07 يناير, 2017 - 08:06:00 قال الداعية الاسلامي عبد الوهاب رفيقي الملقب ب"أبو حفص"، أنه لا يمكن محاكمة التراث الثقافي، بقدر ما يجب محاكمة البنية التي أنتجت هذا التراث، لأن غالبية الأشعار والأمثال والقصص هي رجع لصدى البنية الثقافية المؤطرة للمجتمع التي يعد الشاعر أو القصاص جزءا منها. وأوضح أبو حفص، في ندوة حول "التنوير وضده في التراث المغربي"، نظمتها حركة "التنوير" يوم السبت بالرباط، أن المرجعية الدينية هي أحد الأسس المهمة في تشكيل الهوية الثقافية لكل مجتمع، "بالتالي فإن كل ما ينتج من اشعار وأمثال وقصص وغيرها هو انعكاس لتلك الهوية والبنية الثقافية التي يعد الدين أحد مكوناتها الأساسية" وفقا ذات المصدر. وتابع ذات المتحدث، "في الحقيقة نحن نعاني من إشكال في التاريخ الإسلامي وفي تطبيق المرجعية الدينية التي لا يمكن أن نعطيها حكما واحدا.. مثلا لا يمكن الحديث أن التاريخ الاسلامي عرف في جميع محطاته اضطهاد المرأة، وطبعا لا يمكن الحديث عن العكس" وأفاد أبو حفض أن وضع اليهودي والمسيحي في الدولة الإسلامية كان مرتبطا بالوضع السياسي لتلك الدولة، "ذلك أن صورة الحرية والتسامح لا نجدها في كل فترات التاريخ الإسلامي، ولكن حسب التوجه السياسي لتلك الدولة التي كانت تحكم" يضيف رفيقي الذي دعا إلى التعامل مع التاريخ الإسلامي بانتقائية، خاصة وأن الثقافة الدينية تشكلت عبر مجموعة من التراكمات والآليات غير المرتبطة بالدين. واستطرد ذات المتحدث، "إن الدين لا يأخذ التضخم الذي حصل فيما بعد، وإنما هو منظومة بسيطة، حيث أن الثقافة الدينية تشكلت عبر عدد من التأويلات والتعاطي مع النصوص الدينية من طرف العقل الفقهي على طول القرون الماضية". ورغم أجواء الحرية التي عرفتها المجتمعات الإسلامية، إلا أن الصراع الفقهي كان حاضرا، مثل الصراع الذي كان بين الأدباء ومنظمومة الفقهاء، حتى أن الهجوم على الشعراء والأدباء كان يتم بتحريض من الفقهاء، وفقا لما قاله عبد الوهاب رفيقي، "فالسلطة السياسية هي التي كانت تتدخل وكانت تسمح أو تمنع أي منتوج ثقافي". وأبرز أن السلطة السياسية تؤثر على الفقه، وبالتالي فإن المنظومة الفقهية التي أنتجت كانت خاضعة للسلطة السياسية التي كانت تملي على الفقهاء، ما يتناسب مع مبادئها، "فمثلا عندما كانت سلطة ذكورية أملت على الفقه انتاج ثقافة دينية تزدري المرأة وتحط من شأنها..وعندما كانت السلطة تحتاج إلى تهييج المجتمع ضد الآخر، كانت تملي على الفقهاء ما يستلزم تهييج المجتمع المسلم ضد كل يهودي ومسيحي لزرع روح الكراهية ونبذ التسامح والتعايش". ودعا عبد الوهاب رفيقي إلى التوجه نحو مراجعة المرجعية الدينية التي تنتج الثقافة وتؤثر فيها إلى حد كبير.