مهما تم الحديث عن بشاعة القمع الذي واجهت به قوات الأمن المتظاهرين في حي سباتة بالدار البيضاء، فإن ما تختزله الصور يبقى أكثر تعبيرا من كل وصف. اللقطة الأولى في تسلسل اللقطات التالية التي ينشرها موقع "لكم" يظهر ثلاثة عناصر من قوات الأمن وهم يتكالبون على ضرب سيدة عزلاء، أحدهم يهوي عليها بهراوته والآخر يصفعها والثالث يركلها بحذائه العسكري. ولم يراعي الثلاثة وجود صبي مفزوع وهو يصرخ تحت قدمي أمه حافي القدمين، بينما تظهر الصورة مجموعة من المواطنين يصرخون بأن كفوا عن ضرب امرأة عزلاء. اللقطة الثانية يتدخل أحد المواطنين لإنقاذ المرأة من مخالب عناصر الأمن بينما وقفت هي تصرخ في وجههم بشجاعة ناذرة، أما صغيرها المفزوع فتعابير وجهه الصغير تعكس حجم الرعب الذي زرعه هؤلاء المهاجمين في قلبه المنفرط من الصراخ. اللقطة الثالثة تلتحق "تعزيزات" أمنية جديدة بالمهاجمين الثلاثة وكأنهم هم من كانوا في حاجة إلى مساندة في مواجهة صراخ أم وبكاء صغيرها، فينهال سبعة من عناصر الأمن على الأم والمواطن الأعزلين بالضرب بالهراوات. بالضرب الذي أدار ظهره لعصا قوات الأمن من أجل حمايتها في لحظة تعبر عن شهامة ومروءة نادرتين. اللقطة الرابعة المواطن الشهم يدير ظهره لهراوات قوات الأمن لحماية الأمن. والملاحظة أن هراوات عناصر الأمن كانت تستهدف الرأس من بين كل أعضاء الجسد. اللقطة الخامسة المواطن الأعزل وقد ضمخت الدماء وجهه وهو يصرخ بينما تتابعه نظرات الشرطي من تحت زجاج خوذته الواقية، كمن ينظر إلى فريسته بعد أن قضى منها وتره. اللقطة السادسة يأس وإحساس بالظلم والمهانة تختزلها تعابير المواطن الذي أبى أن يستسلم للبكاء، فصار يصرخ في وجه الظلم فاردا ذراعيه مثل طائر حر جريح. اللقطة السابعة المواطن الجريح يشكي للشرطي، ما هو الذنب الذي ارتكبه حتى يستحق أن يشج رأسه، بينما يمضي الشرطي بنظرات جامدة لا تعبر عن أي شئ، مندفعا بحثا عن ضحية أخرى، وفي تعابير وجهه تأنيب للضمير من شكوى المواطن الذي قهر خوفه واستعاد رباطة جأشه.