميع الجهات وهي تحاول دخول المدينة. لكنها ما زالت خارجها». وقال متحدث من المعارضة في مصراتة يدعى محمد لرويترز في وقت متأخر يوم الأربعاء إن مقاتلي المعارضة ما زالوا يسيطرون على المدينة رغم الهجوم. وانضمت اسبانيا إلى حكومات عربية وغربية في الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي ومقره بنغازي كممثل وحيد للشعب الليبي. وقال شاهد من رويترز انه شب حريق في طرابلس في وقت مبكر من صباح اليوم بالفندق الذي يقيم به صحفيون أجانب. وتم إجلاء نحو 100 شخص معظمهم من الصحفيين إلى مرأب قبل السادسة صباحا. *رويترز