05 نوفمبر, 2016 - 01:38:00 أثارت صور التقطت لشباب الحسيمة وهم يشكلون سلسة بشرية لحماية المنشآة العمومية أثناء التظاهرة الحاشدة التي عرفتها المدينة مساء الجمعة، تعاليق الكثير من رواد الفيسبوك وجعلتهم يفتخرون ب "الشعب المغربي". وتم تداول الكثير من الصور على نطاق واسع داخل الفضاء الأزرق، تظهر شبابا يشكلون سلسلة بشرية وهو يطوقون منشأت مصرفية وسيارات للأمن. كما تم تداول صور أخرى لشباب وهو يقومون بتنظيف شوارع المدينة وساحتها التي أطلق عليها المتظاهرون إسم "ساحة الحرية". وبدا الشباب وهم يقومون بجمع مخلفات في الساحة في ساعة متأخرة من الليل بعد أن انتهى التظاهر الذي شهدته المدينة احتجاجا على مقتل إبن المدينة محسن فكري الذي بات يوصف ب "شهيد الحكرة". وكتب حسن بناجح، العضو القيادي بجماعة "العدل والإحسان" معلقا على صورة لشباب من أبناء الحسيمة وهم ينظفون الساحة بعد أن أخلاها المتظاهرون "في مشهد حضاري راق، وبعد مسيرة سلمية منظمة منضبطة، المتظاهرون في الحسيمة ينظفون ساحة مدينتهم. أغلى التحيات للشعب المغربي العظيم". وعلق على نفس التدوينة عبد الرحيم لبروك بالقول: "رسائل قوية يرسلها الشعب المغربي لمن يريدون ان يصطاد في الماء العكر"، وتساءل عبد الغاني محمدي "هل مثل هؤلاء يكونون دعاة فتنة! حفظ الله شعبنا الأبي". أما الصحافي والناشط محمد الموساوي الذي نشر صورا لشباب من أبناء المدينة وهم يحرسون منشآت عمومية أثناء مرور المتظاهرين فعلق ساخرا: "الفتنة...أٌحب الفتنة.."، في إشارة إلى ما تم الترويج له بأن من يٌحرك المتظاهرين هي جهات أجنبية لها أجندات خاصة تسعى إلى زرع الفتنة في المغرب، وأثارت تدوينة المساوي تعليقات أحد رواد الشبكةة، أبدير شاكر، الذي كتب معلقا: "2 فتنات بحال هادو فالعام يولي المغرب بحال السويد". وكانت الحسيمة قد شهدت مساء الجمعة وللأسبوع الثاني على التوالي مسيرة حاشدة شارك فيها الآلاف من أبناء المدينة احتجاجا على مقتل إبنها في الظروف المأساوية التي شهدها الجميع. وليست هذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها أبناء الحسيمة في مسيرات ضخمة منظمة دون أن يقع ما يخل بالأمن العام في المدينة، فقد سبق أن سهر شباب المدينة على تنظيم الموكب الجزائزي لمحسن فكري، والذي امتد على طول سبع كيلومترات من مدينة الحسيمة حتى المقبرة التي وري فيها جثمان الفقيد الثرى بمنطقة إيمزورن. وكان لافتا على طول الطريق الذي عبره الموكب الجنائزي الحاشد، الغياب شبه التام لعناصر الأمن، ووجود شباب يحرسون المنشآت العمومية ويسيرون الموكب في اتجاه المقبرة.